البريق الثاني والعشرون ... الجزء الاول
بعد أيام
تحركت صدفة نحو باب الشقة بحذر وهى تسمع الطرقات الضعيفة فتعدل وشاحها الذي تلفه بعشوائية بيدها ، وهاتفها في يدها الأخرى تستعد للاتصال بمحمود عند أول لحظة شك
ليس أصعب من أن تحيا وسط الخوف ، تنام مغطاة ببراثنه وإحدى عينيها مفتوحة ، وغارقة بين وساوس الأفكار
فتحت الباب فتحة صغيرة تنظر منها ثم فتحته بقوة هاتفة بسعادة
" أبي "
ارتمت في حضن المهدي الذي وقف منحنياً مستندا على إطار الباب بتعب وإنهاك وبالكاد رفع ذراعيه يضمها وهى تسأل لهفةً
" هل أنت بخير أبي ؟ "
ارتاح رأسه على كتفها يرد بأنفاسه المتقطعة
" نعم .. المهم أنتِ وأمي .. ماذا فعلتما من دوني ؟.. لم يكن بيدي ترككما ولم اعرف ماذا حدث ؟! "
أسندته إلي الداخل وأغلقت الباب قائلة برفق
" لا بأس .. المهم أنك خرجت من هذه التهمة "
تأملت ملامحه وشعرت أن تجاعيد وجهه ازدادت غماً .. ويده باردة في يدها .. مهتزة وضعيفة وفاقدة الثقة .. فيزداد معها شعورها باحتياجها إلي ظهر وسند .. وعماد !
سأل المهدي بصوته المرهق
" كيف هى جدتكِ ؟ "
ردت وهى تحثه للجلوس على أقرب مقعد
" إنها بخير .. نائمة الآن "
رفض الجلوس ضائق الملامح هامسا باختناق وقهر
" أوصليني إلي الحمام صدفة .. لا أطيق نفسي و .. اريد أن اصلي "
أشفق وجهها على كبر سنه ومذلة وجهه فأحاطت ظهره بذراعها بالقول المرتجف
" تعال أبي .. على مهلك "
استند على الحوائط جواره حتى الحمام فدخله وأغلق الباب لترمي صدفة وشاحها على الأريكة وتبتعد إلي المطبخ الصغير تجهز له الطعام ولا تشعر بدموعها ..
لا تحتمل قهر الظلم وقسوة الطامعين ، ولا اللجوء لمَن يجلب لهم حقهم بلا صفة
تمسكت بحواف الرخام البارد ساكنة لكن قلبها يدق بقوة متألمة .. وغاضبة .. غضب يسري مع دمائها يجعل أنفاسها مضطربة وعينيها ملبدة بصقيع الشتاء
شعرت بأبيها يخرج من الحمام فانتبهت للطعام على نار الموقد الهادئة ، ثم اطفأتها وأفرغت الطعام بالأطباق لتحمل الصينية وهى تتماسك بكل عزمها تخفي الألم عنه
وجدت والدها ينهي صلاته فبادرته بابتسامة
" حرماً "
بالكاد سمعت همس صوته المبحوح
" جمعاً بإذن الله "
أنت تقرأ
ألماسة الفؤاد(مكتملة)
Любовные романыرواية بقلم المبدعة ساندي نور حقوق الملكية محفوظة للكاتبة ساندي نور..
