الفصل الرابع:- إختطاف

1.5K 69 285
                                    


   
حقا …لمن السهل علينا أجمعين أن نأخذ إنطباع معين عن شخص عرفناه و لو مذ حين، كم هو سهل أن نحكم عليه أو نقيمه حسب مبادئنا و ما تعلمناه و عشناه، لكن الأصعب…هو أن نحاول فهمه، فالإنسان بطبيعته يميل لما هو أكثر يسراً عليه.
ألا ربما تعترضنا مواقف نجرح فيها من حولنا بما نراه بنظرنا صواباً دون التفكير في موقف الطرف الآخر من الأمر . دون محاولة فهم مشاعره و أحساسيه… أثناء كتابتي لهذه الكلمات لا يسعني إلا تذكر ذلك اليوم. اليوم الذي كان مهاداً لجحيم كان الأسوأ في حياتي…

__________𓁹_𓁹_________

في تلك الأمسية كان المطر  يهطل بغزارة رغم أن الجو كان مشرقا و جميلا في الصباح فقط،   كان لويس الذي أدرك حقيقة الشخصيات التي آوته و عالجت جراحه ينظر لزخات المطر المطر من نافذة الغرفة التي منحت له بنظرات ملئها الحزن و هو يستذكر لحظات أليمة أبت أن تفارق عقله . في هذه الأثناء، قاطع ذلك الصمت الذي ساد غرفته صوت طرق على الباب و إذا بصوت شابة تقول:

" أنا الممرضة التي كلفت بالإهتمام بجراحك، هل لي بالدخول؟."

و فورما منحها لويس إذن الدخول دخلت و هي تحمل بعض الأدوية و الضمادات قائلة:

"أسفة على إزعاجك لكن جروحك تحتاج للعناية لتشفى."

أثناء قيامها بتغيير الضماد الذي على رأسه بقيت تتأمل شعره الذهبي الطويل الذي إنساب على رقبته بخفة و عبرت قائلة:

"شعرك…إنه آية في الجمال…"

"أوه حقا؟."

" أتريد أن أربطه لك بما أني إنتهيت؟"

" أجل من فضلك."

"سأحرص على ربطه بأجمل طريقة!._

[تبدو متحمسة للعبث بشعري أكثر من تضميد جراحي. لكنها فرصتي...]

و هنا نبس لويس قائلاً:

" لدي سؤال لك."

"نعم؟."

"هل تعملين هنا منذ وقت طويل؟."

" يمكنك قول ذلك، انتقلت للعمل هنا كممرضة مساعدة بعد فترة قصيرة من زواج حضرة الجنرال مع سموها."

" فهمت … فرنسا حقاً مملكة جميلة أتسائل كيف يحتفلون بالكريسمس هنا. هل حضرته و سموها إحتفلا مع بعضهما هنا أو ذهبا للقصر الملكي؟."

زقاق فرنسا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن