الفصل التاسع

5.8K 173 44
                                        


البريق التاسع

قبل سبع ساعات

تجلس في مقهى شبابي راقٍ تتلفت حولها بقلق وهو يراقبها بوجوم .. شعرها الخفيف الناعم يحيط وجهها الرقيق ببراءة عينيها الصغيرة ووردية شفتيها الرفيعة مثل جسدها القصير النحيف .. الجميل
جاء النادل يضع طلباتهما فأجفلها قليلا لتعاود النظر في الوجوه حولها ثم تسمع صوته الرخيم متضايقا

" توقفي عن الالتفاف حولكِ هكذا رنوة "

نظرت رنوة إليه ثم حادت عيناها مجددا تدور بين الطاولات وهى ترد بتوتر

" قلت لك لا احب أن اقابلك وسط الناس هكذا راشد "

يتابع راشد نظراتها فيصدر صوتاً معترضا ثم يمسك وجهها بين كفيه بقوة قائلا بحزم

" حبيبتي "

ثبتت عيناها على وجهه وقور الوسامة بتلك التجاعيد البسيطة المميزة وهو يقول بنبرته الواثقة

" لن يراكِ أحد معي .. ولو رآكِ أحد فأنا طبيب لي اسمي كما أني والد صديقتكِ ولن يكون في الأمر شيء "

أطرقت رنوة بين يديه بشعورها المتأرجح بين الفرح والذنب والخوف تقول بصوت منخفض

" كنت افضل أن نتقابل ككل مرة في عيادتك أو نظل في السيارة "

سحب راشد كفيه ليشرب قليلا من قهوته ثم ينظر نحو الخارج عبر زجاج المقهى قائلا بتباعد

" وربما شعوركِ هذا لكي لا يراكِ أحد مع رجل مثلي .. في سن والدكِ "

ابتسمت رنوة وهى تتأمل أناقته اليوم وتناسق جسده وشعره الأبيض المفضض عشقها لتمسك يده المستريحة على فخذه قائلة بأنوثة

" راشد .. أنت أفضل وأكثر رجولة ووسامة وشباباً من كل هؤلاء الصبية الفاشلين حولك "

يلتفت إليها بنظرة تلمس تلك الأنوثة التي لا يراها غيره وهى تتابع برقة ابتسامتها

" لا اعلم لمَ ترى نفسك عجوزاً عليّ هكذا ؟! "

قلبه يدق حباً بعد طول صيام وكان إفطاره صعب المنال ليرفع يده فوق يدها يرد معترفاً

" أنا لدي ابنة في عمركِ رنوة .. بيننا تسعة وعشرون عاماً .. ألا ترين الشيب في رأسي ؟! "

تقترب منه بوجهها قليلا وعيناها تلمع بوهج أنثى تكبر وتحب لتقول بنعومة صوتها الحنون

" بل أراه .. وتعرف كم احبه وكم يعطيكِ مظهرا جذاباً بشكل غير معقول .. وتعرف أيضا أن عمرك لا يظهر عليك أبداً وأننا نليق ببعضنا كثيرا .. لذلك توقف عن كل هذا الكلام الذي لا معنى له "

يضحك راشد باتزان مميز ضاغطا على يدها في كفه ليقول بجاذبية خاصة لرجل ذو نظرة أكثر خصوصية

" تعيدينني لشبابي وأنتِ تضحكين عليّ بكلمتين هكذا "

ضحكت رنوة وهى تنظر أرضا بوجه أحمر ترجع شعرها خلف أذنها ويعود خجلها بقولها

ألماسة الفؤاد(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن