للإنسان عدة وجوه، منهم من يتزين بوجه الطيبة و الفرح ليخفي ضعفه و عجزه، و منهم من يتزين بالقسوة ظناً منه أنه يحمي نفسه، عند سماعنا لهذا الكلام سيخطر على بالنا مصطلح واحد وهو «التصنع»، إذاً هل هذا يعني أن كل البشر متنعون؟، أليست ظروف الحياة والمعاملات التي يفضلها الناس هي من تجعل من الشخص منافقاً حتى قبل أن يدرك ذلك ؟، من منا لا يحب ذلك المتملق الكاذب أو ذلك البريء المستعطف؟، قبل أن نفكر في كون هذا الشخص متصنعاً فلنفكر ألف مرة في السبب الذي جعله هكذا.
__________𓁹_𓁹_________
في ذلك الزقاق الذي بدأ منه كل شيء هاهو ذا مينا يكشف عن حقيقته منقذاً لويس
نظر الأولاد الثلاثة بصدمة لهذا الأخير الذي اتخذ هيئة مرعبة جداً كونهم لا يرون مصاصي الدماء إلا نادراً حيث ترك الصبي الذي كان ينوي ضرب لويس العصا التي كانت بيده متراجعاً وهو يقول لـ مينا :
" لهذا السبب كنت دائماً ما تفوز بالشجارات؟... تبين في النهاية أنك مجرد فتى ملعون من أولئك المخلوقات الغريبة!!!"
هرب ثلاثتهم متخوفين من مينا في حين وقف لويس باعتدال و قد حمل في محياه نظرات جدية رمق بها مينا الذي رفع رأسه نحوه محاولاً رسم ابتسامة صغيرة على وجهه قائلاً بصوت متعلثم مرتبك:" ك..كما ترى هذه حقيقتي،كنت سأخبرك في الوقت المناسب، ف...فتلك المرأة كانت مصاصة دماء و خشيت أن معرفتك حقيقتي ستذكرك بها..."
ضيق لويس عينيه بانزعاج في حين أردف مينا و هو يبتسم بتوتر:
" أنا أسف... دعنا نعد إلى المنز_
ما لبث أن أنهى كلامه حتى قاطعه لويس بسخط قائلاً:
"كفى عن تلافي فعلك بالحجج أنت لم تخفي الحقيقة لخشيتك علي من تذكر روز بل ما خشيت منه حقاً كان النظرات التي سأرمقك بها عند معرفتي للأمر، فقط إلى متى تنوي تمثيل دور المغفل هكذا؟."
" ايه؟..."
" إلى كم من الوقت ستتظاهر بكونك حملاً وديعاً أمامنا؟، هل اعتقدت أني غبي لدرجة ألا ألاحظ تصنعك و ابتساماتك المزيفة؟."
أنت تقرأ
زقاق فرنسا
Ma cà rồngفي كل القصص الخيالية و الروايات التي نقرأها و سمعنا عنها دائما ما ينتصر الخير على الشر ، لأن هذا ما يجب أن يحدث، فالآثام تمحوها الفضائل و الظلام ينجلي بالنور. و لكن ماذا إن كان الخير الذي لطالما آمنا به في كينونته مجرد أمل زائغ زائل زائف ؟ هل سيكون...