الفصل الواحد و الأربعين:شروق الشمس

951 36 450
                                    

-قبل عدة سنوات في جحر الشيطان-

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

-قبل عدة سنوات في جحر الشيطان-

"فقط لماذا؟ لماذا تفعلون هذا بنا؟، ما الذي فعلناه لنستحق منكم كل هذا؟، ما ذنبنا لتشركونا في تجارب مؤلمة كهذه؟!"

  [ هذا ما صرخت به هناك، وسط ذلك المكان الأبيض المليء بالآلات المخيفة ،منها ما يخز الجسم ليختلط الدم بتلك المواد الكيماوية المحرقة و منها ما يوضع على الرأس و يصعقه بموجات تجعلك تتمنى الجنون على جعل عقلك يتقبل ذلك الألم و منها ما يمزق الجسد ليترك فيك آثاراً لا يشفيها الزمن ]

أحد العلماء: إنهم تجارب فاشلة و لا يمكن لأجسادهم تحمل ما سيحصل لذا امسحوا كل ذكرياتهم و اجعلوهم حراس.

[ هذا ما قاله ذلك العالم بكل دم بارد، شغلوا تلك الألات المؤلمة و بدأت أصوات الصراخ تتصاعد من حولي، أصدقائي الذين لطالما تشاركت معهم كل شيء ألم الشوارع و بأس الفقر و الجوع كانوا يطلقون صيحات تمزق نياط القلوب و أنا أنظر لهم بنظرات مرتعبة مترقباً دوري القادم لا محالة….]

   هذا ما فكر فيه ديفيد الذي لم يبلغ وقتها حتى العاشرة من عمره بينما ينظر لأصدقائه بحسرة و الدموع تملأ عينيه و قد فقد اليأس من مصيره المحتوم…

[ حياتي لم تكن يوماً نعيماً، كان أبي يدخل في كل ليلة ثملاً إلى البيت و يبرحني أنا و أمي ضرباً ، فوق الألم الذي تحملناه منه لم نجد حتى ما يشبع بطوننا فاضطررت للعمل من أجل لقمة آكلها أنا و أمي و لكن كل شي تغير في تلك الليلة…]

   تذكر ديفيد مشهد لوالدته و هي تقف بصدمة حاملة بيدها خشبة ملأت الدماء أطرافها بينما زوجها ملقى على الأرض بسبب ضربة تلقاها على رأسه، ديفيد الذي كان بوضع مزري من الضرب بقي متيبساً في مكانه لا يعرف ما يفعله

[ وقتها عرف والدي بأمر عملي و لأني صرفت كل النقود على الطعام الذي نأكله أنا و أمي لم يتردد في ضربي بقسوة دون أن يرف له جفن و كمحاولة من أمي للدفاع عني أمسكت بخشبة مكسورة و ضربته على رأسه، لا أعلم إن مات أو لا، فبعد ما حدث أمسكت أمي بيدي و أخرجتني من المنزل ، كانت تريد إنقاذي ظناً منها أن والدي مات و لكن و بينما نركض واجهنا مجموعة من الرجال الملثمين ، ظننتهم بالبداية لصوصاً لكنهم كانوا أسوء من كل ظنوني، حاولت أمي حمايتي لكن … و بطلقة واحدة في رأسها أرديت قتيلة، بدأ هؤلاء الأوغاد بسحبي تاركين جثتها على الأرض و بينما أنا أصرخ و أبكي محاولاً الوصول اليها و من هنا بدأت قصة وصولي إلى هنا.]

زقاق فرنسا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن