البريق الثاني والثلاثون .. الجزء الثاني
منزل ' زاهد رافع '
ما إن هلّ الصباح فُتِح باب المنزل كما توقعت الزهراء ليدخل أكرم بوجهه المتجهم ورغم التوقع تساءلت
" أكرم !.. ماذا تفعل هنا اليوم ؟! "
بملامحها الصامتة الشاحبة يعرف ما بها وهى جالسة بالبهو بهذه الساعة المبكرة يبدو عليها تفكير لا ينتهي
ما زالت الصدمة تنال منهما فيقترب جالساً جوارها يقبل رأسها فتقول بابتسامة مجهدة" صباحية مباركة يا حبيبي "
ابتسم أكرم ساخراً وهو يصدق كذبته
" صباحية !.. أنا لم أنم ساعة بسبب ما فعلته ابنتكِ أمي "
تأسى وجهها تعاتبه بحزنها الذي لا يرحل
" كيف هذا يا أكرم ؟!.. حرام عليك .. ودموع المسكينة التي لم تفرح ؟ "
أدار وجهه بعيدا يجيبها بقتامة
" غضبت ونامت ولم ترني حين خرجت حتى "
تنهدت الزهراء مهمومة تستغفر بسرها ثم تتمتم
" لا حول ولا قوة إلا بالله "
دارت عيناه باتجاه غرفة أخته فنهض قابضا يده على مفاتيحه فأمسكت الزهراء بذراعه قائلة
" أكرم .. بهدوء .. أختك عنيدة .. ولا تنسى انها مريضة ومنذ الفجر وهى قلقة "
هز رأسه موافقا ثم اتجه للدرج يصعد لغرفتها يطرق الباب بهدوء فعلي ثم يدخل
منذ الفجر وهى قلقة .. ربما عليه وربما من شيطانه ! ، هاتفه مغلقا كما قال والقلب يعصف بسهر الاشتياق وهى حرة بالاعتراف أخيراً
ما إن أبصرت أكرم حتى اعتدلت جالسة على سريرها لتبادره بهدوء مماثل" أولا أنا آسفة إن كنت أفسدت زفافك وفرحتك أنت ودموع .. ورغم هذا لا اشعر بندم كبير !.. فقط بعض الإحساس بالذنب !! "
عامةً بكل الأحوال كانت الليلة ستنتهي بنفس الشكل !!
اقترب حتى جلس أمامها صامتاً فتابعت بثقة" ولو عرفت أسبابي لعذرتني .. أنا لم افعل هذا لأضعكم أمام الأمر الواقع لاني لا احتاج لهذا ولست أنا مَن تفعل ذلك وتجرح أهلها وأنت تعرف .. لكن أين كنت سأجد كل هؤلاء الناس مرة أخرى ؟!.. كانت فرصتي الوحيدة .. فؤاد لم يشعر بهذا بحياته أبداً .. الجميع إما يكرهه إما يخاف منه .. أردت إنصافه أمام الكل لمرة واحدة في حياته "
حتى ولو خدمه الأمر لن يُذكَر ، ملامحه صلبة قاسية وهو يسأل
" هل نتحدث بالعقل ؟ "
اومأت ألماسة بجدية واستعداد تام فيسأل
" متى حدث هذا ؟ "
حاولت أن تتذكر وقتاً .. كل ما طلت به الذاكرة أحداث كثيرة في بحر الحياة عبرت
تحرك وجهها نفيا لتقول بابتسامة صغيرة
أنت تقرأ
ألماسة الفؤاد(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة ساندي نور حقوق الملكية محفوظة للكاتبة ساندي نور..