البريق الحادي والعشرون .. الجزء الثالث
طُرِقَ الباب بخفة ثم أطلت دموع برأسها فانسدل شعرها المرفوع في ذيل فرس متسائلة بإشراقة وجهها
" هل يمكنني الدخول ؟! "
نهض أكرم من خلف مكتبه هاتفاً
" دموع ! "
دخلت مغلقة الباب خلفها لتقترب منه حاملة حقيبة الكمان السوداء على كتفها حيث قبّل خديها ثم نظر إليها مبتسما قائلا
" لم تخبريني أنكِ قادمة "
تبسمت دموع وهى تتأمل ملامحه المرتاحة بنسبة كبيرة تقول
" أنهيت عملي وأردت أن اجعلها لك مفاجأة "
أمال رأسه يقبل خدها مجددا ثم همس وهو يأخذ الكمان عن كتفها
" أحلى مفاجأة "
وضع الكمان على أريكة جلدية جانبية وهى تتحرك ببطء ترى مكتبه لأول مرة ، أثاث فخم ومساحة واسعة مرتبة بها زروع خضراء ونافذة على إطلالة هادئة كما ترى بالشاشات البعيدة
وضعت يديها بجيبي بنطالها الچينز وهى تنظر للوحة فن تجريدي على الجدار خلف مكتبه ثم قالت بإعجاب" جميل مكتبك "
وجدت ذراعيه تلتفان حول خصرها على قميصها القهوي ليميل رأسه هامسا بأذنها
" هل أليق به ؟! "
استدارت بين يديه عيناها تتألقان بوجهها الأنثوي المستدير وهى تمر على شعره الناعم وملامحه الوسيمة المحببة ولحيته المهذبة عن باقي الأيام ، ثم حلته السوداء وفخامتها عن ملابسه العادية الأنيقة التي لا تضايق البسطاء ..
اتسعت ابتسامتها وهى تعدل ياقة قميصه الأبيض المفتوح أول زرين منه لترد بفخر" بل هو ما يليق برجلٍ مثلك "
خصلات رفيعة من شعرها حول وجهها يبعدها بكفيه لشعرها ليحيط ذاك الوجه الجميل مبتسماً منتشياً ببريق عينيها .. وبريق روحها .. هى ألماسة فؤاده !
ويا ليته يعلم أي رجلٍ هو .. رجل عقله ليس فارغاً أو ممتلئاً بسيارات وساعات وأملاك كباقي الرجال ، وإنما رجل تتأسس على أفكاره كتب ومراجع انتماء
ذراعاها بينهما ويداها على كتفيه تحركها بنعومة تسأل" هل أنت مرتاحاً في عملك هنا ؟ "
اومأ برأسه مجيبا باستياء
" نعم .. صحيح أن رؤية فؤاد تغضبني وتحرق دمي لكن احاول التأقلم "
أنزلت يديها تمسك ذراعيه ولا تتقبل ذلك مثله كلما تذكرت تلك الليلة المريعة حين جاء فؤاد تحت بيت ألماسة متسائلة برفض داخلي
" لا اعلم كيف تستطيعون التعامل معه بعد ما فعله معكم ؟! "
رد أكرم متنهدا وهو يحرك إبهاميه على خديها
أنت تقرأ
ألماسة الفؤاد(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة ساندي نور حقوق الملكية محفوظة للكاتبة ساندي نور..