الفصل السادس عشر ج٢

4.5K 150 5
                                    


البريق السادس عشر ... الجزء الثاني

تجلس عديلة جوار أختها على سرير الأخيرة تتشبث بطرف ثوبها الأسود مقربة فمها من أذن تحية بالقول الخافت

" اسمعي كلامي تحية .. لا تتركي رنوة لإخوتها .. أنتِ أمها ولكِ القرار عليها .. سنزوجها في بلدتنا ونستر الأمر .. نديم رافع حدثني مجددا في زواجه منها .. فلنوافق وننهي الأمر .. نديم منا وعلينا ولن يفضحها "

انتفضت تحية مبتعدة عنها ضاربة على صدرها ترد بذعر

" ما الذي تقولينه عديلة ؟!.. هل تدركين معنى كلامكِ ؟.. معناه أن تموت رنوة بيد نديم بدلا من أيدي إخوتها !! "

جذبتها عديلة إليها من جلبابها لتجادلها بقوة

" لا .. أنا أنقذها يا أختي .. أقول لكِ نديم منا وعلينا ويشتري الفتاة بالغالي .. لماذا لا ينجدنا في هذا الوقت ؟!.. بعد أن يجهض رمزي ما في بطنها نوافق على زواجها ونسترها "

للحظة شعرت تحية بالخوف والنفور وهى تسمع عن ابنتها وطفلها الحرام .. هل كُتِبَ عليها أحفاد الحرام ؟.. ولدها كبيرهم وابنتها الصغرى .. هل هذا عقابها لكتمان شهادة الحق يوماً ؟
لكنها تفكر كأي أم تريد ستر ابنتها بأي طريقة أمام الناس ظاهريا حتى لو كانت خاطئة بالباطن
غطت فمها بتفكير مرتعب مهموم لتقول

" وفؤاد ورمزي .. بل شهاب أيضا سيعترض ! "

توسوس عديلة بأذنها بنبرة متآمرة وعينين ماكرتين

" حين نخبر نديم لن يستطيعوا الاعتراض لأنه عرف كل شيء .. وسيكون الأفضل الستر بالزواج بدلا من الفضائح بالعائلة كلها ! "

وقفت تحية تتنفس بتعب واختناق وملامحها الخشنة لا تفقه حلا فتضرب على رأسها قائلة بجزع

" ربما يقبل نديم لكنه سيجعلها تعاني بقية حياتها .. سيعيرها ويذلها ويهينها وربما يضربها كل يوم ويعذبها .. ألا تعرفين نديم وغضبه ؟! "

لوحت عديلة بكفيها معاً ثم ضربتهما على بطنها وهى تحرك شفتيها يمينا ويسارا تقول باستياء

" أحسن .. تستحق التربية .. دعيه يؤدبها ويعلمها كيف تكون الرجولة على حق وليس الغادر الذي ذهبت إليه وفعلت المنكر "

ضربت تحية على عمود السرير ثم تمسكت به وهى تنوح داخلها بألم وخزي فمطت عديلة شفتيها ندماً ثم نزلت خلفها تقف جوارها تماثلها طولا وخشونة لتضيف بأسى مصطنع

" استغفرك ربي وأتوب إليك .. سأقول كلاماً لا يصح ! "

تهز تحية رأسها مقهورة لا تصدق مصيبتها فتطرق عديلة الحديد ساخناً بالحث المباشر

" ها .. ماذا قلتِ يا أختي ؟.. هل أتحدث إليه ؟ "

لا تنتبه تحية للهفتها ولا أسبابها الحقيقية لترد بصوت مكتوم

ألماسة الفؤاد(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن