غالبا ما يخطو الأبناء على آثار أهلهم خاصة الذين يرون فيهم القدوة الصالحة، لكن ماذا إن كانت هذه القدوة طالحة؟، ماذا إن لم يرى الطفل في والده ذاك البطل المغوار الذي يقرأ عنه في القصص الخيالية و إنما بذرة شر تنمو في الخفاء؟ هذا ما اعتقدته وقتها، هذا ما ظننته بخصوص مينا الذي عاش مع شخص اعتبره الناس كابوس القرن الواحد و العشرين، لكن الحقيقة في أعين ذلك الصبي كانت عكس ظنون الناس أجمعين.
__________𓁹_𓁹_________
-قبل بضعة سنوات-
" مينا، أنا مضطر للذهاب لمكان ما ،لذلك ستبقى مع جدك لفترة من الوقت ."
هذا ما قاله ميشيل و هو يضع يده على خد ابنه الذي نظر له بعيون مرتجفة حزينة متسائلاً:
" إلى أين ستذهب يا أبي؟، و متى ستعود أمي إلى البيت؟"
مسح ميشيل على رأس مينا قليلاً ثم رد عليه :
" أنا سوف أعيد أمك لا تقلق، ستجتمع بها مرة أخرى لذلك انتظرنا إتفقنا؟…"
كان مينا متردداً و لم يرغب مفارقة والده و لكنه لم يظهر ذلك حيث رسم على محياه خيال ابتسامة صغيرة و قال مطمئنا والده:
" سأنتظركما."
وقف ميشيل و نظر نحو فرانسيس و هو العجوز الطيب الذي إعتنى بمينا والشخص الوحيد الذي كان يثق به ميشيل ليأتمن إبنه لديه ثم أومأ برأسه وقد فعل فرانسيس المثل و قال:
" إذهب مطمئن البال، مينا في أيادي أمينة."
و بعد إلقاء نظرة أخيرة على إبنه التفت ميشيل مغادراً و قد كان ضاق صدره و اختلجت مشاعره حزناً حيث كان يدرك في قرارة نفسه أنها ربما تكون المرة الأخيرة التي يراه فيها.
[ سامحني يا مينا ، سامحني لأنك ولدت من أب مثلي…]
و فور ابتعاده قليلاً عن البيت فتح هذا الأخير عينيه القرمزيتين و اللتين اشتعلنا حقداً و كراهية مخاطباً نفسه:
[ ظننت أن كل شيء سينتهي بمجرد ترك الماضي ورائي و المضي في ذلك السبيل المشرق الذي منحته لي… لكن، تلك الآثام لا تنفك تعتقني ، تعبت من كوني مكبلاً أسيراً لخطايا الماضي لذلك، سأفعل ما كان يجب فعله قبل وقت طويل.]
أنت تقرأ
زقاق فرنسا
Vampireفي كل القصص الخيالية و الروايات التي نقرأها و سمعنا عنها دائما ما ينتصر الخير على الشر ، لأن هذا ما يجب أن يحدث، فالآثام تمحوها الفضائل و الظلام ينجلي بالنور. و لكن ماذا إن كان الخير الذي لطالما آمنا به في كينونته مجرد أمل زائغ زائل زائف ؟ هل سيكون...