" حياة الأطفال عبارة عن عالم جميل مليء بالخيال و الأحلام البريئة . و بعد إنقضاء تلك الفترة تأتي التجارب لتدون حياتنا أين نتعلم القوة و الصمود أو الضعف و الهزيمة، أين نكتشف مع الوقت أن العالم الوردي الذي رأيناه يوما كان مجرد صورة هشة للغاية يمكن كسرها بمجرد أن تكشر لك الحياة عن أنيابها...
خسارتي لعائلتي جعلتني أكبر عشر سنوات دفعة واحدة تاركاً خلفي طفولتي و برائتي.. ثم جاءت تجربتي في جحر الشيطان و التي دمرت ما تبقى من تلك الصورة الهشة...__________𓁹_𓁹_________
داخل أحد عربات قطار نقل البضائع ،هناك حيث كان الأشخاص الذي ينتمون لوكر الشيطان رفقة مينا و لويس و أطفال آخرين كانوا قد اختطفوهم من مختلف زقاقات فرنسا. لويس الذي كبلت يداه بأنبوب حديدي يمر بأرضية العربة كان ينظر بحذر صوب المختطفين محاولاً التفكير بحل ناجع يخرجهم من هذه الورطة.
[ علي أن أجد حلاً بسرعة، لكن قبل أن أحلل الوضع و أفكر في خطة للهرب يجب أن أعرف نمط المختطفين و طريقة تفكيرهم كل واحد فيهم...]
و بينما كان لويس ينظر للمختطفين مفكراً ، قاطع حبل أفكاره صوت مينا القريب منه و الذي كان قد كبل برفقته قائلا:
"ماذا سنفعل الأن؟…"
نظر لويس نحو هذا الأخير ثم قال بسخط:
"لو لم تلحق بي لما حدث هذا ،لذا كفى عن التشكي و النحيب أمامي ."
مينا: أ..أنا لا أبكي!...
و بينما هما يتكلمان سمعا أنين طفل صغير لم يبدو أنه تجاوز السادسة من عمره. لكن لم يمر وقت طويل حتى وقف أحد الخاطفين الثلاثة و صار يهدده ليخرس،مع ذلك واصل الطفل البكاء، و هنا و بدون ذرة تردد ركل الخاطف الطفل الصغير على بطنه بقوة لدرجة أنه صار يتقيأ.
برؤية ذلك صرخ استشاط مينا غضباً و صرخ قائلاً:
" لما فعلت ذلك؟! انه مجرد طفل صغير!"
نظر الخاطف صوبه و ابتسم بوضاعة و رد:
"أتريد أن تعاقب بدلاً منه؟."
و قبل أن يتوجه هذا الأخير نحو مينا أوقفه صوت من الخلف نابساً:
"هذا يكفي, أنت تسبب ضجة أكثر من الأطفال أنفسهم."
نظر المعتدي بسخط مجيباً:
" ماذا تعني بكلامك يا نير؟."
كان إسم الشخص الذي أوقفه يدعى نير، و قد كان ذاته الذي لاحظ لويس في الشارع بعد هروبه وقتها حيث رفع هذا الأخير رأسه و نظر ببرود ناحية شريكه الذي يسبب الضجيج قائلاً بصوت شديد:
" قلت هذا يكفي، لا تجعلني أكرر كلامي مرتين."
نظر نير صوب مينا ثم سأله قائلاً:
أنت تقرأ
زقاق فرنسا
Vampireفي كل القصص الخيالية و الروايات التي نقرأها و سمعنا عنها دائما ما ينتصر الخير على الشر ، لأن هذا ما يجب أن يحدث، فالآثام تمحوها الفضائل و الظلام ينجلي بالنور. و لكن ماذا إن كان الخير الذي لطالما آمنا به في كينونته مجرد أمل زائغ زائل زائف ؟ هل سيكون...