كل عام وأنتم بألف خير وعافية
عدنا .. هنا معا حيث الدفء الذي لا ينقطع مهما حدث بالعالم
فليحفظنا الله من الامراض والاوبئة ويديم الاعياد بأيامناالبريق الرابع عشر
أرض الوادي .. دار الزِيِن
أسرعت إباء إلي غرفتها تلحقها غرام فترتمي على سريرها ودموعها تنهمر كأنها تنزفها من جوف قلبها
مجلس الرجال بمضيفة الدار يقررون مصيرها .. وبعد معرفتها برأي والدها أظلمت الدنيا بعينيها ، لكأن العائلة كلها اتحدت ضدها
تواسيها غرام وهى تميل عليها تمسح على ظهرها بالقول" إباء .. إباء لا تبكي أختي "
يمزق القهر صدرها كأنه سكين بارد يذبح فيها وشهقاتها تعلو أكثر حتى سمعت صوت عماد حين دخل الغرفة
" إباء انهضي أريد أن أتحدث معكِ "
اعتدلت إباء قليلا لتخفي وجهها بكتفه وهو يجلس بجانبها تقول بحرقة القهر
" حُكِمَ عليّ بالموت يا عماد "
يحيطها بذراعيه مشيرا برأسه لغرام أن تخرج فتستجيب لأخيها وهو يرد
" لا حبيبتي اسمعيني "
حالما انغلق الباب خلف غرام انتظر عماد دقائق تفرغ شحنة بكائها بحضنه ثم يقول بهدوء
" مَن تريدينه لا يفكر بكِ إباء .. أنا كلمته واخبرته أن خطبتكِ ستكون قريبا لعله يصارحني إن كان في قلبه شيء لكِ لكنه لم يلمح بأي شيء أبدا "
صمت بكاؤها تدريجا تستوعب ما يقول فتبتعد دون النظر له تهمس بنبرة باكية مرتبكة
" ما الذي تقوله ؟!... عمَن تتكلم ؟! "
لامس عماد ذقنها يدير وجهها صحراوي الملامح نحوه يرد بالواقع
" اعلم أن قلبكِ مع محمود ابن عمنا الظاهر .. محمود في غربته منذ سنوات وظننتِ أنه قد يعود ليأخذكِ لكنه شرد عنا جميعا إباء .. لقد قالها لي .. محمود لن يعود "
قلبها طرق بألم شديد بمجرد ذكر اسمه وسيرته وذاك السكين ينغرس عميقا أكثر بخبر عدم عودته حتى شعرت بالخدر في كل أعضائها كأنه الموت
يشعر بوجعها الذي يعيشه يوميا بنظرة لوجهها الذي تجمد بشحوبه لكنه يواصل لعله يمنحها أملاً لن يمنحه أحد له" أنا مَن تحدثت إلي عزت ولمحت له بأمركِ وأنكِ عروس سنفرح بكِ قريبا .. وقد صدق ظني .. جمع عزت أعمامنا وجاء بأهله لخطبتكِ قبل أن يسبق غيره .. عمكِ رضوان كان معه ولم يستطع القول أنه يريدكِ لشهري ابنه أمام الجميع وإلا كان سيتعدى الأصول .. وقد أُحرِج أبانا فلم يستطع الرفض وكل إخوته يباركون هذه الزيجة ويمدحون عزت "
تقبضت يداها بتشنج وصدمة مما فعله بها وهى تهتف بحرقة
" أنت السبب يا عماد ؟.. لماذا .. لماذا ؟ "
أنت تقرأ
ألماسة الفؤاد(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة ساندي نور حقوق الملكية محفوظة للكاتبة ساندي نور..