البريق السابع والعشرون .. الجزء الثاني
مدينة الألف مئذنة
أنهت سارة عملها وخرجت تستقل السيارة المخصصة لها مع المفترض .. حارسها ، لكن محمود صار أبعد من هذا ، محمود صار أمان دنيتها
يحميها من هبة نسيم عاصفة ، ذراعه دوماً تحيطها برعاية تمنع عنها نظرات الناس ، ظنت أن أصعب فترة ستمر عليها بعد طلاقها ، لكن الجميع يخشى وجوده فلا يتجرأ أحد على رفع بصره إليهامحمود رجل عرفت معه معنى الرجولة ، وحدس الأنثى فيها يقول انه يحميها لأجلها لا لأجل عمله
تراقبه وهو يقود وابتسامة تميل على شفتيها تناديه" محمود "
كعادته منذ عاد بعد تلك المهمة يرد عليها باقتضاب
" نعم سيدة سارة "
عيناها تدرك به تفاصيل صغيرة لم تشعرها مع رمزي يوما تقول
" هناك سؤال أريد أن اسأله لك كل مرة وانسى "
ينظر لعينيها في مرآة السيارة قائلا
" تفضلي "
تفتح الموضوع بنقطة ما متسائلة
" ذلك اليوم .. في ذلك الشجار .. لمَ مسحت السكين قبل رميه ؟! "
انعقد حاجباه وألقى نظرة عليها بالمقعد الخلفي يسأل باستغراب
" ما الذي ذكركِ بهذا الآن ؟! "
نظرة منه تربك أفكارها وأنوثتها في سباتها العميق لتهمس
" لا اعرف ! "
صمت لحظات ثم أجابها
" حين تلمسين أي أداة حادة ليست ملككِ تأكدي ألا تتركي بصماتكِ عليها "
دقيقة صمت تعلو نبضات القلب عاصيا لكل منطق ثم تنادي مجددا
" محمود "
صوتها الرقيق يجعله يبتسم دون أن تراه وهو يقول
" نعم سيدة سارة "
تأتيها الجرأة لتقول ما تفكر فيه رغما عن خوفها
" لقد تغير تعاملك معي أنا وأحمد "
رد محمود بنبرة تبدو باردة
" لا .. لم يتغير "
ولا تعرف مصدر ذلك الخوف .. فقط تخاف الخسارة كأنها خسرت عمراً وهذه المرة نهاية
امرأة مكافحة مثلها في قاع المجتمع أخذتها أحلامها لقمته ثم وقعت حين تركتها يد الأحلامعلينا أن نصنع محكمة للأحلام فنعاقب الحلم الكاذب على خداع عقولنا ، ثم نعاقب عقولنا على تقبل الخداع ، ثم نعاقب أنفسنا لأننا نملك مثل تلك العقول .. دائرة مفرغة ..
وحلها .. المضي قدماً .. اخطأت فلا بأس ، الخبرة هى اخطاء حياتك التي تعلمت منها
خدعك عقلك فلا بأس ، الانتباه سيكون لك رفيقاً لبقية عمرك
متى ستتعلم أنك بين الوعي واللا وعي ؟!
قد تقصد وقد لا تقصد ، وفي النهاية مسماك واحداً .. إنسان .. النسيان صميمك .. بشر .. والبشر خطائين
فلا تحزن .. كل الدنيا أمامك بين شروق وغروب الشمس
أنت الشمس .. إن كنت في غروبك فلك في الغد شروق
أنت تقرأ
ألماسة الفؤاد(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة ساندي نور حقوق الملكية محفوظة للكاتبة ساندي نور..