البريق الثاني
دهب .. جنوب سيناء
" مرحباً بكم في دهب .. سحر جنوب سيناء "
ابتسم شهاب بملامحه الشقية المريحة وهو يستدير فاتحاً ذراعيه يقولها بفخر بلغة إنجليزية متقنة ثم عاد يسير أمام الفوج السياحي تحت آشعة الشمس الذهبية بنهار الشتاء ، ملقياً نظرة يمينه للجبال الشاهقة الممتدة بلا نهاية للعين فيرفع سبابته قائلا بنبرة رائقة كالجو
" لقد سميت دهب تيمنا برمالها الذهبية "
نظرة أخرى يساره للبحر الأحمر وأجمل درجة للزرقة الصافية رآها في العالم
أخذ نفساً طويلا من هواء نقي لم تلوثه شائبة صناعية بعد ثم وصفها بطريقته بلمحة شجن متطلعا حوله" هل سمعتم الهدوء ينادي ؟!
هل جربتم أن توقفوا الزمن يوماً ؟!
هل رأيتم اللازورد يتنفس ؟!
نعم .. إنه سحر الهدوء التااام .. حالة مذهلة من الاسترخاء في حياة بسيطة لأبعد درجات البساطة الطبيعية "استدار إليهم مبتسما ينظر لعيونهم اللامعة بسحر سيناء الذهبية يواصل
" دهب .. أجمل شواطئ الشرق الأوسط حسب ما ورد بتقرير ( ناشيونال جيوغرافيك ) .. حيث جاءت بالمركز الأول بين الشواطئ الأجمل والأنقى بالشرق الأوسط "
ينظر الفوج السياحي حوله وهو يشير نحو البحر الأحمر متابعا بنبرته العملية
" يمكنكم رؤية درجة نقاء المياه هنا لدرجة رؤية الأسماك تحتها أثناء وقوفكم على الشاطئ .. لذلك لا يمكن أن نأتي إلي دهب ولا نستمتع بأجمل تجربة غوص .. خاصة بالثقب الأزرق .. ( blue hole ) هو بئر عميقة فى البحر الأحمر بعمق مائة وثلاثين مترًا بها فتحة للخروج إلى البحر المفتوح تسمى بـ"القوس" على هيئة نفق طويل لمحبي المغامرة .. بعد قليل سترون روعة الشعاب المرجانية بأعينكم وبعدها ستكونون في ضيافة عائلة بدوية من أعرق العائلات هنا .. ومَن يريد تسلق الجبال أو ممارسة أي رياضة مائية فليعرف أنه سيعيش أكثر الدقائق بهجة في حياته "
تسود بعض الهمهمات المبتسمة والكاميرات يتحرر ضوؤها للتصوير الحافظ للقطات الحياتية وشهاب يكمل برنامج الرحلة
" غدا سنقوم بسفاري وقت الشروق لتتمكنوا من رؤية دهب من أعلى الجبل لحظة إشراق الشمس في منظر لا يُنسَى "
يتابع شهاب سيره وسط هدوء تقطعه همسات السياح الأجنبية متمنيا حلول الليل لرؤية النجوم .. في حضن السماء ينام ناظرا للألماس المتناثر بالصفحة السوداء بكل رحلة .. بكل بلد ومدينة .. حين يكون القمر بدرا وشروق الشمس بعد فجر التقاء البحر بالسماء
حلمه الوحيد منذ صغره أن يلف العالم وقد فعل ، لكن بكل مرة يعيده الحنين إلي مصر
مشكلة الشعب هنا أنه لا يدرك جمال بلاده ، يركزون على العادي والسيء منشغلين بهموم الحياة ولا يرون ما خفي عنهم ، لكنه أدرك ذاك الجمال
وجزء من ذلك الجمال ... دهب
يصادف في طريقه أحد الشيوخ المعروفين فيصافحه بحرارة ثم يرحب الشيخ بالفوج السياحي مبتسما قبل أن يمضي بطريقه تاركا شهاب يتحدث بانجليزية متقنة
أنت تقرأ
ألماسة الفؤاد(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة ساندي نور حقوق الملكية محفوظة للكاتبة ساندي نور..