البريق الأخير
وصلت حيث أبلغها على الهاتف بمكان الحادث ، تائهة والوقت يجري بها .. يجري منها ، لا تفقه إلا انه مفقود
' فـؤاد رافع ' اليوم مفقود !صدرها يضيق بأنفاسها لكأنه هو تلك الأنفاس التي أدمنته ، الطريق مقفر مظلم لا ترى إلا دخاناً يتصاعد من سيارة محترقة قابعة بمنتصفه
نزلت من سيارة الأجرة راكضة باكية تشاهد تجمهر الناس مع الشرطة والإسعاف وبينهم وجدت شهاب فهرعت إليه هاتفة" ما الذي حدث شهاب ؟ "
استدار إليها بملامح مفجوعة يلوح بذراعيه بلا استيعاب قائلا
" كما اخبرتكِ بالهاتف ماسة .. السيارة انفجرت ولم نجد فؤاد فيها رغم أن كاميرات بداية الطريق أكدت انه كان يقود السيارة .. لكن للأسف لا كاميرات هنا "
لا تدري بما هنا .. كل شئ فيها كان متوقفا ، وبنفس الوقت يلهث كقلبها الصارخ بالفجيعة
عيناها تتوقف على السيارة المتفحمة والدموع تنهمر منها وهى تسأل بانهيار" كيف اختفى ؟.. كيف ؟ "
هل أخذوه ؟!.. اكتشفوا علاقته بها فكانت التصفية ؟!.. هل مات فـؤاد أم يُعذَب في مكانٍ ما ؟!
وتدور الاسئلة وتدور .. هل يعاقبها بالموت الأخير ؟!وسط الضياع تسمع رد شهاب الضائع مثلها
" لا اعرف ماسة ... لا اعرف "
لا أحد عرف شيئا والشرطة ما زالت تعاين السيارة وحضرت صحافة الاقتصاد والأعمال لتدوين الخبر الحصري وتوثيقه بالصور
عيناها تبحث حولها علها تجده ولا تتمالك شهقات البكاء ليسندها شهاب بقوله الحازم" سنجده .. الشرطة تبحث في كل المستشفيات إن دخلت حالة باسمه "
لم تضعف يوماً كما تشعر بالضعف اليوم .. الآن كل شيء يهون لأجل أن يعود
لم تسمعه ولا تسمع إلا صوته البعيد واخر كلام بينهما .. ملعون حبكِ !.. بل ملعون كل شيء سبيله فراقلأول مرة يقسو عليها ويهديها أصعب لحظة تعيشها هدية سوداء لبقية عمر
لكن لا عمر دونه لأنها لأول مرة بحياتها تشعر بالخوف
والكلمات لا تتشكل على لسانها إلا همساً مختنقاً" نعم .. سنجده .. لن يكون موته الأخير "
وصلت هى الأخرى إلي المشفى بعد اتصال من شركته تلقته على هاتف المنزل الأرضي وبعدها .. ظلت مكانها بعدم إدراك .. عيناها السماوية متسعة جامدة ويدها على بطنها خوفا أن يسمع طفلها الخبر !.
تحتضنه وتحميه من الصاعقة التي أردتها بلا موعد .. كان معها على الهاتف ، وبين وعد لقاء وكلمة فراق وقع نذير الموت
تركض صدفة بالأروقة البيضاء وقدماها تخذلها كل عدة خطوات تستند لجدار ، عيناها مشوشة بالدموع وجسدها مفككا وانهاك الحمل يصل أقصاه
أنت تقرأ
ألماسة الفؤاد(مكتملة)
Romantikرواية بقلم المبدعة ساندي نور حقوق الملكية محفوظة للكاتبة ساندي نور..