البريق التاسع والعشرون
أعدت صدفة كوبي القهوة ثم اتجهت بهما إلي غرفة المكتب المليئة بموظفي شركة التأمين حيث تعمل
على الطاولة المخصصة لها ولزميلتها وضعت القهوة فلم تنتبه الفتاة لتسألها" ما بكِ غفران ؟ "
في ضوضاء الشركة والعاملين ورنين الهواتف الذي لا ينقطع وأصوات خدمة العملاء لم تسمعها إلا حين ربتت على كتفها تناديها مجددا فتجفل غفران بالقول
" ها .. لا شيء "
شرودها يزيدها جمالا فوق جمال .. غفران آية من سحر الأنوثة تراها الأعين ولا تنساها !.. لها ميعاد قادم يقترب !
تخفي أفكارها تتساءل بلا تعبير
" هل رأيتِ كيف فصلوا سمر من العمل ؟ "
ردت صدفة وهى تشدد على كلماتها بكره
" تستحق .. تحب رجلا متزوجا .. ما هذا القرف ؟ "
كره له ولمشاعرها ولنفسها قبلا أن وافقت فتسحق كيانها الذي اعتادت الفخر به وهى تلامس ( بطحة ) رأسها !
تستغرب غفران قولها لتقول" صدفة .. هم لم يفصلوها لانه متزوج .. لكن لانه مديرها بالعمل وافتعلت له فضيحة عن علاقتهما "
غارقة في ذلك الاشمئزاز والنفور الذي أصابها تنتابها حالات تصل حد المرض فيلح عليها الأمر الذي فكرت فيه طويلا فتقول بتردد
" غفران .. روزان أختكِ طبيبة نفسية أليس كذلك ؟ "
تشرب قهوتها وترد
" نعم .. لمَ تسألين ؟ "
تحيط صدفة الكوب لا تشعر سخونته كأنها الحالة المعتادة لانصهار أناملها بالألم ثم قالت
" أريد عنوان العيادة "
فتحت باب الشقة بعد زيارتها لأبيها بعد العمل ، وجودها مع أبيها وجدتها يهون عليها ويصنع حاجزا بينها وبين الجنون
منهكة الروح صعدت البرج العالي وهى تتبدل لتعيش بدور المرأة الراقية التي صارتسمعت صوتا لأغنية أجنبية يصدح من المطبخ فتوجهت إليه لترى عماد واقفا أمام الموقد يعد وجبة ما وهاتفه جواره يغير الأغاني
سيداً وساحراً كالعادة يخطف القلب ويحول الغضب إلي سرابما إن رآها بثوبها الفيروزي ابتسم لعينيها قائلا
" تأخرتِ عليّ "
تشاهده يسكب الطعام بالأطباق فتقول بجفاء
" تناولت العشاء مع جدتي "
استدارت تخرج فتوقف عماد عما يفعل نافخا ناظرا إلي الطعام ، قبل أن يأخذ الأطباق يضعها بالبراد ويطفئ الضوء ويخرج للبهو
بركن جانبي كانت صدفة تعد كوبا خامسا من القهوة .. زيادة الكافيين تجعلها في حالة ارتجاف دائمة تحتاجها للشعور بالألم .. ألم الجسد صار أهون من ألم النفس
أنت تقرأ
ألماسة الفؤاد(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة ساندي نور حقوق الملكية محفوظة للكاتبة ساندي نور..