البريق الثالث والعشرون
" قولي شيئا .. أريد أن اسمع الحروف العربية وهى تتكسر بين شفتيكِ "
راغباً بطعم الذهب ولمس السمرة ..
افترقت تلك الشفاه لحظة .. واقترب وجهه أكثر من لحظة !نظرت إيزارا أرضاً ونشوة الإحساس تدب بجسدها فتهرب منها بالقول
" أنا آسفة حقاً إني أتيت دون استئذانك على الأقل "
رفع وجهها بين يديه ينجذب لملامحها بجنون قائلا
" أنا الآسف لإني كنت أعمى ! "
أبعدت إيزارا يديه عن وجهها وهى تسحب نفسا مرتجفا لتهمس
" لا افهم "
قالتها مصرية عامية كأنها فقدت التحكم بلسانها فخرجت الحروف كموتور سيارة دار لحظة ثم تحشرج !.. فمال شهاب برأسه مبتسماً قائلا بعجب
" نعم ! "
تداركت نفسها لتكرر بلغة فصحى
" لا افهم سيد شهاب "
ضحك ضحكة غريبة كأنما كانت مكتومة داخله ووجدت مَن يدفعها لتكسر باب الكآبة وتخرج ، وبلا إرادته يدفعه جسده للمسها مجددا فيحيط خصرها يضمها لصدره قائلا
" وأنا أيضاً لا افهم "
تحاول إبعاده بحذر وهى تائهة في مدار رجل شرقي لا تترجم مشاعره إلا بعد تحاليل ثلاثية مستعصية !.. وشهاب برغم طرافته ولطفه إلا إنه غامض المشاعر بلا شك .. حين تنظر لرمزي تعلم أنه لا مكان للنساء بحياته .. حين تنظر لفؤاد تعلم أن صولاته لا تُحصَى .. أما شهاب فهو القطب النافر من كل شيء .. مسافر في الدنيا .. حر كطير يهاجر بإرادته
لا يستجيب لابتعادها وهو يلامس نعومة شعرها بوجهه لتسمع صوته الغريب" لأول مرة اكتشف إني ... "
صمت .. لأنه كان سيقول كلاماً عجيباً لمشاعر أغرب .. لأول مرة يكتشف أنه يحب هذا اللون الأسمر !.. لم يدرك أنه قد يكون لسمراء لامعة هذا التأثير المثير عليه !.. مثير لدرجة الرغبة لتذوقه بكل شكل !
والأغرب أن قلبه ينتفض ويضخ الدماء لكن .. لا يدق !
ابتعدت إيزارا بجسدها لتقول بنبرة جادة" أنا .. ساجلس قليلا ثم اغادر .. آسفة إني استخدمت تذكرتك مرة أخرى "
تجاوزته وهى تلقي على وجهه الذي يتأملها نظرة أخيرة وتفرض لنفسها إنه ثمل أو ليس بوعيه بطريقة ما !
وقفت مع صديقتها تختلس النظر إليه وهو لا يبعد عينيه عنها مع اصدقائه بالجهة الأخرى .. تعابير وجهه جادة وغريبة كسهام متشابكة الأسفاروبتلك الجهة كان يراها وسط الحاضرين وحدها .. الوحيدة المميزة بلونها الإفريقي وسط فتيات مصر بين اللون الأبيض والقمحي والخمري
مميزة بجمال من الشيكولاتة مع جرعة من هرمونات السعادة الحصرية فيها .. دوبامين يسري بالجسد لتحفيز كل شيء به دفعة واحدة !..
أنت تقرأ
ألماسة الفؤاد(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة ساندي نور حقوق الملكية محفوظة للكاتبة ساندي نور..