وسط جو ساده الصمت، تبادل كل من لويس و مارسيل النظرات و قد حملت زرقة عينيهما الكثير من المفاجئات حيث أظهر لويس قلقاً وريبة واضحة تجاه الأمير الذي ظهر لـ يفاجئه بالحقيقة ثم إبتسم بتريث قائلا بنبرة يطغى عليها الهدوء:
" أعتقد أن هناك خطأ ما يا سمو الأمير ألست تشّهبني بشخص آخر؟"
"إيه؟ أهو كذلك؟"
"أجل، لذلك أستميحك عذراً فحضرته و سموها بانتظاري."
أمال مارسيل رأسه مستغرباً ثم تسائل:
"ترى هل قضى الأمير الحقيقي نحبه في روسيا مع عائلته؟."
بسماع ذلك رمق لويس هذا الأخير بنظرات مليئة بالغضب ليردف مارسيل قائلاً:
" أنا أعرف كل شيء يا لويس لذلك كفى عن التظاهر بالغباء و دعنا نتكلم بروية فما سأقوله يصب في مصلحتك أيضاً."
رد عليه لويس بصوت شديد:
" من أحاطك علماً بمصاب عائلتي؟، و ما الذي تساله مني بالضبط؟"
برؤية ملامحه القاسية رسم مارسيل إبتسامة منتعشة على وجهه و قال:
" أخيراً أظهرت الوجه الذي أبتغي رؤيته، أنا أعلم جيداً مبتغاك و رغبتك في استعادة عرش عائلتك و حقها الضائع."
" هذا ليس بجواب لأسئلتي."
" جواب سؤالك ستعرفه مع الوقت فمن اليوم و صاعداً سيكون لنا الكثير من الأوقات التي تجمعنا و المصالح التي تربطنا."
" فقط ما الذي ترمي إليه؟."
" باختصار، أنا ألتمس منك الحليف القوي لا العدو المبين، سأمد لك يد العون و إن تآزر كلانا فإن سحق مخططات الملكة سيغدو أكثر يسراً."
ضحك لويس ساخراً من كلام مارسيل ثم قال:
" أتريدني أن أصدق أنك ستترك جانب والدتك و جميع من حولك و تقف بصفي ؟، هل أبدو لك صبياً مغفلاً لهذه الدرجة؟."
ضحك مارسيل مجارياً سخرية لويس ثم قال:
" لو كنت أراك كذلك لما كلفت نفسي عناء رؤيتك حتى، ثم أني لا أبتغي إقناعك و لا جعلك تثق بي ، أنت ستستغلني و أنا سأستغلك هذا مقصدي من كلامي، و إعلم أني لا أثبت نفسي بالأقوال بل بالأفعال أنا فقط أردت أن أحيطك علماً بمبتغاي و بك أو بدونك أنا لن أترك والدتي على عرش المملكة أبداً."
أنت تقرأ
زقاق فرنسا
Про вампировفي كل القصص الخيالية و الروايات التي نقرأها و سمعنا عنها دائما ما ينتصر الخير على الشر ، لأن هذا ما يجب أن يحدث، فالآثام تمحوها الفضائل و الظلام ينجلي بالنور. و لكن ماذا إن كان الخير الذي لطالما آمنا به في كينونته مجرد أمل زائغ زائل زائف ؟ هل سيكون...