الفصل الثامن والعشرون

5.9K 172 14
                                    

البريق الثامن والعشرون

عروس البحر

وصلت فجر إلي المشفى والتردد يؤخر قدميها عن الدخول ، تسأل موظفة الاستقبال عن رقم غرفته تتمنى لو تخبرها ألا تخبرها !
في رواق أبيض طويل تسير رافضة استخدام المصعد ، تصعد درج خلف درج وجسدها يتثاقل

لكن قلبها يدق ككسر أحجار دفاعاتها وينادي .. والنداء واجب الطاعة بلا نقاش
وقفت أمام غرفته ويدها تتحرك ببطء لتطرق الباب ثم احتاجت لكل طاقتها .. لتدخل

وطاقة أخرى لتنظر لعينيه .. بين عتابها واعتذاره إشعارات تنبيه من حب غير منطوق
وبين ذنبها وذنبه جرح كلاهما أشهر تذكاره ليظل في قلب الآخر
سخر فسخرت .. لكنها فارقت وتركت

وبين يقينها انها كانت على صواب تشعر بالذنب تجاهه تقول بصوت خافت

" حمدا لله على سلامتك "

أمامها راقدا على فراش المشفى ضخما هادئا دون أطيافه المشاغبة يرد

" كنت اعرف انكِ ستأتين .. لانه واجب يا مصرية "

اتجهت إلي كرسي جوار سريره جلست بتردد تسأل

" نعم واجب !.. هل أصبحت أفضل ؟ "

يبتسم زايد وهو يتأمل الأستاذة الجامعية فخورا متسامحا يرد

" أفضل لاني رأيتكِ فجر "

لقد جرحت كرامته مباشرة ، كلامها كان صريحاً مع سبق إصرار قتل الكبرياء والرجولة .. لأول مرة تكون ممتنة لعدم مبالاته بشيء !
تأنيب ضميرها يرتفع صارخا فيها وهى تنظر لابتسامته ثم تخفض عينيها بالقول

" ألا تريد إخباري شيئا ؟.. فهمت من شجاركم انهم يبحثون عن شيء "

صمت يغمض عينيه مخفيا معها أفكاره ثم يجيب

" يظنون أن معي المخدرات التي كنت أوزعها يوم افتعلت الشجار ومثلت الموت .. يظنون اني فعلت كل ذلك لأسرقها .. كانت كمية كبيرة .. المشكلة اني تخلصت منها قبل عودتي إلي مصر "

عادت غريزة أمومتها نحوه تلح وتسأل بقلق

" والحل ؟ "

نظر زايد بعيدا يشرد في شيء ما قائلا

" ماذا يهمكِ من هذا الموضوع فجر ؟.. أنا ساتصرف "

قلبها يدق مخالفا معاييرها وقواعدها مشتاقا فتتمسك بواجهة باردة لترد

" صحيح .. لا يهمني الموضوع .. أنا سألت فقط لاننا كنا ... أصدقاء "

التفت زايد إليها ينظر لها بحرية يكسر كل معتاد وبارد وهو يقول بنبرته معها

" وكان معكِ حق في كل كلمة فجر .. لقد أدركت معنى كلامكِ متأخراً .. لكن رأيت بعيني الفرق "

كأنه ما غضب منها يوما ولم يفترقا للحظة كل شيء يتلاحم مجددا قائلا

" بالخارج لم يقترب مني أحد وأنا ملقى على الرصيف جوار القمامة مضروباً والدم يغطي وجهي .. لا يد امتدت لتساعدني "

ألماسة الفؤاد(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن