الفصل الخامس ج٢

6.4K 195 42
                                        

البريق الخامس .. الجزء الثاني

لم تكن هذه الحياة التي تمناها ، حلم بمركز ومستوى وعمل وسعادة وحب وأولاد منها
تلك الدمعة الغاربة عنه لقت حتفها حين تحققت المقولة الحقيقية أن ( الثورة تأكل ابناءها !! )
يقال أنه سهل ان تبدأ ثورة لكن من الصعب أن تنهيها بسلام
هذا الوضع مُقام إلي الآن يحاول الوطن العربي الخروج من عنق الزجاجة !!..
حتى كرهتنا الزجاجة المظلومة وطلبت كسرها !!
صحيح .. لمَ ننحشر في عنقها ونحن نستطيع كسرها وتنفس الحرية ؟!
لكن الحقيقة أن البعض يريد أن نظل منحشرين في الظلام ، او فقط نرى النور من خلف حاجز لكن لا نقترب منه حقيقةً
فتحت ألماسة الباب تراه جالسا مكانه على كرسي أمام الشرفة ينظر للطريق وضوء السيارات الخاطف ، صار بخير جسديا بعد ما فعله فيه فؤاد .. لكن انتكاسته النفسية بعد خطبة دموع عزلته تماما عن الحياة
تقترب منه تجلس على أقرب كرسي إليه تناديه

" أكرم "

ينظر إليها صمتا فتسأل بنبرة هادئة

" إلي متى ستظل هكذا يا أكرم ؟ "

حتى عمله الذي لم يقض فيه سوى ساعات اعتذر عنه لمرتضى صاحب ورشة الميكانيكا لأن حياته وقفت فعليا
فارغ النظرات ميت الملامح وعيناه البنية الدافئة تتجلد دامعة وهو ينطق

" دموع ضاعت يا ماسة "

أطرقت ألماسة قليلا ثم نظرت إليه قائلة بواقعية

" أنت مَن أضعتها "

ينظر أكرم إليها لا يتوقع رداً آخر .. لطالما كانت ألماسة منطقية صريحة لا تخشى مخلوقا ولا تجامل أحداً
لكنها ازدادت قسوة بعد مقتل ماهر .. لا يتذكر أنه رآها تبكي مرة واحدة .. من يومها وهى صلبة بطريقة مريبة
يهز رأسه نفيا لجريمته بحق دموع قائلا بأسى

" رغما عني ... والله رغما عني"

لأنه لم يكن ليلقها في يم الشبهات مثله ، ولم يكن ليغتال قصة حب عمرها أكبر من أربعة عشر عاماً في ظلام عنق الزجاجة الذي انحشر فيه بحجة احتياجه إليها
دموع نغمة حرة على كمانها الحزين .. امرأة واثقة تعانق آشعة الشمس بلا تردد
يكفيه أنها أدركت أنه تركها لأجلها .. لا لأنه لم يعد يحبها
تنهدت ألماسة مهمومة ترجع شعرها الأسود خلف اذنيها قائلة

" اعرف أنه رغما عنك يا أكرم .. لكنك ظلمتها وظلمت نفسك "

يتذكر دموع ذلك اليوم فيشتعل صدره بنار غيرته التي اقحم نفسه فيها ليقول بنبرة محترقة

" لم تكن سعيدة .... أنا رأيتها يوم الخطبة .... نزلت معه وفتح لها باب سيارته ... وحين أراد لمس مرفقها ابتعدت عنه بحدة ... لن تطيق لمسته .. لن يطيق جسدها لمسته ... إنها ملكي منذ مولدها .. هى قالتها لي ... لن تكون سعيدة أبدا .... لن تكون سعيدة .. ستتخيلني أنا مكانه "

ألماسة الفؤاد(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن