الفصل السادس عشر ج١

4.7K 177 16
                                    

البريق السادس عشر ... الجزء الاول

فتحت فجر باب شقتها لتخرج إلي الجامعة في موعدها المعتاد فتوقفت مكانها وهى تجده جالساً على الدرج !
وقف زايد على بداية الدرج يمد ذراعه ممسكا بالسور ليسد طريقها قائلا بالأمر الواقع

" لن اتحرك قبل أن تسمعيني "

استدارت فجر تغلق باب شقتها بالمفتاح وهى تقول ببرود

" ستظل كما أنت .. لا تهتم بأي شيء .. تحدثني على درج البناية التي اسكن فيها وحدي !! .. عامةً لن تقول شيئا يجعلني اغفر لك ما حدث "

تغلبت على صدماتها وعادت لتلك الشرنقة مسدلة حواجزها بيديها .. لكن ندبة روحها غائرة لدرجة مؤلمة .. ضعيفة خائفة .. تعريفها الجديد لنفسها ، لكنها ستتعايش معه

أنزل زايد ذراعه حين أشارت لسمعتها معترفاً لنفسه أنه صار عشوائيا متناسياً لقيم كثيرة هنا فاقترب منها قائلا بخفوت
‏ ‏
" أنتِ تحملينني ذنباً لست السبب به .. كانوا يبحثون عني نعم لكن لم اعلم أنهم سيدخلون عليكِ شقتكِ "

استدارت فجر بحدة نظراتها تلمع غضبا وعنفوانا وشيئا غامضا لم يفهمه لترد بنبرة مهينة

" لأنك هربت فوق سطح البناية بعد أن أوهمتهم بدخول إحدى الشقق "

هتف زايد بغضب رجولته ضارباً باب شقتها بقبضته بلا اهتمام

" أنا لم اهرب "

برقت عينا فجر بتحدٍ وهى تنظر لجنون عينيه ليهدأ باللحظة التالية مصدرا صوتاً نادماً وملامحه تتأسف لها قائلا برجاء أن تتفهم

" اقسم لكِ كنت أظنهم يكسرون باب شقتي أنا .. اقسم لكِ يا فجر أني ما عرفت أنهم دخلوا شقتكِ إلا حين صرختِ .. وحينها نزلت ركضاً لحمايتكِ لكنهم كانوا يخرجون "

تخطو على حطام الثقة به .. لم تكن تنتظر منه الحماية قولا اليوم .. انتظرتها فعلاً ذلك اليوم .. بل طلبتها
تتنفس بقوة ناظرة له بإشعاع يقتله .. لم يعد يهمها .. كسرته داخلها بهذه السهولة !
يمرر زايد كفه في شعره الطويل وهو يحاول اللحاق بالبداية قبل أن تنتهي

" أنا لم أخن ثقتكِ فجر .. لم اترككِ لهم .. لكنني مخطئ بالفعل .. سامحيني على كل لحظة رعب عشتِها بسببي "

تاهت نظراتها على تلك الخصلات الغربية والصلابة الحية للجبل الوهمي .. الأحلام كانت أجمل !
لم تنطق فجر وهو يقترب منها أكثر مدققا بعينيها الفرعونية المحلاة بشمس بلاده يتابع

" سامحيني على كل دمعة نزلت من عينيكِ هاتين "

روحها الخضراء تتنسم سلام رجائه فتسمو على ضعفها وجرحها بنظرة عينيه .. عينيه التي لا تدرك لها لوناً سوى أنها قاتمة .. تنظر لها فيخفق قلبها نبضاً حاراً لأول مرة بحياتها

ألماسة الفؤاد(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن