اللي شفته كان اكبر من كل شياكبر مني و من شخصيتي اللي قاعدة نتصنع بوجودها و وبقوتها وهي هشة و شفافة
اكبر من عبيدة و اللي داره واللي درته انا فيه قبلها
اكبر من نادية و راجلها
أطفال ابرياء يدفعوا في ثمن احقاد و طيش غيرهم من الناس اللي ع اساس انهم كبار و عاقلين و يعرفوا الصح من الغلط
شفت الدخان يتصاعد من المبنى كنت خلاص ح نطرشق و ننجن فقدت صوابي ع الاخر كل اللي نعرفه ان انا ليا يد في اللي صايرلهم
فكيت ايدي من نوري اللي حاول يمنعني من الدخول و نعيط بصوت عالي : وين يحي يحي!!
القيته طالع يكح من البوابة : كح كح
جريت عليه : وين المشرفات و الأطفال وين؟
يحي داهش و يكح: المشرفات قدروا يطلعوا مجموعة من الصغار و اشرلي ع جهة تحت الشجر شفتهم مقعمزين و يبكوا
انا بصوت عالي : و الباقي ؟
يحي شاف فوق : مازال حوالي عشرة صغار في الدور الثاني كح كح حاولت انطلعهم كح اح بس النار قوية
نوري ع طول دار اتصالاته و كلم المطافئ و النائب العام لان من زمان تولى قضيتهم و أعطاه صورة كاملة باللي صاير
انا بدون اي تفكير جريت داخل بعد ما نحيت وشاحي و لفيته ع وجهي ركبت مع الدروج و انا نسمع في اعياط الصغار نجري و قبل ما نوصل طاحت قدامي لوحة مشتعلة فيها النار متاع إعلانات و ما انتبهت ع اللي طاحت ع ظهري : اااااه
ما اهتميت و كملت طريقي ..
انحس في انفاسي بتخوني بس قاومت و جريت ع الدروج و لما شفت وراي كان الأمل اني نطلع انا وياهم من الدروج مستحيل
جريت الداخل و ندور في الحجرات لعند القيتهم خايفين و حاضنين بعض
و الحمدلله الدار مش واصلة فيها النار بس صعب يطلعوا منها اول شي درته سكرتها و ضبطت الباب صح كانت مليانة دخان بس مازال افضل من انها تكون مليانة بلهيب النار
انا بصوت مخنوق : هيا يا ابطال ساعدوني نطلعوا من اهني
كانوا الأطفال عددهم عشرة ست اولاد و اربع بنات أعمارهم مابين الستة سنوات للعشرة
خذيت المفارش و الغطاء متاعهم و ربطتهم مزبوط و الحمدلله احني صح في الدور الثاني بس المبنى ما كان عالي هلبة
ربطت اول طفل و عمره سبع سنين
و نزلته و كان يحي تحت
انا بصوت عالي : بسرعة فكه
يحي فكه و انا جبدت الحبل اللي صنعته من أغطية السرائر و المفارش
سعدة و نوري يترقبوا و يبكوا عليا