البريق السابع
( مدينة الشمس )
أمام صحراء تمتد بلا نهاية للعيون .. عيناها شجيرات الصبار وخصلاتها نخيل التمر .. تطل شمس الوادي على عينيه المتفحمة بالغضب .. والحزن
وذكرى ذهبية الهوى التي ماتت قريبا من هنا تطل معها .. تؤازر قلبه الراحل بعدها لتترك الحياة يوما رجلا كان مفعما بالحياة
سلاف .. صبية الهوى ووجهة الترحال .. الراحلة منذ عام ونصف .. عام ونصف ولا يخفت ذاك الألم العشقي القاتل
دمعة تسيل من عينه فيمسحها مستنشقا هواءا حارا كحرارة جرحه .. كالتهاب غضبه الذي زادته خالته بالأمس فقط
تقبل صبية بزيها البدوي الأسود تقف جواره تشعر حزنه لحظات صمتا حتى رفعت غطاء وجهها قائلة بنبرة غاضبة مكتومة
" لا تفعل عماد .. لا تتزوج ليلة .. ليلة لا تستحق الستر "
يلتفت عماد إليها بملامحه الناقمة الثائرة يرى قوة الصبايا وبأس الرجال بوجهها متذكرا وصية خالته على فراش مرضها بالأمس .. ليلة واحدة ستقلب حياته .. دقائق أردته بكلماتها
( استر عرض ابنة خالتك يا عماد .. اعلم أنها خاطئة وتستحق الذبح لكن الفضيحة ستكسر ظهر أبيها .. ستقتله .. استر عليها ولك الحق ألا تتخذها زوجة وأن تتزوج عليها مَن تشاء ولن تفتح فمها بكلمة .. اتوسل إليك يا بني أن تنقذنا جميعاً من عارها )
ظل بعدها صامتا مذهولا ينظر لخالته لا يستوعب ما حكت له منذ قليل .. هل فرطت ليلة بشرفها حقا ؟!
ليلة !!.. فخر الزِيِن وأجمل بناتها ... ليلة المتمردة ذات الدم الحر التي لا تقبل إهانة !.. ليلة الناقمة على حياة الوادي وتريد الانطلاق بعيدا تقع بتلك الخطيئة لتُذَل عمراً !!
لم يرد .. نهض نافرا وتركها باكية ودمه يفور غضبا يريد ثأرا ممَن أخذ شرف إحدى بناتهم ..
ملامحه تهتاج أكثر قابضا يديه ببغض فتتابع كلامها بصوتها الناري ناظرة لعينيه المحتدمة بنخوة الرجال وشرهم
" ما فعلته ليلة لا تفعله عاهرات الشوارع "
يحمر وجهه وتنفر عروقه كأعمدة بركان تتدفق حممه سخطاً هاتفا
" جميلة !! "
لم يعلم أن جملتها هذه ستظل تتردد دائما بعقله .. لسنوات بعد اليوم ستتغير حياته كانقلاب كوني مفرط الاضطراب
ما فعلته ليلة لا تفعله عاهرات الشوارع !
ولم يحتج لتساؤل وهى تنفجر كهدير النهر الفائض
" أنت لا تعرف شيئا ...أمي لم تخبرك كل شيء لكن أنا ساخبر الجميع .. هل تظن أن ليلة فرطت بشرفها رغماً عنها أو بعيداً عنا وهى تدرس بالمدينة ؟ "
يتطاير الشرر من عينيه وتتصلب عضلاته منتظرا ما لم يتوقعه وهى تواصل هدراً
" لا يا عماد .. ليلة أحضرته هنا بالبلدة .. أدخلته منزل أبينا .. في منزل الشيخ علوان .. في غرفة نومها وجميعنا بالبيت .. بمزاجها وإرادتها لم تهتم بحرمة البيت حتى .. هل علمت الآن لمَ أقول أن ما فعلته لا تفعله العاهرات ؟.. هل رأيت فجوراً أكثر ؟ .. أي ستر تستحقه تلك المخلوقة ؟ "
أنت تقرأ
ألماسة الفؤاد(مكتملة)
Romansaرواية بقلم المبدعة ساندي نور حقوق الملكية محفوظة للكاتبة ساندي نور..
