الفصل الرابع والثلاثون

6.4K 171 41
                                    

البريق الرابع والثلاثون

مدينة الغريب

على شاطئ البحر يسيران ، تمر الأمواج تحت أقدامهما وتعاود اختلاطها بالبحر الساحر في نهار شتوي خفيف البرودة ، كأنه يترفق بهما تقلب الطقس كتقلب الدنيا

عينا دموع تدمع تحت نظارتها السوداء بجلال اسمها وعذاب ما رأته وتراه حيا على جسده كوصمة عمر راحل

يدها بيده تشد الوثاق بينهما وتنظر للجو الصافي حولها قائلة

" أنا اريد العودة أكرم "

مثلها تأخذه الاجواء الساحلية بعيدا عن الألم فلا يشعر إلا بالهدوء والسكينة يرد

" لم نقضِ إلا اسبوعا دموع "

الشمس غائبة لتترك النهار بلا احتراق الحرارة ويداعبهما النسيم بردا وسلاما لتقول أي مبرر

" الجو أصبح بارداً والشتاء هنا أكثر برودة "

أحاط أكرم كتفيها يدرك ما بها قائلا بعزم

" لا اريد لشيء أن يؤثر عليكِ هكذا .. أنا بخير واعيد حياتي كما كانت دموع .. بداخلي اشعر بالهزيمة نعم .. لكن هناك شعور آخر يدفعني لأكون أفضل .. ووجودكِ معي يساعدني "

هذه الفترة هى مَن تشعر بالهزيمة أكثر وتستسلم للصورة بالقول

" لكن هناك ما تغير بنا يا أكرم .. يستحيل أن يعود لسابقه .. لن تُمحَى الصورة التي رأيتها من عقلي .. ولن أتوقف عن تخيل العذاب الذي رأيته أنت "

توقفت خطواته ليوقفها أمامه يمسك بكتفيها وترى في عينيه إرادة تجاهد لتبقى قائلا

" لدينا العمر كله .. لن نجعل ثمانية أعوام يقضون على باقي العمر .. لن نجعلهم يقضون على باقي العمر دموع "

وجودها بتلك الصورة يساعده بطريقة لم يتوقعها ، كان يخجل من رؤيتها له لكن تلك الرؤية ونظرتها إليه من عشق لا شفقة جعلته يقاوم حطامه أفضل
ضمها لصدره يؤكد عليها

" اتفقنا ؟ "

تعانقه دموع بكل إحساسها به ولا تمنع لسانها

" لم تكن تريدني جوارك في كل هذا ! "

أبعدها يحيط رأسها الصلب يهزه قائلا بامتعاض

" اريد أن نتناقش مرة واحدة دون عتاب !! "

ابتسامة صغيرة مالت على شفتيها ليعاودا السير وتعاود السؤال

" متى سنعود ؟ "

أصدر صوتا معترضا قائلا

" نحن في شهر العسل دموع .. اردت أن نبتعد لفترة عن كل شيء "

تنهدت دموع صامتة فيسأل

" لماذا تريدين العودة ؟ "

رفعت نظارتها الشمسية التي تضعها لا للشمس بل لإخفاء الدموع ترى من خلالها الدنيا مظللة رمادية كئيبة وتصف شعورها

ألماسة الفؤاد(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن