الفصل العشرون

8.8K 193 37
                                        

البريق العشرون

( واحة الغروب )

خرجت الزهراء من غرفتها على صوت الضوضاء القادمة من البهو لتجد ألماسة تجهز الإفطار على المائدة .. ما زالت بطاقمها البيتي الرياضي وقد مضى موعد نزولها للعمل
اقتربت منها تسأل باستغراب قلق

" ألن تذهبي إلي عملكِ اليوم ؟! "

ابتسمت ألماسة لعينيها تقول بعتاب محبب

" صباح الخير أولاً ! "

نظرت الزهراء للأطباق ذات الطعام الفاخر نوعاً ما على إفطار عادي ثم قالت بقلق متزايد

" صباح الخير .. خير يا ماسة .. هل أخذتِ اليوم إجازة ؟! "

قالت ألماسة وهى تتجه إلي المطبخ

" لنفطر أولاً ثم نتكلم .. لدي ما اخبركما به "

مطت الزهراء شفتيها بلا فهم وهى تستدير لتجلس على الأريكة ثم تنظر نحو غرفة أكرم بغم وتسألها

" هل عرفتِ لمَ ترك أكرم عمله بالورشة منذ عقد القران ؟ "

وضعت ألماسة الطبق الأخير وهى ترد بجفاء

" لا .. على كل حال كان عملا لا يليق به "

طل الحزم بعيني الزهراء قائلة

" أخوكِ لديه مسؤولية وعليه الالتزام بفتح بيت ومراعاة ابنة الناس التي تزوجها ووعد أن يحافظ عليها .. لا يُفتَرض به أن يترك ذلك العمل قبل أن يجد الأفضل "

رفعت ألماسة عينيها تنظر لأمها جالسة بكل بهاء في عباءتها الصيفية الأنيقة وشعرها مجموعاً أسود مختلط بشعيرات بيضاء ناعمة كجمال ملامحها خفيفة التجاعيد .. تستحق الراحة بعد تعبها سنوات طويلة في تربيتهما وحدها .. بعيدة عن الجميع أو بمعنى أصح هاربة تحمل هماً بإخفاء الحقيقة بعد إعدام والدها
لان صوتها متنهدة مطمئنة

" الأفضل أصبح بين أيدينا أمي .. لا تقلقي "

قبل أن تسأل الزهراء عن قصدها تعالى رنين جرس الباب فاتجهت ألماسة إليه وطال اختفاؤها لثوان فعلا صوت الزهراء

" مَن يا ماسة ؟ "

ردت بصوت مشاغب

" ابنة الناس التي تزوجها ! "

ظهرت أمامها دموع لتسأل بتوجس

" ماذا يحدث ؟! "

عادت ألماسة للمائدة وهى تجيبها بابتسامة

" كنا في سيرتكِ وبالخير بالطبع .. هيا تعالي الزهراء تحبكِ .. لحقتِ الإفطار معنا "

دخلت دموع متحفزة تبحث بعينيها عنه قائلة بجدية متجهمة

" شكرا ألماسة سبقتكم وفطرت .. أين هو ؟ "

اقتربت ألماسة تمسك ذقن صديقتها تتفحص وجهها المستدير المكفهر متسائلة بشك

ألماسة الفؤاد(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن