البريق الحادي والثلاثون .. الجزء الأول
بعد ثلاثة أيام
مد عماد يده بكوب العصير نحو شفتيها قائلا
" اشربي صدفة .. لقد فقدتِ دماً كثيراً "
على سريرها تجلس وساقها اليسرى مربوطة بالضماد بعدما احتاجت جراحة إثر السكين الزجاجي الذي اخترقها بعمق ، ظلت يومين بالمشفى وعادت صباح اليوم لشقتها
ما زال الألم مستمرا رغم المسكنات فتبعد يده تهز رأسها رفضا فوضع الكوب متسائلا
" أما زلتِ غاضبة لاني صرخت بكِ ؟ "
لم تتحدث معه إلا بكلمات معدودة منذ سمعت أنفاسه بالهاتف ، ولا يظن إلا إنها غاضبة لعملها
وما زال مأسورا في تلكما العينين بصفاء السماء رغم سحب الغيم بهما ليقول بهدوء" أحيانا يكون الغضب هو خوف صدفة .. خفت عليكِ ولم احتمل أن يكلمكِ أحد بذلك الشكل "
بعينيها إتهام لن يفهمه لتقول ساخرة
" إلا أنت أليس كذلك ؟!.. أنت الوحيد الذي له الحق الحصري في جرحي والصراخ بي ! "
أحاط جانب وجهها يرد بابتسامة مستفزة
" نعم .. أخيراً أصبح كل شيء يخصكِ حصريا لي وحدي ! "
أخفضت بصرها تطمئن بلمسته وتشتعل روحها أنينا بالوجع الذي لا ينتهي بالكلمات
" حين تتعب إحداهن .. هل تظل جوارها هكذا ؟ "
يتنفس بضيق منهكا من الكلام بنفس السيرة ثم يبلل شفتيه مجيبا
" نعم .. لكن لا اعتزل الحياة هكذا .. اذهب للشركة واعود وكل شيء يظل على وضعه "
شعر بوجهها يبتعد عن يده ترد
" اذهب لعملك إذاً .. لا تبق جواري "
لم يعد يحتمل ابتعادا ومكابرة فاقترب تمس شفتاه شفتيها هامسا
" هل مللتِ من وجودي ؟! "
أطبقت جفنيها ساكنة تتذكر كلام روزان ، هل تنفر حقاً أم هى حجة لتحميله ذنب أبيها ؟!
أنفاسها ترتجف بين شفتيه ترقبا حتى ابتعد بلا شيء فتفتح عينيها حادة تقابل مكر عينيه وترد ببرود" لديك مسؤوليات غيري .. وربما أهم "
ابتسم لتلك النظرة يمسك كتفيها ويقبل جبهتها حنانا قائلا
" فليحترق أي شيء قد يبعدني عنكِ صدفة "
ثلاثة أيام ما فارقها ، ولن تنسى منظره حين جاء ورآها أرضا وتحتها الدماء ، نزع الزجاج من ساقها ورأت نظرته لدمائها التي لطخت يده
نظرة أيضا لن تنساها كأنه عاش هذا الموقف قبلا فتجمد للحظات مصعوقا !!
أنت تقرأ
ألماسة الفؤاد(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة ساندي نور حقوق الملكية محفوظة للكاتبة ساندي نور..