الفصل الثاني والثلاثون ج١

6.6K 178 26
                                        

البريق الثاني والثلاثون .. الجزء الأول

" أكرم .. اهدأ من فضلك "

منذ نصف ساعة وهو على هذه الحال يتحرك بلا هوادة ويردد مجددا

" لا اصدق .. لا اصدق "

تجلس دموع بفستان زفافها في جناحهما بالفندق الذي سيسافران منه في رحلة شهر العسل تراقبه وتهمس بغيظ

" منكِ لله يا ماسة .. أفسدتِ زفافي الذي تمنيته لسنوات "

كانت الأكثر استيعابا للصدمة فمررت باقي الزفاف دون أن ينتبه أحد بوجود خطأ ما ، خاصة حين تحدثت إليها ألماسة انها فعلت الصواب
ما زال أكرم بملامحه الهستيرية يرمي بسترته وربطة عنقه يفتح أزرار قميصه العلوية بعصبية ويسبه هاتفا بغضب

" مستحيل ألماسة تفعل هذا .. مؤكد هناك شيء خاطئ .. ربما ابتزها أو أجبرها ابن .... "

تلامس فستانها الجميل وطرحة العروس وهى تنظر للغرفة حولها بضوئها الهادئ والورود المتناثرة على السرير وتشعر بالضيق رغما عنها لتجده جلس على حافة السرير يكاد يقتلع شعره متحدثا بجنون

" وأمام الجميع !!.. أمامهم كلهم .. ماذا سيقولون عنها الآن ؟!.. سيصدقون افتراءه عليها بالشارع بعد ما شاهدوه بأعينهم "

نفخت وهى تنهض تسير بحفيف فستانها مقتربة منه تقول

" ما حدث قد حدث أكرم .. يجب أن نفهم منها هى الآن "

نظر إليها بملامحه المجنونة صائحا

" مستحيل .. لن يحدث ولو كان اخر شيء افعله بحياتي .. لن ادعه يضحك عليها حتى لو كانت هى غبية بتصديقه "

مطت دموع شفتيها وهى تنظر له بانفعال ثم سألته ساخرة

" هل سنقضي الليلة في المستحيل ؟! "

لا ينتبه إليها وهو يفقد قدرته على التحكم بأفكاره ثم اندفع فجأة نحو الباب يهتف بتهور

" لن أتركه ابن .... لن أتركه الليلة "

أسرعت خلفه تمسك بذراعه توقفه هاتفة بحزم

" أكرم توقف لأجلي أنا .. ماذا سيقول الناس عني إن رأوك تخرج بهذه الحالة الآن ؟! "

التفت إليها بحدة يشعر انه مقيد عن أي فعل فتحرك يأخذ هاتفه يتصل بها ثم رمى الهاتف أرضاً مع عصبية كلامه

" هاتفها مغلقا .. فعلت فعلتها وتركتنا كلنا نحترق "

نظرت للهاتف على بساط الفراء ثم اقتربت منه تلمس وجهه وتحاول تهدئته بالعقل والقول

" أكرم .. ماسة لن توافق على فؤاد هكذا إلا أن تغير حقا ورأت فيه شيئا مختلفا .. جميعنا نعلم انها تفكر كثيرا قبل اتخاذ أي قرار "

ضرب أكرم يدها بلا انتباه وصوته يعلو منفعلا

" قرار !.. على جثتي "

ألماسة الفؤاد(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن