الفصل الثاني عشر

6.2K 157 51
                                    

البريق الثاني عشر

انطلقت ضحكاته الطفولية السعيدة تطرب قلبه الحجر وهو يتمسك بيده بقوة .. الأيام السابقة قضاها مع كريم نهارا ليذهب ليلا إلي شقته رافضا بيت العائلة حتى لا يرى بنظراتهم اتهاما أو كرها
أحيانا يتواصل مع أخته رنوة ليخفف عنها صدمة ما عرفت فتقضي بعض الوقت معه ومع كريم بين أنشطة النادي أو دعوات في أجمل المطاعم

رنوة ذابلة منطفئة ويبدو أن راشد الصيفي ترك فيها أثرا لن يزول بسهولة من صغيرته لكن لا بأس ... الوقت كفيل بإصلاح كل شيء فيها لتدرك أنها علاقة غير منطقية .. لتدرك أنها اخطأت
وأحيانا يجازف ليفرض سيطرته غير آبها بشيء ويذهب بكريم حيث منزل عائلته فتتقبله تحية على مضض وكعادة رمزي لا يهتم بأحد ويعامله شهاب بخفة ظله وما زالت جدته بركة رافضة رؤيته
يقفز كريم في مشيته المعتادة وهما يخرجان من متجر المثلجات كل منهما يحمل مخروطا تزين بنعومة الشيكولاتة وألوان الفاكهة

يسأله فؤاد عن سباق السيارات الذي وعده به سابقا وهو ينظر إلي المخروط يتساءل عن اخر مرة تناوله بها

" هل أعجبك السباق ؟ "

اتسعت عينا كريم بإثارة وهو يهتف حماسا

" تحفة "

صمت قليلا وهما يسيران ببطء في الميدان متجهين للسيارة فيقول فؤاد بعد تفكير

" لكن السباقات بالخارج لها متعة أكبر بكثير "

يلعق كريم مثلجات الفراولة متسائلا بشفتيه الحمراء

" ماذا تقصد ؟! "

كل تفكيره كان منشغلا بفكرته المفاجئة التي تلح عليه بضراوة الاغراء تعده بعالم جديد ومستقبل أفضل له ولأسرة صار يرغب في وجودها تحيطه بعد نبذ الجميع
يجيب فؤاد بابتسامة صغيرة مترقبة

" ما رأيك لو سافرنا ؟ "

توقف كريم مكانه ينظر إليه بحزن ظلل عينيه متسائلا بوجوم

" مجددا أبي ؟ "

كلمة أبي تدق نبض قلبه ولا يسعه إلا أن يتخيل كيف سيكون كريم له صاحبا حين يكبر .. نادما على كل لحظة مرت من طفولته وهو ليس معه لكن لا بأس .. سينجب غيره ويعيش كل ما فاته .. سينجب غيره ومن اسما !
مجرد تخيل الأمر جعل ابتسامته تتسع منخفضا أمام كريم ليكون بمستواه مجيبا

" نعم .. لكن هذه المرة أنا وأنت واسما .. نذهب إلي بلد بعيد ونعيش معا "

عيناه تشتد بنظرة عازمة لامعة وهو يرتب لكل شيء بسلاسة عجيبة لينقل كل عمله للخارج ويسافر تاركا كل شيء هنا .. ربما سيحضر رنوة إليه بعد عامها الجامعي الأخير لتعمل هناك بفرص أحسن لها

يسأل كريم ناظرا لعيني أبيه الحادة

" هل ستترك أهلك ؟ "

وقف فؤاد يمسك بيده ليتناولا المثلجات ويعاودا السير والحديث يتحول لسمر من القلب

ألماسة الفؤاد(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن