الفصل الثامن :- يأس الجحر

1.1K 49 126
                                    


داخل المصعد المتجه نحو مخرج الجحر، غاص أحدهم في ذكرياته مستذكراً صوتاً مريحاً منادياً قائلاً:

"نير...هذا هو مينا، إنه طفلي يا نير."

نظر نير الذي كان لا يزال يبدو كمراهق لم يبلغ سن شبابه مستغرباً لـلطفل الرضيع الذي يدعى مينا ثم علق ساخراً:

"هيه~ من قد يصدق أن ميشيل ماغيره صار أب."

ابتسم ميشيل قليلاً ثم رد على نير قائلاً:

"ليس هناك شيء يبقى على حاله فـ حتى أكثر الأشخاص سوءاً بإمكانهم أن يتغيروا يا نير ، أنا أيضا لم يخطر لي يوماً أني سأحظى بعائلة و طفل لطيف سيدعوني أبي يوما..."

نير: أتعني أنك كنت بقادر التغير؟

نظر ميشيل صوب مينا الذي كان يستبشر ضاحكاً لوالده و أردف:

" أجل، و أنت أيضاً بقادر التغير يا نير فـسواء كنا مصاصي دماء أم بشراً هذا ليس مهم، طالما لدينا أشخاص يحبوننا و بحاجتنا، أشخاص يتقبلوننا و يفهموننا فهذا كافي لنكون أفضل ... أتمنى حقا أن يأتي يوم تجد فيه أشخاص كهؤلاء يا نير."

بينما قال ذلك، ابتسم ميشيل ابتسامة طيبة لم يسبق لنير أن لمح شبيهتها على محياه ما جعله يكتفي بالصمت رغم أن ما كان بداخله ينافي ما نبس به ميشيل..

[ هراء... كل هذا مجرد كلام فارغ لا معنى له ... هؤلاء الأشخاص الذين تحدث عنهم مجرد منافقين مزيفين هم بمخفين حقيقتهم البشعة خلف هذه المبادئ السخيفة. في هذا العالم ، لا وجود للأبطال الخارقين و الا لما اضطريت انا و اختي لتحمل ويلات الإملاق المدقع و التجارب اللعينة؟ أين كان أولئك الأبطال وقتها؟]

هذا ما قاله نير في قرارة نفسه، حيث أن فلسفة الأبطال لم تكن تروقه و بالنسبة له فإن:-

"الأشخاص المثاليين الذين يتظاهرون بكونهم دعاة الخير وبذرة الأمل هم أكثر الأشخاص الذين أحتقر كل نفس يتنفسونه و جل ما أبتغيه هو إظهار حقيقتهم الأنانية اللعينة البشعة ..."

فتح هذا الأخير عينيه بينما تيتذكر أحداث ما جرى داخل القطار عندما تناسى مينا نفسه محاولاً استرجاع الخنجر من أجل لويس و عندما تخلى لويس عن اخر أمل نجاة من أجل مينا.

[ رغم ذلك...ذاكما الولدين... أنّى لهما أن يكونا بتلك السذاجة؟. لا، بل هل حقا لا يزال هناك أشخاص في هذا العالم يفكرون بمثل هذا الضعف؟.]

خرج نير من المصعد الذي عاود النزول للأسفل بينما مشى قائلا بابتسامة:

[ تمنيت أن أستمتع أكثر برؤية ما ستفعلانه~ لذا لا تخيبا ظني و حاولا النجاة يا مينا و لويس. ]

زقاق فرنسا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن