الفصل الثاني والعشرون ج٢

4.9K 144 4
                                    

البريق الثاني والعشرون ... الجزء الثاني

طرقت إيزارا باب غرفة شهاب ثم سمعت صوته النزق فدخلت بحذر بزيها الوردي بالأزرق وربطة رأسها العالية بالأوشحة الإفريقية
وجدته نائما ببنطاله القصير ليفاجئها بسؤاله الغاضب

" ماذا تريدين إيزارا ؟ "

لم تتقدم أكثر بل أبعدت عينيها عن جسده وأشارت بورقتين بيدها قائلة باللغة الفصحى

" وجدت هذه التذاكر على مائدة الطعام بالأسفل سيد شهاب "

رمق شهاب التذكرتين بلا تعبير ثم استدار على جانبه يرد بقتامة

" ارمِها إيزارا .. لم يعد لها داعٍ "

وقفت قليلا لعله يغير رأيه ثم خرجت وأغلقت الباب .. منذ زواج رنوة وهو بهذه الحال كأنهم فقدوه بهذا البيت .. يسافر ويغيب ثم يعود لأيام قليلة كضيف ببيت لا يريده لكنه مضطراً إليه

وبالداخل أغمض شهاب عينيه ليهرب بالنوم فتمر أيامه هنا حتى موعد رحلته القادمة فيعود لنفسه التائهة

تلك التذاكر حجزها له ولرنوة قبل أن يعلموا المصيبة التي حلت عليهم بحملها ثم انتحارها وزواجها .. قصة قد يراها بأي سينما إلا بمنزله .. لكن عليه تخيل ما هو اسوأ منذ الآن
صوت رسالة أزعجه فمد ذراعه يأخذ هاتفه جوار السرير ويقرأها من إحدى صديقاته

( عرفت أنك لن تأتي شهاب .. لقد حجزنا الحفل منذ فترة فلا تفسده علينا .. معنا تذاكر إضافية إذا كنت تخلصت من تذكرتك .. تعال أرجوك )

نفخ شهاب بضجر وهو يرمي هاتفه جواره ثم ينقلب على ظهره وظل ناظراً للسقف طويلاً .. طويلاً !!

دخلت إيزارا غرفتها ممسكة بالتذاكر بيدها في قبضة مغلقة عن العيون .. وقفت أمام مرآتها الصغيرة ثم فتحت يدها لتفرد التذاكر المجعدة تنظر إليها بنهم !.. تذكرتان لحفل موسيقي لفرقة غربية عالمية قادمة إلي مصر في زيارة سريعة

رفعت عينيها السوداء الواسعة للمرآة وبلا سبب وجدت نفسها تحدق بالوشاح الذي تلفه برأسها .. الوشاح الذي يتكامل مع لون بشرتها تماما لتبدو للناظر .. صلعاء !.. بلا قصد منها .. ربما لأن المصريين مختلفون في ثقافتهم وازيائهم نبهها شهاب أنهم يرونها صلعاء

وضعت التذاكر لترفع ذراعيها وتبدأ فك الوشاح الملون .. ثم وشاحاً بنياً خفيفاً .. ثم الوشاح الأسمر .. لتنزع مشابك شعرها الأسود فينسدل لمنتصف ظهرها كثيفاً ..
تخللته بأصابعها بنظرة معجبة بجمالها الذهبي المخفي .. وابتسامة شاردة تظهر على شفتيها وهى ترمق التذكرة المجانية !!.



' مجموعة رافع '

فجأة علا صوت فؤاد العنيف بنبرة ساخرة

" هل سآكلها ؟! "

ألماسة الفؤاد(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن