في منزل بسيط في ضواحي باريس حيث كان يعيش مينا مع جده الذي كان يقص عليه قصة ما قبل النوم تسائل مينا قائلاً:
و" جدي لما نحن مصاصي الدماء يجب أن لا نظهر هويتنلأمام الناس؟ هل اقترف مصاصي الدماء إثمًا ليحتقرهم البشر؟"
همهم الجد ثم رد على مينا:
"لا لم يفعلوا ، لكن ملكهم فعل. قبل مئات السنين حكم العالم مصاص دماء لا يقهر، كان أول مصاص دماء ولد على الأرض ، و كان مختلفا،قوي و لا يقهر بجسد لا يفنى، جعل من البشر عبيداً لنسله و طغى في حكمه وقد كانت الأرض الفرنسية هي مكان عرشه. لكن الظلم لا يدوم..."
و سرعان ما نبس مينا و الحماس يشتعل في عينيه :
" الملكة ماريا!!!."
"الملكة ماريا؟."
" أجل! إنها إمرأة حدثني أبي عنها! كان يقول أنها كانت شابة شجاعة وقوية لم يشهد العالم مثيلاً لها و بسبب ذلك حصلت على دعم من السماء لنصرة الخير!"
"ميشيل أخبرك بذلك؟."
"أجل، أليس صحيحاً؟."
"لا أعلم تماما، لكن أظن أنها مجرد أسطورة تناقلتها الأجيال، و البعض يقول أن العائلة الملكية ألفتها لتزيد من قيمتها، في النهاية القوي هو من يكتب التاريخ~"
" و كيف مات الملك الظالم؟."
"لا أحد يعرف الحقيقة الكاملة وراء موته و هناك من يؤمن بأنه حي في مكان ما، في حين يرى البعض أنه تلقى غضب السماء و مات بعد أن تم لعنه."
" و أين اختفى مصاصي الدماء؟."
" بعد فناء الملك الظالم انقسم العالم لعدة ممالك من بينها مملكتنا. أما مصاصي الدماء فقد تفرقو حول العالم وبسبب الأفعال التي اقترفها ملكهم صار البشر يتجنبونهم خوفا من قواهم و فزعا من تلك الأيام. ليس هذا فحسب، حتى مصاصي الدماء فضلوا تجنب البشر الذين فاقوهم عددا حتى لا يستغلوا قوتهم لمصالهم و أطماعهم الشنيعة."
"هكذا اذن..."
" لذلك مينا...مهما حصل حاول ألا تظهر حقيقة كونك مصاص دماء إلا للأشخاص الذين تثق بأنهم سيحفظون سرك."
"حسنا."
__________𓁹_𓁹_________
في الحاضر
نظر الجميع صوب مينا الذي كان يمتص دماء آرثر من خلال الجرح بينما علت محياهم تعابير متفاجئة حيث أبعد مينا فكه ببطء مطأطئ الرأس نابساً:
"أنا أسف... لم أستطع مقاومة رائحة دمك القوية..."
"أنت مصاص دماء ..."
أشاح مينا مناظريه مجيباً :
" أجل.. "
"أنا لا تبدو كذلك أبدا هذا حقا مفاجئ."
أنت تقرأ
زقاق فرنسا
Vampireفي كل القصص الخيالية و الروايات التي نقرأها و سمعنا عنها دائما ما ينتصر الخير على الشر ، لأن هذا ما يجب أن يحدث، فالآثام تمحوها الفضائل و الظلام ينجلي بالنور. و لكن ماذا إن كان الخير الذي لطالما آمنا به في كينونته مجرد أمل زائغ زائل زائف ؟ هل سيكون...