الجزء 44

33.1K 615 113
                                    

-
~ وسط أحد سيارات الإسعاف
كانت جالسه عن يمينه ويدّها تضغط على جرحه اللي كان قريب من صدره تحاول توقف نزيفه ، لأول مره تحس بالضعف لأول مره تكون ضعيفه بهالشكل ، رفعت يدّها تمسح دمعتها بعنف ورجعت تضغط على جرحه بدون إهتمام لدموعها اللي تغلبّها بهاللحظه ، رفعت نظرها للمُمرض اللي كان يضغط على بالونة جهاز ريسفوار يحاول يوصل الأكسجين لرئتيه ، زفرت بغضب وتمتمت بقل صبّر للمُسعف قدامها ؛ تصرف سوي أي شيء ! لاتضغط على هذا وبس !
رفع حواجبه بذهول ناحيتها مذهول منها ومن الطريقة اللي تتكلم فيها ؛ ما اقدر أتدخل اي تدخل طبي بدون مستشفى وهذا اللي اقدر اسويه الحين !
رمت الشاش اللي تبدل لونها من الابيض للأحمر من الدم الكثير اللي ينهمر وبدلتها بأخرى جديدة ونطقت بغضب بينما هي تضغط عليه ؛ مين وظفك أنت ؟ شهادتك اخذتها بدون مجهود ؟ ماتدربت قبل تجيني هنا !
زفرت بغضب لأنه لازال ساكت وبدون حراك فقط يضغط على بالونة الأكسجين ؛ ياهوه ! اكـلمــك أنـــا !!!
صوت سُعال تسمعه بهاللحظه صوت هي أنصدمت منه وعرفت مصدره واخيرًا من تحرك هو اثر سُعاله ، نزلت نظرها المذهول ناحيته بذات الوقت اللي نطق هو فيه بصوته المتحشرج والمُتعب ؛ حتى وانا بموت ماتركتِ الرجال بحالة ؟
ظلت لثواني تحاول تستوعبّه ، تستوعب بأنه يتكلم معها الحين ، عضت شفتها بغضب وضربت صدره بعدما أدركت اللي هي فيه ، وتمتمت بعدها تحاول تتدارك وضعها ؛ حتى وأنت بتموت تستخف دمك ؟
ضحك بألم وثبت يدّه فوق يدّها ؛ اضغطي زين دمي راح
رمشت بذهول وضغطت بقوه على الشاش بيدّها لحد ماسمعت صرخته وسحبت يدّها منه ورجعت ظهرها للخلف ، ونطقت بغيض ؛ وقف النزيف بنفسك ! طرار ويتشرط
كل هذا حصل تحت نظرات الأستغراب من المُمرض قدامهم مايعرف الشيء العجيب اللي يجمعهم للدرجة هذي للدرجة اللي يتكلمون فيها براحة جدًا كبيره وكأنها قريبته اخته او زوجته
أبتسم نايف غصبّ من أنظارها له وكيف تشمق له وتصد بعدها ؛ لو تكفيّن هالنظرات عني وتضغطين على جرحي نزيفه زاد
زمت شفايفها لوهله وأعتدلت بجلستها تبدل الشاشة بأخرى ؛ دمك مايخلص !
أبتسم هو وسط ألمه مع كل مره يبتسم فيها وثبت يدّه تحت راسه عشان تكون واضحة له أكثر ؛ إذا خلّص أموت ترضين ؟
نزلت نظرها لوسط عينه ورجعت تضغط على الشاش ؛ إيه ارضى أنتظر هاللحظه على أحر من الجمر !
رفع حواجبه بذهول وسط مبسمة الساخر ووسط ألمه من ضغطها ؛ تراني أشعر وأحس قبل وبعد ما أغمى علي
عضت شفتها لثواني من عرفت مقصدّه ، بأنه حس فيها وهي تنادي بأسمه وشَعر بلمساتها ، بلعت ريقها بربكه وشتتت نظرها عنّه ، سرعان مازفّرت بقوه وبراحة عظيمه من وقفت سيارة الإسعاف دليل وصولهم ...
-
~بيت عبدالرحمٰن ، الساعه ٩
ضحكت تولين بصوت عالي وثبتت المخدّة بعدها بحضنها ، ونطقت بحماس لهتان اللي كانت تسولف لها ؛ ايوه وبعدين كيف رجعتِ له ؟
تنهدت هتان لثواني ورجعت ظهرها للخلف ، ونطقت وهي تلف بنظرها لبسام ؛ اوهوه هذي لحالها تحتاج جلسة ثانيه بسام حكيها
هز راسه بالنفي ونطق وأنظاره ما أنزاحت عنها ؛ لا إنتِ تسردين بشكل أفضل
أبتسمت بخجل ولفت بعدها لتولين تسرد لها اللي صار بالتفصيل المُمل ، عضت تولين شفتها لثواني من منظر أخوها قدّامها ، كيف كان جالس بالكنبه المُنفرده جنب هتان اللي تتشارك مع تولين بنفس الكنبه ، كيف كانت يدّه مرتكيه على ذراع الكنبه ومثبتها على وجنته وأنظاره عليها ، لمعة عيونه وأبتسامته على حركاتها ، أكل قلبّها هالمشهد لدرجة سحبت جوالها من وراها تستغل فُرصة سرحانه وتصوره ، لمّحت هتان بأنها ترفع جوالها ولفت تشوف اللي هي بتصوره وسرعان ماعضت شفتها تمنّع إبتسامتها من أن أنظاره عليها ، بينما أبتسمت تولين بعد ما أنهت الفيديو وقفلت الجوال بعد ما أرسلته له سناب وكتبت عليها
" أنظرُ إليه وكأنه أعظم أنجازاتي : "
كان المفروض أنه يوعى من سرحانه لأنها أنتبهت له لكن بدال هذا زاد سرحان فيها وزادت لمّعة عُيونه ، تنحنحت تولين تنبههم بوجودها ورفعت يدّها تلوح لهم ؛ نحنُ هنا !
تنحنح بسام لثواني ومسح على ملامحه بعدها ؛ وراء ماتقومين تنامين إنتِ؟
رفعت حواجبها بذهول ونطقت بغيض ؛ حبيبي مضيع ؟ هذا بيتنا ارجع لبيتك أنت وزوجتك لاتخاف هتانك والبيبي حقكم ماراح يصير لهم شيء لو نامت ببيتها
كان يتصدد يحاول يخفي إبتسامته وتنحنح بعدها ينطق بتمثيل للغضب ؛ اقوول ! انثبري بغرفتك ولاتزعجيني انا وزوجتي وولدي !
رفعت حواجبها بذهول ؛ بسام ؟ انت بسام اللي انا اعرفه؟ صدق ان الزواج يغير صدق ان العيال مالهم أمان ! خاين خاين خاين !!
ووقفت بعدها ترجع شعرها خلف أذنها وتصعد فوق وبداخلها تعرف بأنه يمزح معها فقط ، واصلًا هي نعست ولو ماعجبتها السوالف مع هتان كان صعدت تنام ..
-
~ عند سعود قبل بوقت
كان جالس على كرسيه الدوار وراسه بين يدينه بتفكير ضياع عظيم يحسه وتناقض عظيم بذات الوقت بين ودّ اللي حكى عنها عبدالله وبين ودّ زوجته ، ضرب الطاوله بيده ووقف بعدها مابيهدى كذا مابيستسلم بدون مايحارب
ركبّ سيارته وتوجه بعدها لبيت عبدالله مايهتم لا لوقت ولا لمكان ولا زمان ..
-
~ عند ودّ ، الساعه ١٠ مساءً
مازالت بسريرها ولا قدرت تتحرك ابد ، كانت غارقه بدموعها لدرجة بللت مخدتها والمناديل اللي عندها ولا كفت دموعها ، شعور سيئ تحسه خذلان وبغض وكره ولا تعرف تحط اللوم على مين ؟ على قلبّها اللي حبّه ؟ ولا على غبائها وموافقتها ؟ على عشمها فيه ولا على عبدالله اللي تسبب بكل هذا ؟ ماتعرف تنظم أفكارها ابد وكل فكره براسها تدور عنه وعن كذبه وعن الأيام اللي ظنت هي فيها بأنه شريك عُمرها وحياتها ، كانت ترتجف وسط الظلام تبكي بدون صوت ، ملامحها تحمرت من البكي وعيونها تورمت ، سرعان مافزت بخوف من صوت الباب وصوت ماري الهامس واللي يناديها ، وقفت بتكاسل وتوجهت للباب تفتحه ، ماكانت توضح لماري ملامحها كانت تخفيها خلف الباب ومايظهر منها غير صوتها ؛ هلا ماري ؟
عضت ماري شفتها لوهله من صوت ود المُتحشرج لكنها مضطره تبلغها ، تمتمت بلُغتها العربيه الفُصحى اللي تخرج بوقت توترها ؛ سعود في الخارج يبحثُ عنك ، لقد أتى لِهنا من أجلك
ضحكت بسخرية من قدومه وشدّت على مقبض الباب بيدها ؛ قولي له يمشي
هزت راسها بالنفي ونطقت بتردد ؛ ألن تخرُجي له ؟ هل ادعه يأتي ؟
هزت راسها بالنفي وتمتمت بحدّه ؛ ماري لا ! خليه يختفي عن حياتي ما ابغااه مابـي أشوفه
سرعان ما شهقت بخوف وتراجعت للخلف من أنفتح الباب بقوه ، نبض قلبّها بشدّة وحست بأنقباض بقلبها ، كيف كان واقف قدّامها وأنظاره ما انزاحت عن عيونها ابد ، ثواني طويلة أهلكها نظر وأهلك قلبّها فيها ، لف بعدها ونطق لماري اللي لازالت واقفة على الباب وملامحها خايفة على ودّ ؛ تقدرين تروحين
هزت راسها بالايجاب وتراجعت للخلف بتردد بذات الوقت اللي قفل هو فيه الباب واخذ المفتاح بعدها ؛ بتسمعيني ود بتسمعيني
هزت راسها بالنفي وتراجعت للخلف لحد ما ألتصق ظهرها بالجدار ، عض شفته بغضب وتقدم ناحيتها ليه تبعد عنه؟ ليه ماتسمع منه ؟ ليه تبعد عنه بهالشكل وتهلك داخله؟ تقدم ناحيتها للحد اللي صار مايفصل بينهم شيء ، ونزل نظره لها بذات الوقت اللي هي صدت عنه فيه ، تنهد لثواني وثبت يدّه بعدها على خِصرها وشدّها له للحد اللي اللتصق صدرها بـ اسفل صدره ، مانطق بالحرف ابد ينتظرها تلف له تناظر وسط عينه ينتظرها تتكلم تفرغ تقول أي شيء وماطال اساسًا أنتظاره من لفت هي له ورفعت نظرها له
زمت شفايفها لوهله ووزعت نظرها مابين عُيونه ، داخلها يرجف من قربّه يرجف مثل كل مره تكون هي قريبه منه بالرغم من أن غيرها المفروض يكون تعود الا هي نفس الشعور كل مره ، ينبض قلبّها وكأنه أول مره يقرب منها فيه ، ماكان يختلف عنها بشعوره ماكان يختلف نبض قلبه ابد كلّه رغبة فيها وبقربّها ومايتحمل لو تبعد أكثر ؛ ودّ ، وديّ .
ماكان منها الحرف أبد ولا كان منها اي ردّة فعل حتى بملامحها وبحركتها وكأنها تمثال قدامه ؛ رحلتي معك تنتهي كذا ؟
هزت راسها بـ إيه ونطقت بعدها بهمس لشدّة القرب ولرهبه الشعور ؛ إيه
هز راسه بالنفي ورفع يدّه بعدها يرجع طرف شعرها خلف أذنها ويناظر بعدها وسط عينها ؛ ماتنتهي كذا ماتنتهي وهي ببدايتها !
مالحقت تستوعب كلمته أو تستعد للرد من نزل هو يقبّلها بدون ماينبهها او يلمّح لها فاجأها للدرجة اللي ماقدرت تستوعب اللي يسويه
سرعان ماعقدت حواجبها بغضب تام ورفعت يدّها تضرب صدره بيمينها وتحاول تفك يدّه الثانيه بيسارها ، لكنه ما أهتم أبد ما أهتم لولا شيء ...
-
~ عند وجد ، قبل ساعتين
خرجت من عندهم بغضب تام مستحيل تصدق أي من هذا مستحيل تكون ملأ تعبانه مستحيل ، خرجت من بيت جدّها لبيتهم وبلحظه دخولها كان هايف خارج ، ولمح دموع عينها لمح غضبها من لُغة جسدها ولذلك لحقها ؛ وجد ؟ بنت وش فيه ؟
لفت له وزفّرت بقوه ونطقت بعدها ؛ توديني للمستشفى ؟
هز راسه بالايجاب بأستغراب ونطق بعدها ؛ ليه تعبانه ؟
هزت راسها بالنفي وحاوطت ذراعه تسحبه معها للخارج
نصف ساعة ووصلوا بعدها للمُستشفى اللي تتوقع هي وجودّها فيه ، توجهت للرسبشن تسأل عن غُرفتها وكُلها مُنى بأن أسمها ماهو موجود ، كان بداخلها أمل بأن هذا كذب لأن هالممرضه قدّامها تأخرت بجوابها ، وسرعان ماتلاشى هالأمل تمامًا من نطقت هي بهدوء ؛ ايوه فيه مريضه بهالأسم غُرفة رقم ٢٠١ الدور الرابع
هي الحين أدركت بأن هذا كله حقيقه وأدركت بأن كلام جدتها حقيقه ، ملأ تعبانه وجدًا ، بلعت غصتها ولفت بعدها لهايف اللي كان ينتظرها بالخلف ؛ بدخل عندها انتظرني بالسيارة
هز راسه بالايجاب ونطق بعدها بحنيّه ؛ تبغين شيء ؟ محتاجة شيء اجيبه ؟
هزت راسها بالنفي وتراجع هو بعدما ربت على كتفها ، تنهدت بضيق ولفت بعدها تتوجه للمصعد وللدور اللي ذكرته المُمرضه
زفرت بقوة من وقف المصعد بالطابق الـ رابع وخرجت بعدها ، ثواني بسيطة قضتها بحث عن الغرفة لحد ماحصلتها ، وقفت خطواتها وتراجعت للخلف من لمحت غيث جاي من جهة المصعد ويمينه ملأ ، كانت واقفه وأنظارها مرتكزة عليهم لمحت كيف أنه يداريها حتى بأنظاره مو حركاته وبس ، يهتم حتى لخطواتها يدّه تحاوط ظهرها ، يبتسم مرات وتختفي ابتسامته مره ، دخلوا الغرفة وقفلوا الباب بعدها شدّت على عبايتها بتردد ، وتقدمت بعدها ناحية الغُرفة
وقفت خطواتها قدام الباب لأنها تسمع ضحكهم من هنا ، سرعان ماعبى ثغرها أبتسامه راحة لانها تضحك ولأنها مو مثل ماهي توقعت ، تنهدت لثواني وتراجعت عن فكرة الدخول ، ضغطت زر المصعد ونطقت بهمس لنفسها ؛ معها غيث طبعًا بتكون سعيده وجدًا بتكون سعيده الحمدلله
-
~عند سعود وودّ قبل بوقت
دفعته لوراء بكل قوتها ومسحت بعدها على شفايفها بعنف ، بذات الوقت اللي كان هو مصدوم فيه وأنظاره المذهوله عليها ولاهو قادر يستوعبها ويستوعب انها وصلت لمرحلة  " التقرف منه " رفعت نظرها له نظرها الحاد والغاضب ونطقت بغضب وهي تأشر على الباب ؛ اطلع من عندي ! اطــلـع !
هز راسه بالنفي وتمتم بهدوء ؛ ما اطلع ود ما اطلع
رجعت شعرها للخلف بغضب ، وتجاهلته بعدها تتوجه للسرير وتجلس على طرفه ؛ سعود مابي اكرهك اكثر من كذا اطلع مابغى اشوفك ولا ابي اكلمك!
زفّر بغضب من نفسه ومنها ومن كل شيء كيف كذا كل شيء ضده ؟ كيف حصل وصار منها كل هالصدّ؟ كيف وهي ماكانت تنام الا بحضنه ؟ كيف وهو كل يوم يصحى تكون هي أول منظر يشوفه ؟ كل هذا بيكون ماضي ؟ كل الأحلام والتخطيطات للمستقبل معها بتختفي؟ وتكون خيال وبس ؟ لا والله مايصير خيال ، لف بكامل جسده ناحيتها ولمّح كيف أنها جالسه على طرف السرير وأنظارها على الفراغ وعيونها تمّطر ، ساق خطواته ناحيتها خطوات متردده وبين كل خطوه وخطوه ثواني بسيطه لحد ماصار مقابلها تنهد لثواني ونزل على ركبّه عندها وثبت كفوفه على يدّها اللي كانت على فخوذها بينما هي سحبتها بنفس الثانيه ، لكنه ماتحرك ابد وثبت كفوفه على فخوذها ورفع نظره لها ؛ قبل ٣ سنوات تقريبّا كنت جاي من الشغل ومهلوك حيل مهلوك ومريت من مكتب ابوي بالصدفه وهناك سمعت شيء سمعته يقول كلام ماهو مفهوم واللي فهمته منه كله أنه يدور على واحد اسمه
" أيهم " ماكنت اعرفه ولا اعرف عنه شيء ابد مجرد اسم كذا ومروا شهرين ببعضهم ورجع يتجدد هالأسم بس ماهو على لسان ابوي على لسان جدي كان يقول لابوي ( أيهم تخرج من أفضل جامعات أيطاليا ، أيهم فتح شركة خاصه فيه وتوسع شغله ، أيهم حقق نجاح مُبهر ) وكلام كثير كثير بخصوصه وجاني فضول ابحث عنه واعرف عنه أي شيء وفعلًا بيوم دخلت مكتب أبوي بالليّل فتحت كل درج عنده وكل ملف شفته ماتركت ولا بُقعه مافتحتها بس بدون فايده لين وصلت لرف الكتب عنده رف الكتب اللي كان مليان ملفات اكثر من الكتب وفيه كتابين بس اخذت واحد وقلبته بيدي شوي وتطيح منه صوره اخذتها بفضول ولمحت فيها صوره لابوي وجنبه واحد وكلهم مبتسمين ومكتوب وراء الصوره (مُهاب أخو وعضيد عبدالرحمٰن ) وتاريخ بعدها ماتذكر التاريخ الحين ابد رجعت الصوره لمكانها بعد ما صورتها بجوالي وبعدين دورت على مهاب هذا دورت عليه سنتين بدون فايده لين جاء ذاك اليوم اللي سمعت ابوي وجدي يتكلمون عن نفس الشخص من جديد بس هالمره كان ابوي يجيب سيرة مهاب كثير كان يقول ( من شابه أباه فما ظُلم ، نسخه من اخوي نسخه من مهاب ، يشبهه لدرجة اني حسبته رجع من الموت لنا ) وهنا زاد تلخبط الامور عندي ولافهمت شيءً ابد دورت بكل مكان بمكتب ابوي بالبيت والشركة ولا حصلت شيء وبمره طلبني جدي لبيته ورحت له وهناك عرفت ان جدي كان يعرف اني ادور وراهم وانبش وراهم وماسمح لي اعرف شيءً ابد ، وسألته استغليت فرصة انه كشفني وسألته وعلمني بكل شيء ما اخفى عني ولاشيء حتى أنتِ جاب سيرتك وعلمني عن طفولتك وعن كل شيء يخص حياتك الجديده بدون اهل ابوك كرهت ساعتها عمي ليه يترك امه تموت من حسرتها عليه ؟ ليه ترك اهله وناسه وراه عشان اللي يحب كنت مستنقصه حيل حيل ياود كنت اشوفه شخص ضعيف ! بعدها شفتك بالمقهى وماكنت اعرفك ولا واحد بالميه ! كنت شايل هم كيف برجع اشوفك ؟ كيف بنتقابل من جديد ؟ لحد ما ارسلتِ ذاك اليوم ووصلت لك ، كنت مبسوط حيل لأنك اتصلتِ مبسوط حيل وبذات الوقت كنت ادور عليك على بنت عمي بدون علم احد من اهلي كنت ادور على بنت عمي اللي مانعرف عنها شيء كل شيء صار بيني وبينك ماكنت اعرفك فيه ماكنت اعرف انك أنتِ بنت عمي اللي ادورها لحد ماجيتيني وانا بالشركة وقلتِ كلام مافهمته ولحد هاللحظه ماكنت اعرف شخصك ابد بعد ماطلعتِ من عندي بحثت عنك عن البنت اللي شفتها بالمقهى مو عن بنت عمي وعرفت انك بنت لعبدالله عبدالله اللي سرقك منا عرفتك وقتها واستغليت الفرصه ماكان ببالي ابد اني اتزوجك ماكان بخيالي أبدًا اتزوج بنت عمي لحد ماعرفت انك انتِ بنت عمي اللي ادورك ونفسك البنت اللي عرفتها بالمقهى
عند هالنقطة عرفت اني ابيك كـ بنت عمي اللي ادورك وكـ البنت اللي شفتها بالمقهى ودّ انا احبك احب اشوفك قدامي كل يوم تعودت عليك تعودت على ودّ العنيدة ودّ اللي تسرقني من نفسي ودّ اللي تخرجني من أشجاني ود لاتنهين اللي بينا عشان ماضي ! لاتنهينه وتكسريني
كانت طول ماهو يتكلم منزله نظرها على يدّه ولارفعت نظرها له ابد ماتبي تشوفه لكنها وغصبّ عنها سكتت طول ماهو يتكلم وسمحت له ينهي كلامه لأنها بتموت وتعرف ليه تصرف معها كذا ! بتموت وتعرف هو يحبّها لأنها ودّ ولا لأنها بنت عمه ! هو تزوجها لأنه يحبها ولا لأنها بنت عمه اللي يدورها ؟ للأسف ماحصلت الجواب بكلامه ابد ماحصلته ولا تأكدت من شيء ؛ كنت تشوف ابوي شخص ضعيف لأنه تخلى عن اهله عشان اللي يحب بس انا ماني ضعيفه عشان اتخلى عن اهلي عشان اللي احب
رفع حواجبه بذهول من كلامها اللي معناه انها بتتخلى عنه وعن حُبه عشان عبدالله ، هز راسه بالنفي وحاوط وجهها بكفوفه ؛ تتركيني ؟ تتركيني لمين ؟ مين ياخذني بعدك ؟ ود ! تبيعين اللي مشتريك ؟ تتركيني لغيرك ؟
هزت راسها بالإيجاب ورفعت كفوفها تنزل يدينه عن وجهها ؛ الله يسهل دربك بعيد عني وعن بابا عبدالله !
