البريق الثامن
خرجت ليلة من غرفة نومها متجهة إلي البهو فتستند بكتفها للجدار تضع يدها بخصرها ناظرة إليه بحاجبها المرفوع لتسأل بنبرتها الساخرة
" هل أنقذت ابنك يحيى كالعادة ؟! "
رفع عماد رأسه في جلسته على الأريكة تمر عيناه على ثوبها الأحمر الضيق وشعرها البني المموج طويلا حتى خصرها لتمثل آية جمال لمَن لا يعرف حقيقتها
ما زال ما فعلته أخر مرة له صداه في عيونهم فيتساءل بملامحه الصلبة" هل أنتِ واعية للجنون الذي فعلتِه المرة السابقة ؟ "
تسير ليلة بتمايل أنثوي نحوه تتخلل خصلات شعرها بقولها الخافت
" إن كنت تسمي رغبتي بك جنونا فأنا مجنونة نعم ! "
بعينيها تلك الدعوة وأكثر .. رغبة تائقة تسير على قدمين حافيتين ..
حافية !.. منذ متى ليلة تسير حافية القدمين بلا كعب عال ؟!
آآه تلك الحناء على قدميها !.. لقد جاءتها الحناء في الزيارة التي أرسلها الشيخ رشاد لبيوته الثلاث كما أرسل البخور للعمة بركة
إذاً روينة أيضا جاءتها الحناء !!
يبعد أفكاره المنحرفة حاليا ليركز مع ليلة هاتفا بانزعاج" تبا لوقاحتك .. منذ متى ؟!.. تريدين تفعيل زواجنا هكذا فجأة ؟! "
جلست ليلة تكتف ذراعيها لتجيب صراحةً
" حسنا اعترف أني في البداية كنت اكرهك ولا اطيق أحداً من عائلتي .. وأنت تركتني حرة ولم تجبرني على شيء .. لكن الآن أنا كبرت وفهمت ... "
صمتت تتأمل قسمات وجهه بوسامته البرية وعرض جسده فتضيف بتأثر
" وأحببتك "
يتعكر وجهه نافرا غير قادر على تحملها متسائلا بلا تصديق لطريقتها
" وأنا بمزاج سيادتكِ ؟! "
أشاحت بوجهها فغطى شعرها ملامحها المتبجحة وهى ترد بقوة واقتناع
" لا لكنك لا تعطيني فرصة .. دماغك مغلقا مثل كل رجال الزِيِن ذو تفكير عقيم "
نهض عماد متحفزا وقد استفزته لأقصى درجة فتتحجر ملامحه بجفاف صحرائهم ليمسك مرفقها يوقفها هادرا بعنف
" التفكير في الشرف أصبح تفكيرا عقيما عندكِ يا بنت ... خالتي ؟! "
توقف لسانه عن سبها بأخر لحظة حافظا أهلها من خطيئتها فتشحب ملامحها خوفا منه وهو يفيض بالقسوة يذكرها ما لا ينساه
" لم يكن الأمر رغما عنكِ .. أحضرتِه في داركم وغرفة نومكِ وبوجود والدكِ !!.. ماذا تريدين أكثر لأنفر منكِ ؟!.. كنتِ بسنتكِ قبل الأخيرة بالجامعة .. ناضجة كفاية ولستِ ساذجة صغيرة .. كيف اتقبلكِ اخبريني وأنا ابن الزِيِن وابن كبيرها ؟! "
أنت تقرأ
ألماسة الفؤاد(مكتملة)
Romantikرواية بقلم المبدعة ساندي نور حقوق الملكية محفوظة للكاتبة ساندي نور..