الفصل الخامس عشر

5.7K 168 21
                                    

البريق الخامس عشر

تمهلت خطواتها حين أبصرت سيارته حيث اتفقت معه في طريق بعيد عن البحر حتى لا يغمرها الحنين ، ما كانت يوماً تنتظره دائما ما يكون هو بانتظارها .. عيناه تبحث عنها ببطء لكنها تشعر تلهف روحه للسقيا من حضورها

بعد غياب أشهر لجأت إليه مجددا ولا تعرف هل تحتاج إليه حقاً أم تختلق الحجج كي تظل مرتبطة بوجوده في حياتها ؟!
كل ما تعرفه أنه الوحيد الذي يخطر ببالها في كل أزمة .. كل مشكلة هو حلها .. كل عسير هو يسيره

توقفت مكانها على الرصيف خلف شجرة تخفي وجودها عنه تتأمل ملامح وجهه التي اشتاقتها .. لم تغب عنها كثيرا إلا بوجود مادي بينما خيالها ثرياً بطلة رجولته .. وجمال بدوية لهجته
أخذت صدفة أنفاساً طويلة تحاول تهدئة قلبها الثائر ثم اتجهت نحو السيارة وتلقائيا ارتدى وجهها قناعه البارد الصلب

تلاقت أعينهما .. وسرى تيار صاعق كأنه يتنقل بينهما بلا توقف ، بينما بدت بعينيه نظرة غريبة .. مريضة حزن وصريعة هوى
وصلت صدفة للسيارة وترددت كفها على بابها وهى تنظر أرضا شاعرة بنظراته المحاصرة ، ثم فتحت الباب لتتخذ مقعدها .. وطال الصمت !

كان يشتاق تلكما العينين ولا يصدق أنها طلبته وها هى تجلس جواره .. في سيارته التي ما كانت تركبها أبدا
قلبه يطرق بقوة في ذهول سعيد يلف كيانه بوجودها معه مجددا فيقولها بحنين

" أول مرة تركبين سيارتي "

رمشت بارتباك يُعجِز الكلمات على لسانها كأنها أول مرة تقابله أيضا فترد بنبرة مرتجفة

" كل الطرق تؤدي بي إليك "

اعتدل عماد بجسده نحوها فأصبح كله يواجهها وليس وجهه فقط وذراعه تستند على المقود قائلا بثقة

" لأني الحاجة الوحيدة لكِ .. تحتاجينني بكل تلك الطرق وتكابرين "

ارتجف جسدها بأكمله مع حركته ثم تشنج بغرابة
كانت تشعر بحالة عجيبة من التوتر والسقوط .. هى مكانها لكنها تسقط !.. يهوي تصميمها وإرادتها ويخذلها قلبها بغدر مؤلم
لأول مرة أيضا تشم عطره منتشرا بهذا الجموح .. نفس العطر لكنها تشعره يدخل عميقاً فيها !
عيناها الموجية بين مد العشق وجزر الفراق وهى تقاوم تأثيره المهلك لعزمها لتقول بصلابة

" لا تلعب على هذا الوتر ... الاحتياج "

امتدت يده يلمس طرف حجابها الأزرق الذي يبرز جمال عينيها بلا تكلف فالتفتت إليه بحدة مبتعدة وحينها ابتسم لوجهها الموجه له أخيرا قائلا بهدوء صادق

" لا أقصد مالاً يا قدر "

تأملت ملامحه الصحراوية عن قرب فلا تتشبع عيناها ولا يشبع القلب .. ثم أبعدت عيناها لتسقط على صدره الواسع تتشرب أناقة حلته الرمادية .. ربطة عنقه مفتوحة وزرين مفتوحين من قميصه الأبيض .. تتشرب فوضويته

ألماسة الفؤاد(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن