ألماسة الفؤاد(مكتملة)

الفصل الثالث والثلاثون

البريق الثالث والثلاثون

بإحدى قرى الساحل الشمالي

في ليلٍ بارد طل السحر فيه بطقس الشتاء رفعت دموع رأسها تنظر للسماء تلاقي نجوما تتساءل معها عما أصابهما

بالفندق المطل على البحر .. بشرفة جناح شهر العسل الذي لم تتذوق منه شيئا تقف تطالع الأمواج المختلطة بمياه المطر
كل شيء حولها حر .. إلا هما .. سجينان الحلم الماضي .. أو الحلم العربي !

تنتظره منذ وقت طويل حتى سمعته يدخل وكالعادة ألقى عليها نظرة صامتة ثم اتجه لغرفة النوم فأوقفته

" أكـرم "

توقف مكانه بينما تستدير ليرى وجهها الجامد بالقول

" أريد أن افهم "

عيناه السجينة في ظلها البني الجاذب تمر عليها وتناجي النبض فيها .. في رداءٍ أبيض بالنقوش الذهبية يتطاير إليه عطر اللاڤندر بدعوة حياة .. فيرفض !
ويكذب

" لا أتقبل ما فعلته ماسة دموع .. لا افكر إلا بهذا الأمر "

تقدمت دموع بثباتها تنزع ثباته هو ويداه تحترق للمس الخصلات السوداء الطويلة وقالتها

" أنت كاذب "

للحظات نظر لعينيها القوية الغاضبة حتى أخفض بصره بالذنب ثم استدار منهيا الكلام

" تصبحين على خير "

اقتربت دموع ثائرة تقف أمامه وتواجهه بغضب ما تأجل طويلا

" ثلاثة أيام نستيقظ ونظل طوال النهار أمام البحر وطوال الليل بالحفلات ثم نعود لتنام بلا كلمة "

يطالع وجهها يشع رفضا لكل ما يفصلهما وهى تتابع

" ثلاثة أيام كلامنا بحساب ونظراتنا بحساب وتمنع نفسك عني بكل قوة "

تلك القوة كانت فيها اليوم تضرم النار في مصارحة لا تحتمل تأخيرا وصوتها يعلو عليه

" ثلاثة أيام وأنا صامتة وانتظر شرحاً منك لكن الأمر ليس بسبب ماسة أبداً .. أنا اعرفك مثلما اعرف نفسي .. وكل مرة أريد التحدث أتذكر حين قلت لي أن كل شيء تفعله له مبرر وأعذرك .. لماذا تكذب ؟ "

تجهم وجهه بنظرة تحذيرية قائلا

" دموع .. اخفضي صوتكِ "

شعرت بالقهر .. قهر خفي لهما معاً كأنه مبعوث المجهول الذي دمر حياتهما !!
يكره الدموع حين تتجمع في عينيها وتكتمها بكبريائها وهى تبتعد عنه .. تجلس صامتة على حافة الأريكة مطرقة برأسها لا تعرف ماذا تواجه لتقاوم

رأت خطواته تقترب حتى جلس جوارها يهمس

" أنا آسف ... آسف "

يميل رأسه على كتفها يلامس بشفتيه الرداء الأبيض قائلا بذاك القهر

" لو تعرفين كم أحبكِ واتمناكِ دموع .. سنوات مرت في عذاب وأنا انتظر أن تكوني لي .. احلم بكِ كل لحظة "