الفصل السابع عشر

5.5K 151 18
                                    

البريق السابع عشر

أنهى الصيدلي عمله ليغلق حقيبة الإسعافات التي أحضرها معه قائلا

" تم تنظيف الجرح وتقطيبه .. هو جرح سطحي لا خطورة منه ولا حاجة له أن يذهب للمشفى .. فقط يأتي ويغير الضمادات على الجرح في الصيدلية .. وجرح رأسه لا يحتاج تقطيباً أو تغطية قد تسبب له التهاباً تحت الشعر "

تقدم الحاج عبد الفتاح من سرير فجر حيث يرقد زايد فيغطي جذعه العاري الذي نزع عنه الصيدلي قميصه الملطخ بالدماء منتبها لقوله

" ساكتب له بعض المسكنات القوية وأدوية لهذه الكدمات في جسده "

استدار عبد الفتاح يربت على كتف الصيدلي الشاب يرد بامتنان

" شكرا دكتور .. لولا تواجدك في الصيدلية لما عرفنا كيف نتصرف "

يتجهون خارج الغرفة إلي الصالة الصغيرة وهو يرد بجدية

" هذا واجب يا حاج عبد الفتاح .. ابن عم مندور رحمه الله غالياً على الحي كله كأبيه .. لكن واضح أنه تعرض لعنف شديد .. علينا إثبات حالة في إحدى المستشفيات .. ربما تهجم عليه بعض الأشخاص لسرقته "

تحدثت فجر بصوت هادئ كي لا ينكشف خوفها

" لا .. هو لا يريد الذهاب إلي المشفى .. كان يهذي ويقول .. مشفى لا "

توقفت مكانها وضاعت في ذكرى كلماته بين غياب ووعي

" مشفى لا يا فجر ... سيعرفون طريقي "

مَن هم ؟!.. ما التهديد الذي قد يلاحقه لهذه الدرجة ؟!.. وما قصة سفره وعودته المفاجئة ؟!
عاد يدخل حياتها يفجر فيها مكامن الاسئلة بلا إجابات ، عاد ليجبرها على عتابه وعتاب وطن كما يريد هو

انتبهت على صوت الحاج عبد الفتاح يردد ما بخاطرها

" كما يريد .. حين يستيقظ لنا كلام معه "

ألقت فجر نظرة على غرفتها حيث ينام على فراشها كأنه يأبى الخروج من حياتها إلا ببصمة له
هى بنفسها تآمرت معه بلا وعي أن يظل رغم الغضب .. صدقت كل ما قال هى التي كانت تحكم العقل أولاً .. صارت بداخلها مشاعر تحركها .. لا تألفها لكن تجذبها

نفس ما حدث الليلة وهى تأخذ ميدالية مفاتيحه التي رأتها تتدلى من حزام بنطاله تخفيها قبل أن تستغيث بجارها الحاج عبد الفتاح وزوجته لكي يدخلوا به شقتها فتكون حجة لها لتظل جواره الليلة بدلا أن يدخلوه شقته ، وكان صعباً نقله على الدرج لشقة عبد الفتاح بالأعلى فكانت هى الأقرب .. أو جعلت من نفسها الأقرب

تسأل فجر بنبرة واضحة متزنة

" لكن هل فقد وعيه هكذا .. على الدرج .. بسبب الجرح ؟ "

كررتها أكثر من مرة حتى تثبت بأذهانهم .. أنها سمعته يقع على الدرج فسحبته حتى بابها ، لا يمكن أن يعرفوا أنه قصد بابها هى

ألماسة الفؤاد(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن