بارت 52

17 4 2
                                    

كانت تسجد و تتضرع الي الله ربها
و تبكي بحرقه و تناجيه : يا كريم يا الله أحمي أحمد يا رب و بلاش يموت يا رب انا عارفه يا رب أنه رخم وبيضايقني بس مش عاوزاه يموت يا رب يقوم
يقطع توسلاتها للخالق صوت بكاء خالتها فتنظر لها و تقترب منها و تضع يدها علي وجنتيها لتمسح دموعها ثم عانقتها بحنان
هبه : هيقوم يا خالتو انا واثقه في ربنا و في أحمد أنه هيقوم
سعاد بأنكسار : و نعم بالله
هبه : أنا أسفه
ابتعدت سعاد عنها و نظرت لها بحنان
سعاد : دا قدر و مكتوب أنتي ملكيش دخل فيه متحمليش نفسك المسؤوليه كل الي في ايدينا ندعيله و ربنا قادر يقومه بالسلامه
هبه بابتسامه حزينه : يا رب يا خالتو

******
لم يكن في مقدرتهم شئ لفعله لذلك تفرقوا فوليد اصطحب زوجته و والدته للبيت و لكن سامح قرر البقاء مع ابنته و خالتها و ايضا هند رفضت العوده مع زوجها و ابنتها لتظل بجانب سعاد

****
ظلوا الليل بأكمله خارج غرفه العنايه التي يرقد بها أحمد بعد أن عادوا من المسجد .
ساعات مرت كالسنوات حتي اتي الصباح ليعلن عن بدايه يوم جديد و كانت المفاجأه بزياره أسلام و والدته
أقتربت حنان من هند و عانقتها و وقفت امام سعاد و قالت بقلب ملئ بالايمان : استودعي ابنك عند ربنا و ثقي في ربنا انه هيرجعلك ابنك شافي معافي ان شاء الله
سعاد بحزن : و نعم بالله
لم يسأل أحد عن هويه هذه الغريبه فشعرت هند بالارتياح فهي لأ تدري كيف تعرفهم عليها أتقول هذه زوجة زوجي ؟! أبعدت هند هذه الافكار عن زهنها و عادت للواقع القاسي متمنيه أن يعود أحمد لهم ليرتاح قلبها و قلب والدته المفطور
مر اليوم مثل سابقه و في اليوم التالي و للمره الاولي التي يخرج بها الطبيب من الغرفه مبتسما و أخبرهم انه تخطي مرحله الخطر و لكنه لم يستيقظ فسوف ينقلوه لغرفه أخري حتي يتمكنوا من البقاء معه
هلهلت وجوههم جميعا بالسعاده و أطلقوا العنان لدموع الفرحه لتكون نهايه الحزن
ابت سعاد أن تري ابنها فذهبت بسرعه للمسجد و سجدت شكرا لربها الكريم لأنه لم يخزلها و أعاد ابنها لها
مرت أربعه ايام و أحمد في الغرفه لم يستيقظ بعد كان هذا يقتل في قلب سعاد و لكن الاطباء كانوا يطمأنوها أنه نائم و سيسيقظ في اي لحظه و منذ اليوم الذي انتقل فيه الي الغرفه العاديه كانوا يتناوبون واحدا تلو الاخر للبقاء معه و عدم تركه وحيدا

*****
كان عادل يزورهم في المستشفي يوميا و اخيرا استطاع ان يطلب من سعاد أن يتحدث معها و بالفعل تمت المحادثة
عادل : الدكتور قال اي أحمد بقاله 4 ايام في غيبوبه
سعاد بنهي : مش غيبوبه هو نايم
عادل بتصنع الحزن : قصدي نايم متزعليش مني يا سعاد اصل دماغي مشغوله في حاجات كتير
سعاد بتسأل : في اي
عادل : الشركه واقفه و الشغل كلوا واقف و في ورق كتير محتاج امضه أحمد و المستثمرين سمعوا ان أحمد عمل حادثة و بيهددوا يسحبوا استثمارتهم
سعاد بخضه : لي دا كلو و انت فين يا عادل مش أنت موجود
عادل بأنكسار : ايوه انا موجود لكن مليش سلطه
سعاد : ازاي
عادل : أحمد هو المدير التنفيذي و لازم كل الأوامر يمضي عليها
سعاد : كل المصايب بتيجي ورا بعضها أعمل اي بس يا ربي
عادل بخبث : بس لو
سعاد بتسرع : لو اي ؟
عادل : يعني لو بتثقي فيا تعمليلي توكيل أني أدير الشركه لحد ما أحمد يقوم بالسلامه و
سعاد مقاطعه : لو اي يا عادل أكيد بثق فيك
عادل : انا محضر التوكيل أهوه أمضي عليه و انا هروح اتصرف مع المستثمرين الطماعين دول
بالفعل أخدت سعاد الملف و أمضت عليه بدون أن تقرأه أو تعلم ما به
حاول عادل ألا يكون واضحا لذلك بعد أن انهت سعاد الامضاء استأذن و خرج بسرعه من المستشفي ليضحك ضحكه انتصار
أتصل بسرعه علي سكرتيرته
عادل : القمر الحلو فين ؟
سالي بضيق : في البيت طبعا هكون فين
عادل : طب يلا يا جميل ننزل علي الشغل عشان بليل هخرجك خروجه العمر
سالي بأستفهام : شغل اي
عادل بضحك : تؤ تؤ يا سوسو دانا متعود عليكي ذكيه و لماحه
سالي بتفكير : الشركه ؟
عادل : اه يا سكرتيره المدير التنفيذي عادل عبدالله
سالي بسعاده : بجد لأ بجد انا هلبس حالا

******
ذهب وليد للمستشفي و أخد هبه لتبقي مع أحمد و يعيد سعاد للمنزل كي ترتاح
سعاد : بجد يا وليد أنا زعلانه عشانك و حاسه بالذنب ناحيتك انت و مراتك
وليد باستغراب : لي بس ؟
سعاد : مكملتش أسبوع علي فرحك و كل يوم رايح جاي من المستشفي حتي كمان شهر العسل لغيتوه
وليد بحنان : شهر عسل اي و أخويا و جوز أختي في المستشفي
سعاد بابتسامه : ربنا يخليك يا بني و يقدرني أرد جميلك
هبه و هي تتابع حديثهم الحميمي و علي وجهها علامات أستغراب : و أنا كمان عاوزه جميل
وليد : جميل مين مش فاهم ؟
هبه : أنت خالتو بتقولك هتردلك الجميل عشان بتيجي كل يوم توصلنا بس طب و الي بتقعد كل يوم جنب أستاذ أحمد دي ملهاش جميل
سعاد بابتسامه : أكيد ليكي يا عيون خالتك
وليد بأستغراب : هي دي هبه الي من يومين كانت بتعيط و تقول انا السبب يا ريتني كنت مكانك يا أحمد
سعاد : تصدق فعلا
هبه بضيق : علي فكرا انا لسه حاسه بالذنب انا كنت بهزر
أسقطت دمعه من عينها مما جعل وليد يشعر بالندم من مضايقته لها
أقتربت سعاد منها و قبلت رأسها
سعاد : و لا ندم و لا حاجه المهم أن أحمد بخير
هبه و قد شرعت في البكاء : بس لسه مقامش و مش عارفين هيصحي أمتي
أقترب وليد منهم و وضع يده علي كتف أخته
وليد : مكنتش أعرف انك قموصه كدا
هبه و هي تبتعد عنهم و تمسح دموعها : يلا أمشوا عشان عاوزه أقول لأحمد كلمه سر
وليد بضحك : أنتي يا بنتي عندك انفصام في الشخصيه
هبه : اه مهو وراثه
وليد : ننينينيي لذيذه
غادروا و تركوا هبه في الغرفه مع أحمد جلست جانبه و كانت تراقبه في صمت و قطع شرودها دخول الطبيب و الممرضه
الطبيب بعد أن أنهي فحصه السريع : كل مؤشراته الحيوية تمام المفروض يكون صاحي دلوقتي
الممرضه : تفتكر يا دكتور هو الي مش عاوز يقوم
الطبيب : ممكن فعلا يكون السبب نفسي
هبه بصدمه : قصدك يا دكتور انه بيدلع
الطبيب بأبتسامه من صدمه هبه : أكيد لأ بس الأكيد أنه هيقوم قريب جدا ان شاء الله
هبه بسعاده : تمام يا دكتور
الطبيب للمرضه : كل ساعتين تعالي اتأكدي من حالته و لما يقوم بلغيني
الممرضه : حاضر يا دكتور
غادروا الغرفه و تركوا هبه مجددا بمفردها مع أحمد و هذه المره جلست بالقرب منه علي أحدي طرفي السرير و أمسكت يده
هبه : علي فكرا الدكتور قال أنك بتدلع لأ هو مقلهاش بالضبط بس انا شوفتها في عنيه يلا بقا قوم بطل رخامه اصلا أنا عيط كتير بسببك ،أوعي تفتكر أني عيط عشان بحبك و لا حاجه أنا عيط بس عشان خالتو لو أنت مت هتبقي لوحدها و كمان أنا أفضل أكون مطلقه أحسن من أرمله ياااا ماما أرمله كلمه كبيره اوي قوم ياض لأما هجرب فيك مهاراتي الطبية و أشرحك
لا أجابه
تنهدت ببطئ و ضغطت علي يديه و عادت لتحدثة مجددا
هبه : عارف أنا أسفه أنت لو قومت أنا وعد مش هغلس عليك تاني و هسمع كلامك في كل حاجه أنت هتقولها و مش هقول عليك بارد و لا رخم و لا اي حاجه
أحمد بوهن : بجد ؟

لنبحث عن ذاتك معا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن