الفصل الخامس والعشرون ج١

6.3K 158 58
                                    

البريق الخامس والعشرون .. الجزء الأول

طرقات يحفظها على الباب ودخلت .. اقتربت من المكتب ثم سمع صوتها المترفع

" لن اشكرك لأن كل ما حدث كان بسببك من البداية .. لكن ... "

استدار فؤاد ينظر لوجهها واشتعل ذلك العالم
كانت فائقة الجمال بعينيه المتقدة ، كل لمحة من وجهها تشع نوراً .. وقفتها ترمي بطاقة تمنع شيطانه ..
حين تكون هنا .. يكون فؤاد قبل أن يطلق أول رصاصة

علقت الكلمة على شفتيها طويلا لكنها وأدت خطأها بذاك الترفع العالي بكرامتها ‏

" آسفة "

حين تكون هنا .. يكون هو

لم يدرِ كيف قالتها لتنسف بها كل ما سبق ، وبنفس اللحظة مرفوعة الرأس عالية الكرامة هكذا .. وكيف يمكن لكلمة أن يختلف مقالها باختلاف قائلها ؟!

يمر سير حياته أمام عينيه في أحداث أغلبها دخان رصاص ودماء ضحايا .. ثم نور يملأ الضياع
يتوق لتلك الصحراء التي كان يركض فيها فارساً يعرف ما يريد .. منذ متى لم يركب فرساً ؟!

انعقد حاجباها استغراباً حين طالت نظراته الصامتة إليها .. عميقة سوداء كأناقة حلته وظلام كيانه .. حتى سأل

" آسفة على أي شيء ؟ "

أصابعها تلمس خاتم ماهر بيدها الأخرى بحركة جذبت عينيه وبضع نبضات تائهة ثم ردت بتماسك لا ينحني لحزن

" ماهر خطيبي كان دائما ينبهني للأمر .. كان يمنعني من فعل اشياء خوفاً عليّ .. وأنت حين تكلمت عن تصرفاتي بذلك الاسلوب وأنك خائف على صورة المجموعة تذكرته .. فغضبت واندفع كلامي بلا تفكير "

ضغط فؤاد أسنانه ويده على مكتبه تضغط مثله في حالة عجيبة على وشك انفجار ورغم ذلك رد بهدوء ساخر

" إذاً المشكلة باسلوبي أنا ! "

تنهدت ألماسة متمالكة ذكرى خلف أخرى لتستدير لكنه أوقفها

" عرفت انه مات بحادث سرقة لتلك الشركة "

تذكرت سؤالاً دار في متاهات عقلها طويلا .. كيف قُتِلَ ماهر ؟!.. هل فؤاد هو المسؤول ؟!
عادت تلتفت وعيناها تشع النار والثأر من جديد تحاول قراءة ملامحه علها تلمح دليل إدانة ..

لكنه كان دليل براءة وهو يلامس حواف صورة ابنه متسائلا بذاك الهدوء الميت

" كيف تشعرين بعد موته ؟ "

زفرت نفساً مرتجفاً وهو يدخلها مقابر الأحزان داخلها رغما عنها ، فاقتربت من المكتب تضع يدها على خشبه القوي تستمد صلابة لترد بها

" هل تسألني عن مشاعري أم مشاعرك ؟!.. بالنسبة لك سيمر الحزن بهدوء ومع كل مرور ستشعر انه يسحب شيئا منك حتى تعتاد الفراق .. أما بالنسبة لي فقد مر حزني كصاعقة ضربتني وأخذت كل شيء دفعة واحدة .. لم يكن لدي سوى أياماً قليلة لأحزن فيها قبل أن يطردنا عبد الجليل من شقتنا ونذهب إلي بيت عمي قاسم .. بسببك .. للأسف أنت لم تسمح لي حتى أن أحزن "

ألماسة الفؤاد(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن