الفصل السابع و العشرون:- مخاوف

1.1K 44 252
                                    


داخل كل إنسان هناك عالم آخر يخفيه، فليس كل شخص يبتسم يعني أنه سعيد أفلا ربما أكثر الناس إبتسامة هم الأكثر حزناً لكنهم إختاروا مواجهة مخاوفهم بهذه الطريقة آملين بأن يبتسم لهم العالم كما فعلوا...

__________𓁹_𓁹_________

" ا..ابي ...أبي تمهل!!!لا ترحل!!!"

هذا ما صرخ به مينا وهو يحاول اللحاق بوالده الذي وراه بظهره بعد أن رمقه بنظرة مليئة مكروبة...

ركض و ركض لكنه لم يلحقه، و فجأة وجد نفسه وحيداً وسط مكان حالك الظلمة لم يعرف منه السبيل ، شعر بالخوف و الإحباط و إنطوى على نفسه مخفياً وجهه بين ذراعيه وقد شاقت نفسه لوالديه و هو يقول:

" فقط لماذا؟... لو كنت ولداً جيداً..."

و ماهي إلا لحظات حتى وصل مسمعه صوت قيل فيه:

{عش إلى يوم تلقى فيه الشخص الذي سيغير مصيرك.}

رفع مينا رأسه قليلاً متسائلاً:

"شخص يغير حياتي؟... "

{ أنت لست مجرد مصاص دماء، أنت وليد حكاية بدأت من عدة قرون لتمتد إلى العصر الذهبي معلنة عودة حقبة الحرب الدموية}

تفاجئ مينا بسماع هذه الكلمات و التي كانت أشبه بكلمات جده التي فاه بها قبل تسليم الروح ثم انتصب من مكانه صارخاً:

"من هو؟! من ذلك الشخص الذي سيحدد مصيري؟! و عن أي حرب تتحدث؟؟!"

و لكنه لم يحصل على جواب و سرعان ما استفاق من حلمه مرعوباً و جلس بسرعة لاهثاً متعرقاً و بينما ينظر ليديه المرتجفتين تذكر أحداث ما جرى في جحر الشيطان عند تحوله لوحش شنيع يفتك دون رحمة.

" سحقا !!!"

[ منذ اليوم الذي شربت فيه تلك الدماء المشؤومة وهذه الكوابيس لا تنفك تؤرقني، فقط ماذا سأفعل؟ هل علي إخبارهم؟...]

أمسك برأسه مرتجفاً مفكراً في نظرات خاطئة قد يرمق بها من قبل لويس أو آرثر و ليز، كان الخوف من أن يتم نبذه و تخلي عنه مرة أخرى لا ينفك يخالجه

[ماذا إن تخلوا عني؟ ماذا لم لم أكن في المستوى؟، هل أستحق كل هذا حقا؟...]

و بينما هو يفكر بكل ذلك تبادر إلى ذهنه لويس، كان يتذكر تصرفاته القوية و جرأته أمام الجميع ثم ابتسم بضيق شديد معرباً:

" ليتني مثله ..."

__________𓁹_𓁹_________

في اليوم التالي، داخل ثنايا القصر الملكي، ذلك القصر الذي عرف بشسع مساحته و بنائه ذو الطراز القديم المتقن رغم عصرية باقي القصور في باريس، كان آرثر واقفاً وسط مكتب فيكتوريا التي لم تلبث طويلاً لتدخل . تقدمت نحو العرش و جلست عليه ثم وضعت ساق على ساق ثم قالت:

زقاق فرنسا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن