الفصل الحادي عشر:- بداية النهاية

1.1K 49 181
                                    


"أنا آسف... أنا آسف جداً..."

[ أسف؟... هذا الصوت...لما يعتذر؟...]

"سامحني يا صغيري... سامحني لأني تأخرت... سامحني لأنك تعرضت لكل هذا بسببي...."

[بسببه؟... مهلاً... هذا الشيء الدافئ الذي يسقط على وجنتي...أهي دموع؟... ]

لويس الذي فتح عينيه قليلاً تجلى أمام ناظريه وجه والده الذي لطخ بالدماء، كانت دماء من فتك بهم. بينما إنهمرت من جفنيه الموصدين دموع تساقطت على وجه لويس.

[أبي ..يبكي؟...]

حرك هذا الأخير يده الصغيرة و هو طفل الرابعة محاولاً الوصول لوجه والده آملاً أن يمسح دموعه..

[ أشعر بالألم الشديد... هذا مؤلم جداً... لكن الأكثر ألماً... هو رؤية والدي هكذا... أرجوك إسمعني...أنظر إلي...أنا بخير...بخير يا أبي...]

هذا ما حاول لويس بجهد قوله لوالده لكن قوته خانته و أغمض عيناه.

و مرة أخرى، فتحها هذا الأخير، و لكن هذه المرة لم يكن وجه والده ملاقيه بل كان سقف أبيض داخل غرفة طبية موجودة داخل جحر الشيطان.

"أه...هذا الحلم مرة أخرى..."

هذا ما قاله لويس الذي كان ممدد على السرير حيث نظر ليده ليجد إبرة متصلة بمغذي.

"فقط ما الذي حدث؟...أخخ يا رأسي...أشعر بصداع شديد... "

وضع لويس يده على رأسه بينما علق قائلاً:

" بشكل غريب هناك صوت مزعج جدا يصرخ بداخل أذني قائلاً لوي لوي عدة مرات "

(مينا لو سمعه: هااااه؟! من أجل من كنت أصرخ برأيك؟! أيها الجاحد المغرور!!! ⁦>.<⁩)

"أعتقد أني أعرف صاحب الصوت..."

و بينما هو ينبس بهذا خطرت على ذهنه ملامح مينا القلقة و المرتبكة في آخر مرة رآه فيها عندما كان يقاوم أخذه في غرفة المختبر حيث قال في قرارة نفسه:

[لما...لما بدا قلقاً علي أكثر من نفسه؟... أهذه حقا طيبة؟ أنا لم أكنْ حتى جيداً معه لما عليه أن يكون بهذا اللطف معي؟ ليس هذا و حسب...]

تذكر هذا الأخير وقت خروجه من قصر آرثر و كيف أن مينا لحق به ، فكر بأن كل هذا لم يكن ليحصل لو لم يخرج من القصر أصلاً، فكم كم أن قراره كان غبياً عندما سمح لمشاعره الساخطة بالسيطرة على تصرفاته، و كيف تن فعلته هي ما أودت به و بمينا إلى هذا الجحيم...

[ ليس و كأن الهرب شيء جديد علي، في النهاية ألست من نفذت بجلدي تاركاً عائلتي و هم يلاقون منيتهم؟... ]

و هنا، تجلت داخل عقل لويس ذكريات لذلك اليوم المشؤوم، اليوم الذي خسر فيه كل شيء، حيث تذكر إبتسامة والده المريرة و هو يخبره بكلمات علقت بذهن لويس.

زقاق فرنسا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن