البريق الرابع
أسوان
بعد صلاة العشاء خرج يستقبله أمام ورشة ميكانيكا السيارات التي ورثها أباً عن جد .. لم يتعلم بل ورث الخبرة مع الورشة وبتعليم أبيه شق طريقا في الحياة
خبرة ميكانيكية وخبرة حياتية جعلت روحه نقية ليستقبل وافده بحفاوة الترحيب والتواضع
" أنرت يا أكرم .. هذا العمل لا يليق بك لكن حتى تجد عملا مناسبا "
نظر أكرم حوله بورشة السيارات والحركة العمالية الدائرة بها ليقول بشبه ابتسامة
" مناسب يا مرتضى .. سلمت "
يربت مرتضى على كتفه قائلا
" البلد ليس به عمل ماذا نفعل ؟ "
للحظات ظل أكرم صامتا وكأنما توقفت ردوده كما توقفت حياته ، هذا العمل الذي وجده بعد طول بحث ، وللحق هو لم يجده بل طلبه من مرتضى وهو لم يتأخر أن يلبي
الورشة هنا بالحي الذي انتقلوا إليه من سنوات بعد أمر الإزالة الذي جاء للبناية التي يسكنون بها قديما ، هنا التقى بابنة الجيران ليتعذب بها بقية حياته
لا يعرف لمَ أعاد ما قاله مرتضى مجددا لتنغزه كلمة بلد فيدافع عنه رغم نبرته الخافتة بالخسارة
" البلد به عمل لكن لمَن يبحث جيدا يا مرتضى"
لكن أيضا ليس للشبهة أمثاله !
هو المهندس المعماري الذي حارب وانهزم لينتهي به الأمر مكسورا يحاول الاقتناع بحاله
يبتسم مرتضى متنهدا يرد بتواضعه
" على كل حال .. هذا العمل سيعطيك خبرة في مجال آخر وهذا جيد "
اومأ أكرم برأسه فقال مرتضى وهو يسبقه للدخول
" هيا الآن سأكون معك خطوة بخطوة "
تحرك أكرم خلفه لكنه التفت نحو بناية عبد الجليل يتذكر يوم طردهم منها ، والدته تمنعه عن الذهاب لفؤاد بعد كل هذا وبعدما عرفا حقيقة ما حدث بالماضي
تخاف الثأر لدرجة أن جعلته يقسم بالله ألا يذهب إليه
لكنه سيقنعها أن يذهب يسوي كل تلك الأمور العالقة بل ويحاسبه على ما فعله بأخته
سيارة فارهة دخلت الحي لفتت انتباهه لتتوقف أمام البناية تماما وينزل منها شاب وسيدة كبيرة السن ، أخرج الشاب باقة أزهار صفراء كبيرة وعلبة حلوى من سيارته ليصعد هو والسيدة للبناية !
أزهار وحلوى وسيارة ! .. والبناية ليس بها إلا ابنة عبد الجليل المخطوبة و ... دموع !
ظل أكرم مكانه لحظات كأنما توقف جسده عن الحركة كقلبه المصدوم ليعلو صوت مرتضى من الداخل
" يا أكرم تعال هيا "
أعاد أكرم بصره إليه ليتحرك بصعوبة داخلا للورشة.
وبالأعلى جلست دموع على أبعد كرسي بغرفة الصالون أمام العريس المصون ووالدته تسأل بابتسامة سمجة
" وأنتِ لم تُخطَبي من قبل أبداً يا حبيبتي ؟! .. سمعت أن عمركِ ثلاثين عاما !! "
نظرت دموع لوالدها جمال الجالس أمامها يبتسم بيأس من العريس الغير مناسب ثم رفعت ذقنها ترد ببرود
أنت تقرأ
ألماسة الفؤاد(مكتملة)
Romantikرواية بقلم المبدعة ساندي نور حقوق الملكية محفوظة للكاتبة ساندي نور..