هز راسه بالنفي وحاوط كفوفها ؛ لا ودّ لا ماتتركيني ماتنهين اللي بينا مستحيل اتركك مستحيل !!!
نزلت نظرها له وسحبت يمينها من يدّه وثبتتها على خدّه ؛ أنت انهيته ماهو انا ! أنت انهيته سعود أنت بنفسك !
هز راسه بالنفي وحط يدّه فوق يدّها اللي على خده ونطق بأسى ؛ انهيته ؟ انهيته وانا لحد هاللحظه اتوسلك ماتتركيني ؟ اتوسلك ود لاتنهينا !
سحبت يدّها منه ووقفت بعدها تمسح على ملامحها تحاول تقوي نفسها ؛ اطلع من حياتي مو من غرفتي وبس مستحيل ارجع لك ولو رجعت ابوي للحياة مستحيل ارجعلك سعود اطلع يكفي السوء اللي عشته لحد هاللحظه يكفي يكفي !!
غمض عيونه بغضب وضرب السرير قدّامه ووقف بعدها ، تقدم ناحيتها وناظر وسط عينها لوهله ؛ دربي بيتيسر مع غيرك وغيرك كثير ياودّ بس أنتِ ؟ ماتروحين لغيري لأني مستحيل اطلقك لو على حد السيوف !!
بينما هو يتكلم كانت تناظر وسط عينه تشوف النظره منه النظره اللي لأول مره تشوفها لأول مره يتكلم بهالقسوه قدّامها ، كانت تحاول تنهي اخر مابينهم بدون زعل لكنه ماهو راضي أبدًا ؛ الدنيا تطورت سعود تطورت لدرجة اقدر اخلعك ولا اسأل
ابتسم بسخرية ومسح على أنفه بعدها ؛ حاولي بيدينك ورجلينك زين ؟
تقدم ناحيتها بهدوء ومستغرب وجدًا بأنها ماتحركت من مكانها أبدًا ، قبّل خدّها بغفله منها بينما هي بعدت عنه ونطقت بغضب العالمين ؛ وش تسوي ؟
ابتسم هو بأستفزاز ؛ وداعية
ظلت أنظارها تتبعه للحد اللي خرج هو فيه من غُرفتها ، كان يمشي وهو منزل نظره للأرض يخاف تطلع بوجهه ترف ولحسن حظه قدر يخرج بدون مايلمح طرف منها ، ركب سيارته بكل هدوء وحرك بعدها يترك المكان ويترك قلبّها معاها يترك اخر وصل بينهم .
-
~ قبل ٣ ساعات ، بيت فِراس
كان واقف قدام الباب ينتظر وصولهم وسط نبض قلبّه اللي مايوقف ينتظرهم مع ولد أخته "باسل " لف له ونطق بينما هو يعدل شماغه ؛ كيف دوامك ؟
ابتسم باسل اللي كان يعتبر خاله بمثابة أب واكثر ؛ الحمدلله كلش تمام
هز راسه بـ زين ونطق بهمس ؛ الحمدلله
بينما نطق باسل لأنه ماقدر مايشبع فضوله ؛ من الضيوف خالي ؟
تنهد فراس تنهيده عميقة تعبر عن ألف شعور يحسه بهاللحظه ونطق بعدها ؛ ناس مهمين جدًا عندي
هز راسه بالإيجاب واعتدل بعدها ما بيسأل اكثر من كذا ، أبتسم فِراس بأتساع من لمح سيارتين ببدايه الشارع سيارتين متوجهه ناحية بيته كان مبتسم لحد مانزلوا تبدلت ملامحه للجدية كان ينطق بكلمات ترحيبيه كثيرة هو ماتوقع بيوم أنه بيستخدمها عرف عائلتها كلهم تقريبًا عرف أخوها الكبير اللي كانت تكتب عنه أحيانًا وعرف أخوها الأصغر اللي ماتوقف كتابه عنه كونه أكثر شخص يستفزها باليوم عرفه من طوله ومن وصفها له بدون مايعرف هو عن نفسه ، سلم على الكل من أعمامها ابوها جدّها وعيال عمّها الأثنين اللي حضروا " مهند ، بسام " لأول مره يضج بيته بناس هالقد لأول مره يجرب هالشعور من بعد موت أبوه لأول مره يكون مبسوط بزيارة احد له قلطهم لداخل بيت الشعر الخاص فيه واللي كان يضج برائحة القهوه والنار والشاي ،القهوجيين اللي كان موصي فيهم مخصوص لهاليوم ، ماكانت الجلسه مثل ماهو يتوقع ماكانت مُمله ابد كأنهم يعرفونه من سنين وماكأنه أول لقاء لهم وعى من أفكاره على صوت مُحمد اللي نطق بتساؤل ؛ أنت تعيش لحالك يافِراس ؟
