قال نورمان شوراتسكوف ليست الشجاعة هي عدم الإحساس بالخوف ، الشجاعة الحقيقية هي أن تشعر بالخوف ، ولكن لا يمنعك ذلك من المضي قُدما في طريقك والقيام بعملك على أية حال. مأدبة الإعلان لا أنكر أني شعرت بالخوف الشديد من مواجهة الجميع يومها، من مواجهة شعبي و من مواجهة قاتلة عائلتي و حاكمة عرشي ، شعرت بالخوف من الاستسلام لنار غيظي ومن التسبب بالضرر لمن أواني، مع ذلك وقفت، وقفت أمامها و أمامهم أجمعين برأس مرفوع معلنا بدايتي بينهم .لكن، بعد ماحدث في تلك اللحظة أدركت خوفاً جديداً ألا و هو الخوف من الحقيقة، الحقيقة التي هربت منها حاملاً في قلبي آمالاً اتضح أنها مجرد سراب حلم جميل…__________𓁹_𓁹_________
بقيت أعين الناس منتصبة في الصورة و قد اعتراهم الفضول في حين أصاب لويس هلع شديد و هو يرى عائلته أنام عينيه بينما نظر كل من ليز و مارسيل صوب فيكتوريا مستفسرين ما تبتغي فعله و ما هي إلا لحظات حتى قالت:
" أعلم أنكم جميعاً تتسائلون عن سبب عرضي لهذه الصورة و على الأغلب جميعكم تعرفون من يكونون، و ما أعلنه الآن هو أمر يخصهم."
ارتبكت الوجوه و تأرجحت الأفكار السلبية في عقول الجموع و في هذه اللحظات الصارمة كان التكهن بما ستفوه به فيكتوريا ضرباً من المحال ، و سواء الذين حضروا الحدث شخصياً أو أولئك الذين تابعوه من وراء شاشات التلفاز أو في بث مباشر على مواقع التواصل الإجتماعي جميعهم اتفقوا على التخوف من توقع واحد ألا و هو « إعلان عودة العائلة الملكية» ، لكن سرعان ما تبددت هذه المخاوف و تلاشت وسط عاصفة الخبر الذي عصفت به فيكتوريا بقولها:
" كما تعلمون بعد أن تسلمت دي ماريان حكم المملكة بموجب إتفاقية مع الملك السابق الذي توارى عن الأنظار، غادر ولي العهد رفقة زوجته و اخته المملكة إلى مكان مجهول، و قد تبين أنهم كانوا متواجدين بروسيا و مع الأسف قبل قرابة الشهرين من الآن تم إغتيالهم أجمعين من طرف أشخاص مجهولي الهوية في مكان إقامتهم و حرق جثثهم ."
ملئت الدهشة و الذهول وجوه الحضور أجمعين في حين فتح لويس عينيه على مصراعيها بينما يسمع فيكتوريا التي أردفت:
أنت تقرأ
زقاق فرنسا
Vampireفي كل القصص الخيالية و الروايات التي نقرأها و سمعنا عنها دائما ما ينتصر الخير على الشر ، لأن هذا ما يجب أن يحدث، فالآثام تمحوها الفضائل و الظلام ينجلي بالنور. و لكن ماذا إن كان الخير الذي لطالما آمنا به في كينونته مجرد أمل زائغ زائل زائف ؟ هل سيكون...