البريق السادس والعشرون
نظفت صدفة الزجاج المكسور منها بالأمس خوفاً أن تظنه تلك المرأة من آثار الليلة بالفعل !.. الليلة !
يرتعش جسدها عفوياً وهى تتحرك بحذر في الغرفة وعيناها على عماد نائما بعمق كأنه لم ينم منذ فترة طويلة ..
تقف أمام ذات الساعة حيث التاسعة صباحاً وهى تلامس شعرها المبلل بشرود ، استيقظت منذ ساعة شاعرة بذراعيه تكبلها لجسده ورأسه يتوسد كتفها ، بصعوبة نهضت وهو يئن غافلا دون أن يعي ابتعادها ، ثم أخذت حماما وارتدت رداء العروس الأبيضعروس .. عروس هى بلا شك ، وبلا فرحة حقيقية .. بهجتها زيفاً ووهماً رسمته لنفسها ، وانتهاكاً لحقوق نساء أخريات
دق الباب بغلظة فأجفلها لتتجه مسرعة تلتقط وشاح الصلاة تغطي شعرها ثم تفتح الباب فتجد في وجهها تلك المرأة السمراء الممتلئة في ملابسها السوداء ، مبتسمة تحمل فوق رأسها صينية كبيرة مغطاة بقماش أبيض وتهتف بقوة صوتها بتلك اللهجة
" صبيحة مباركة يا عروس "
تشير صدفة بسبابتها على فمها ثم تشير لها أن عماد ما زال نائما وتلقي عليه نظرة لتتأكد
فهمت المرأة فخفت صوتها" جلبت لكما الفَطور .. بالهنا "
همت بالدخول لكن صدفة أمسكت منها الصينية وهى تقول بصوت منخفض
" أنا سآخذه .. شكرا لكِ "
اتجهت للطاولة تضعها ثم عادت للمرأة التي ناولتها لفة بيضاء بالقول
" تفضلي "
أخذتها صدفة تسأل
" ما هذا ؟ "
تتسع ضحكة أم الولد لتجعل وجهها ليناً بشوشاً وهى تجيب
" جلباب العروس .. هديتكِ من الحاجة نادرة .. من عاداتنا أن ترتدي العروس هدية حماتها يوم صبيحتها "
تبتسم صدفة ترد بلطف
" شكرا يا .. "
تتفحصها في الثوب الأبيض مع عينيها الزرقاء ثم تقول
" نادني أم الولد "
تومئ صدفة تنتظر ابتعادها ثم أغلقت الباب ونظرت إليه ، ما زال نائما لكن .. ملامحه تتضايق بأنين خافت كأنه يحلم !
تحركت لتوقظه لكنها عادت تفتح اللفة البيضاء وتخرج الجلباب منها ، تنظر للحرير الأبيض المطرز باللؤلؤ الأخضر بتناسق جميل
تضمه لصدرها والفرحة المنقوصة تقتات على روحها فلا تستسلم وتكمل خداع نفسها ! ، تدخل الحمام تبدل الثوب بالجلباب الذي ناسب طولها ، ثم تشد على خصرها حزاماً من نفس الحرير الأبيض المطرز ليضبط المقاس على قوامها ..
وقفت تنظر إلي وجهها بالمرآة ، لقد تبدلت ملامحها الأبية لامرأة لا تعرفها .. امرأة متنازلة خانعة ما كانتها يوماً
أنت تقرأ
ألماسة الفؤاد(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة ساندي نور حقوق الملكية محفوظة للكاتبة ساندي نور..