هز راسه بالنفي وثبت يدّه على كتف باسل اللي كان جنبه ؛ اعيش مع اختي وعيالها
هز راسه بـ إيه ونطق بعدها ؛ الله يحفظهم لك يارب ، وكم لك هنا ؟
ابتسم لثواني ونطق بعدها بهدوء ورزانه وثقه حتى بمنطوقه قدام هالمُسن اللي مايوقف عن الاسئله ؛ مالي كثير هِنا يمكن ثلاث شهور على ما أستقرينا
ابتسم بعدها لمُهند اللي نطق هو أيضًا بتساؤل ؛ ايوه يافِراس وش تشتغل ؟ مهندس معماري ؟ ماشاءالله بيتك رهيــيب !
أرتشف رشفة من فنجان قهوته ونطق بعدها بهدوء ؛ لا ماني مهندس كاتب
رفع حواجبه بذهول ذات الذهول اللي صاب الكل وكمّل مهند اسئلته من نطق ؛ وش أشهر كتاب لك ؟
ميل شفايفه بتفكير وسرعان مالانت ملامحه من تذكر الكتاب اللي كان سبب بشهرته ؛ الكتاب اللي كان سبب شهرتي " التخلص من رواسب الماضي " وفيه كتب قبله وبعده والحمدلله
ابتسم مُهند بإعجاب ذات الإعجاب اللي لون ملامح بسام اللي كان عنده شعور بأنه لمح هالكتاب بمكان لكنه ماكان يعرف وين لمّحه  ، ضج المكان بعدها بسواليفهم سواليف كانت تضم الكل حتى بدر وباسل اللي انغمسوا بالسوالف اكثر من غيرهم كونهم كانو يتكلمون عن لعبه رائجة هالفتره
انتهت ليلتهم بأفضل مايكون بالنسبة لفِراس اللي عرف عنهم كثير كثير جدًا كل هذا حصل عشانها هي لأنه يبغاها وبيستخدم أي طريقه تقربه منها رفع نظره لأصيل اللي نطق بأبتسامه عظيمه ؛ كررها يافِراس كررها أنت وباسل واهلك كلهم
ابتسم غصبّ عنه وهز راسه بالأيجاب بعدها ؛ أن شاء الله تأمر أمر
رجع أصيل يبتسم بأتساع ونطق وهو يربت على كتفه ؛ الجاية عندنا زين ؟
هز راسه بالإيجاب وثبت يدّه على يدّ أصيل اللي كانت على كتفه ؛ زين زين أن شاء الله مانقطّع عنكم .
-
~ المُستشفى ، عند لتين وسليّم الساعه ٨
كانت تهز رجولها بملل صار له بغُرفة العمليات ساعتين بالضبط ولا خرج  احد من الاطباء او الممرضين من الغرفة لحد الآن ابد ، لفت بنظرها لمدخل السيب واللي كان جاي منه الرئيس المسؤول عن هالعمليه وبجانبه كان العميد اللي كان مشغول معاه وكان يسأل عن اشياء كثيرة تخص هالقضيه والواضح انهم التقوا عند الباب لأن العميد كان يسأله بينما هم يمشون ، سكت العميد بذات الوقت اللي وقف فيه قدّام لتين ونطق بهدوء وتساؤل بينما هو يوزع نظره على المكان ؛ سلام عليكم
ردت لتين السلام وكمّل هو بهمس ؛ بعاتبك بخصوص الرساله بعدين الحين ماهو وقته
عضت شفته بوهقه ونطقت بعدها بتردد ؛ عفوًا منك ياعميد ما أخطيت عشان اتعاقب اللي جاه حقه وأقل حتى !
رفع حواجبه بذهول ولف لها ونطق بأستفزاز؛ وليه إنتِ مين عشان تحددين ؟ لاتطولين حكي معي عقابك يطول !
عقدت حواجبها بذهول وكانت بتنطق لو ما انها شافت نظرات سليم المترجيه لها بأنها تسكت ، زفرت بغضب وصدت بعدها ترد على الأتصال اللي جاها من أُمها اللي نطقت بغضب شديد ؛ وينك يابنتِ ؟ من الظهر طالعه وين تروحين إنتِ ؟ وين تختفين بالساعات ؟ وراك مصيبه يالتين وراك مصيبه وكبيره بعد !
عضت شفتها بربكه وبلعت ريقها بعدها تنطق ؛ ياماما الله يهديك ماوراي مصيبه ولا شيء بس مطعمي فيـ..
قاطعتها بغضب من نطقت ؛ انا الحين بمطعمك !!! مافيه الا الموظفين ! اسأل الموظفين المديرة وين يقولون ماندري !!!
عضت شفتها بغضب ومسحت على جبينها تركض للخارج ؛ توني طلعت من المكـ..
سكتت ووقفت خطواتها من سمعت صوت أمها الغاضب وجدًا من نطقت ؛ لتـيــن !!! يكفي كذبّ يكفي كذّب يرحمك لاتكذبين لاتكذبين يكفيك كذب !!!
زفّرت بغضب ونطقت بعد ماوقفت لها تاكسي ؛ ماما إنتِ بمطعمي صح ؟ بجيك انتظريني بجيك واشرح لك كل شيء !
تنهدت بضيق وركبت السيارة من قفلت أُمها المكالمه ، رفعت نظرها للسائق وتمتمت بتزفيرة ؛ أنت حرك وانا بدلك
هز راسه بـ زين وحرك بعدها ...
-
~ وسط مطعم لتين
كانت ملاذ جالسه هناك وعلى أعصابها تنتظر قدومها وبس ، زفرت لوهله من لمحت دخولها مع الباب تكتفت بزعل بذات الوقت اللي تقدمت لتين ناحيتها وباست راسها ؛ ماما ؟
تنهدت بضيق لأنها ماردت عليها وجلست قدامها ، ظلت لثواني تنتظرها تتكلم أو تقول أي شيء ماطال أنتظرها من اعتدلت ملاذ بجلستها ونطقت بغضب ؛ لتين سألتك بالله وش وراك ؟ وش تسوين إنتِ قولي ؟
اخذت نفس عميّق واعتدلت بعدها تثبت يدّها فوق يدّ أُمها وتنطق بعدها ؛ ماما ليه تشكين فيني ؟ وش بسوي مثلًا ؟ وش الشيء اللي بسويه ياماما ؟
زفرت بغضب وسحبت يدّها بغضب منها ؛ لاتجاوبين سؤالي بسؤال !! سألتك بوضوح وش تسوين من ورانا ؟ تدرين لو أبوك عرف أنك تتغيبين عن شغلك وعن البيت وش يسوي فيك ؟ تدرين ولالا ؟؟؟ لتين قولي لي انا أُمك أُمك يالتين ! مكان أسرارك !
تنهدت لتين بضيق ماتعرف كيف بتطلع من الموضوع أبد ولاتعرف كيف بتجاوبها على سؤالها أبدًا ، كيف بتطلع من هالموقف ماهي عارفه ! داخلها يدعي بأن يجي أحد وينقذها من هالضغط اللي تحسه ، وسط كلام أمها وضغطها ووسط ترددها بالأجابه ماكانت قادره تسكت أبد نطقت بعدم صبّر ؛ ماما !!! انا أستخباراتية !
ذهول وصدمه لونت ملامحها مذهوله لدرجة ماقدرت تتكلم حتى حركتها تصلبت تصلبت بشكل خوفّ لتين ، اللي نطقت بتفحص وخوفّ ؛ ماما ؟ ماما ؟؟
غمضت عيونها بغضب شديد غضب وعدم استيعاب للي هي تقوله ؛ دقيقه لتين دقيقه ! عيدي ماسمعتك زين عيدي !
بلعت ريقها بخوف وتمتمت بعدها بتلعثم ؛ ماما اسمعيني أول
هزت راسها بالنفي ونطقت بقل حيله وهي تسحب شنطتها وتوقف بعدها بدون ماتنطق بالحرف ، زفرت لتين بغضب ووقفت بعدها تضرب الطاوله بقوة وتتبع أُمها اللي خرجت بكل غضب ..
-
"عطوه حقّه 🤍"

ياوش بقى بعطيك مني ولا جاك ماباقيٍ الا روحي احيا بها لك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن