الفصل التاسع عشر

6.4K 175 32
                                    

البريق التاسع عشر

هواء البحر يحمل رائحته المميزة والليلة أكثر وضوحاً تسكر الحواس للصمت .. وصمته هو كان أكثر جمالا بشرود عينيه البنية بفورة النار بأعماقها
تخفي دموع ابتسامتها الهائمة في ملامحه خشنة الوسامة وهى تتناول العشاء معه بهذا المطعم الفخم لتقول بنبرة بريئة

" ما زلت متضايقاً لمجئ شريف ! "

ضغط أكرم على السكين بيده وهو يلتفت إليها ونار عينيه تتعالى ليرد بلا اهتمام

" لا .. ما الذي سيضايقني ؟!.. في النهاية لقد تركتِه لأجلي "

قالها بغرور فشعرت أنه يريد التميز على شريف بشيء ما ، يريد التميز على الضابط الذي لديه مقومات لم يعد يملكها
تتفهم مشاعره لأبعد حد واعدة نفسها بتغيير كل هذا لتقول مبتسمة بنفس النبرة

" جيد أنك تعرف أني لم أدعوه مثلاً ! "

ثارت أعصاب أكرم غضباً هاتفاً

" بالطبع اعرف "

هزت رأسها توافقه أو تجاريه على قدر غيظه !.. تدرك أنه لم يكن غاضباً منها بل من فرق المستوى الحالي .. لكن لابد أن يخرج من تلك الدائرة الضيقة التي ينظر منها
غيرت الموضوع بلطف كي توقف غضبه الليلة

" فكرة أن نسكن بنفس البناية بالشقة الفارغة التي تعلوكم فكرة رائعة .. دائما ماما زهراء تتصرف بحكمة "

رد أكرم بتجهم ملامحه وكره نبرته

" ليست فكرة رائعة .. لكنها فكرة على قدر مستواي الآن .. لم أعد المهندس الذي خطط للسكن بأرقى المناطق وإدخال أولاده مدارس خاصة .. أنا مجرد ميكانيكي ونادل كأي شخص لا شهادة جامعية له "

صمتت دموع ناظرة له بعتاب وحنان يحتوي ألمه وحطام أفكاره لكنه باغتها بغضب أكبر وصوت مرتفع

" وهذا ما عندي الآن .. لا تعودي وتقولي كذبت عليكِ أو أجبرتكِ .. أنتِ تركتِ كل شيء واخترتِ لذا تحملي صامتة "

اتسعت عيناها السوداء ذات الظلال الرمادية تحاكي فضية فستانها لكنها حاكت غيوم وجهها المصدوم .. تمر بعينيها على طاولات المطعم حولهما فترى جميع العيون عليهما
أخفضت نظرتها تاركة الملعقة على طبقها ثم أبعدت الطبق لتقول بجمود

" اخفض صوتك .. حولنا ناس "

لا يعرف ما أصابه وتقبلها لكلامه وهدوءها يعميه أكثر ليدفع طبقه على الطاولة هاتفا باهتياج

" ملعونة الناس "

انتفضت دموع وعيناها على ملامحه التي لم تتعرف عليها .. للحظات لم تتصرف وصدمتها تشل عقلها .. إلا بحركة بسيطة نظرت لتنورة فستانها حيث بضع حبات من الأرز منثورة عليها

ارتجفت شفتاها تبتلع البكاء بقوة آلمت صدرها النابض ناظرة حولها للناس التي تحدق بهما وقد سكن المطعم تماما ليكونا هما مشهده الرئيسي ..

ألماسة الفؤاد(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن