« يقول جون لوك -أن الإنسان يولد و عقله صفحة بيضاء- ، و التجارب التي يعيشها هي التي تكتب شخصيته، لذلك فإن الطفل الذي ينشأ بمبدأ أو نظرة أو حتى مشاعر ما ستجد أنه من الصعب أن يغير أو يتخلص منها و هذا لأنها ترسخ في عقله على أنها حقيقة حتمية. آرثر الذي كبر و هو يكن الكره لأولفيوس هل كان مستعد ليتقبلني بينهم؟ هل كان بقادر رؤيتي بنظرة غير النظرة التي يرى بها عائلتي؟ هذا ما فكرت فيه وقتها، و لكن ما بدر منه أذهلني بصدق...»
وسط ساحة نصب فيها منصة إعدام ساد صمت رهيب و كل ما سمع لحظتها كان وقع أقدام الطفل الصغير الذي ركض صارخاً.
" بابا!!!"
مر من بين الناس و هو يصرخ مناديا والده بصوت مرتجف باكي و ما لبث أن وصل لمنصة الإعدام حتى أحكم الحراس قبضتهم عليه و هو يحدق صوت والده الذي كان جاثياً وسط المنصة و التعب و المرض يظهران بشكل جلي على محياه.
" بابا!!! دعوني!!!! أريد الذهاب إلى أبي!!! إنه بريء دعوه وشأنه!!! أرجوكم أتركوه، أتركوه!!!"
رفع الرجل الذي ناداه الطفل بكلمة أبي رأسه مطلعاً على طفله الذي جاء راجياً تخليصه نابساً:
" صغيري..."
دمع آرثر و هو ينظر للحالة التي وصل لها والده و لـ آثار الضرب و التعذيب ثم صرخ قائلاً:
"بابا! لقد جئت لأعيدك للمنزل!!! أتذكر؟ لقد وعدتني أنك ستعلمني إنتشال السيف بنفسك! أنا لم أزعج أمي و لم أهرب من دروسي و قد أثنى علي الأستاذ أيضا!!! علاماتي كانت جيدة و كنت فتى قوياً!, لذلك، دعنا نعد للمنزل معاً فأمي تنتظرنا!.
كانت نظرات الناس الذي لم يجدوا إلا الصمت مهرباً مليئة بالحسرة ، فهؤلاء اسودت وجوههم و تلومن بمزيج من ألوان اللوعة و الحزن و أولئك حنوا رؤوسهم دامعين على المصير القاسي الذي آل له رجل بطيبة و صدق غيلبرت. رجل أشبه ببصيص الأمل قدر له أن يتواجد في وكر وحوش ماكرة قادته لمنصة الإعدام وهو بريء.
رسم غيلبرت إبتسامة صغيرة على محياه في حين تابع آرثر و الدموع تنهمر من عينيه:
" لا تخف! لا تخف فالعدالة ستتحقق أنت من علمتني أن العدالة لا تظلم الأبرياء و أنت بريء !."
أنت تقرأ
زقاق فرنسا
Vampireفي كل القصص الخيالية و الروايات التي نقرأها و سمعنا عنها دائما ما ينتصر الخير على الشر ، لأن هذا ما يجب أن يحدث، فالآثام تمحوها الفضائل و الظلام ينجلي بالنور. و لكن ماذا إن كان الخير الذي لطالما آمنا به في كينونته مجرد أمل زائغ زائل زائف ؟ هل سيكون...