في أحد المناطق البعيدة وسط جبال مدينة باريس، تحديداً قرب أحد المنازل هناك، وقف نير و هو يمعن النظر في هذا البيت الذي لم يعمر سنين عددا.
[ مر وقت طويل مذ أتيت إلى هنا..]
أغمض هذا الأخير جفنيه قليلاً مستذكراً بعض وقائع جحر الشيطان خاصة تلك التي تخص مينا و لحظة تحوله لتلك الهيئة المرعبة، ثم تذكر شيئاً يخص فترة من الماضي عن رجل ذو عيون قرمزية مهيبة تقشعر لرؤيتها الأبدان و ترتجف من رعبها الأذهان ، رجل ذو شعر حالك السواد وقف وحيداً وسط عشرات الجثث التي مزقتها مخالبه و أنيابه التي لم تعرف طعم الرحمة.
[ لقد وجدت مبتغاك أيها الزعيم.]
هذا ما قاله نير و هو غارق في التفكير ليلامس مسعمه صوت لطيف جاء خلفه قائلاً:
"هل أنت هو المدعو نير؟"
نظر نير صوب الصوت و إذ بـ ليز دي ماريان تقف أمامه مبتسمة، برؤيتها صمت هذا الأخير لعدة ثواني ثم تنهد بسخط قائلاً:
" أقترح أن تنام بوقت فراغك، ماكس."
تفاجئ ماكس الذي كان متقناً تنكره بهيئة ليز و قال بصخب:
" فقط كيف عرفتني؟! لقد قضيت عشر ساعات كاملة مع هذا التنكر و حتى الصوت قلدته جيداً هذا ليس عدلاً!."
" حسناً لا أخفي عليك قولاً فالتنكر كفتاة حقاً يليق بك نظراً لجسدك الهزيل~"
اغتاظ ماكس من كلمات نير الساخرة و التي كانت أشبه بالذم على كونها مدح و قال ممتعضاً:
" إذا لم تتوقف عن السخرية سأغضب حقاً."
ابتسم نير قليلاً ثم أردف:
" لكنك أبليت حسناً في آخر مهمة لدرجة أن الكيميرا بحد ذاته يعترف بجهودك."
سماع ذلك جعل من أعين ماكس تبشر و تتلالأ فرحاً ليقول و قد ملأ الحماس قلبه:
" هل حقاً مدحني الكيميرا؟؟؟؟"
" قلت اعترف لم يمدح."
" أريد سماع ذلك بنفسي! هذا ليس بعادل لما أنت الوحيد الذي تستطيع مقابلته شخصياً؟ ، أخبرني كيف يبدو؟ أهو رجل أو إمرأة؟ أهو بشري أم مصاص دماء مثلك؟"
أنت تقرأ
زقاق فرنسا
Vampireفي كل القصص الخيالية و الروايات التي نقرأها و سمعنا عنها دائما ما ينتصر الخير على الشر ، لأن هذا ما يجب أن يحدث، فالآثام تمحوها الفضائل و الظلام ينجلي بالنور. و لكن ماذا إن كان الخير الذي لطالما آمنا به في كينونته مجرد أمل زائغ زائل زائف ؟ هل سيكون...