الجزء 51

31.7K 615 152
                                    

-

تأففت بضُعف ورجعت لسريرها تجلس عليه بإنهزام ونطقت بينما هي تبعثر شَعرها ؛ ماراح توافق اعرفها ماراح توافق اني اطلع ! ياربي
رفعت يدّها تخلل أصابعها بشعرها تبعثره وتوقف بعدها ؛ ما يهمني طالعة طالعة!!
نطقت بكلمتها وسحبت جوالها من على سرير اللي رمته وقت ماجلست على سرير ، سحبّته تتوجه لخارج الغُرفة ، تمشي بخطوات حَذره كونها كانت ترتدي كعب عالييّ ، رفعت طرف عبايتها ونزلت الدرج خطوه وراء خطوه ، ومع كل درجة تنزلها كانت توزع نظرها على المكان حولها تخاف وجود أُمها اكثر من  أي شيء بالحياة ، سرعان ماتبدل الهدوء لخوف شديد ، فشهُقت بخوفٍ ووقفت خطاويها من سمعت صوت أُمها الساخر من خلفها ؛ صرتِ حرامية بعد ماكنتِ شرطية ؟ غيرتي وظيفتك الحين؟ وشبك!!
تبسمت بإحراج وبربكه تدير ظهرها لأُمها وتنطق بربكه وبينما هي تعتدل بوقفتها ؛ حرامي ؟ انا حرامي ليه وش سويت ؟
تنهدت ملاذ بقوه تنطق بسخرية ؛ ومشيتك هذي ؟ كأنك جاية تنهبين البيت وش تسوين انتِ بالله عليك هذا وشو؟ بدال ماتتجهزين للمُخيم تسوين كذا !
رفعت كتفها بعدم إهتمام وسرحت بخيالها بعدها تدور عذرها ، وسرعان ماتبسمت من خطر لبالها شيء ونطقت به ؛ بروح للمطعم ما اروح؟ الشغل يناديني بعدين شوفِ بروح للمركز بكعبي ! مستحيل خليني اروح الله يخليكِ !
هزت راسها بالنفي وتكتفت تأشر لها بعينها ؛ روحي فوق الآن وقدامي يالله ماتطلعين الا اذا صار احد معك تسيبتي كثير!
تأففت بضيّق ، وسرعان مابلعت حُروفها من تمتمت ملاذ بغضب ؛ وجع وجع ! تتأففين مني !
هزت راسها بالنفي تحاول تبرر ؛ لا ياماما ما اقصد كذا بس مليت هنا طول الوقت تكفين خليني اطلع مايصير كذا تعذبيني خليني اطلع يمكن يطلع بوجهي ولد الحلال اللي ياخذني ويفكـ..
ما قدرت تنهي جُملتها لانها لمّحت خروج أُبوها من غُرفته لمّحت تعقيدة حواجبه اللي انفكت من لمحهم واقفين قدّام الدرج ونطق وسط سرورة بشوفهم ؛ وش الحاصل؟ صايرٍ شيء؟
هزت ملاذ راسها بالنفي تنطق بينما هي تعدل شعرها ؛ لا ابد بس بنتك تبغى تطلع مايصير تطلع وحنا بنمشي بعد شوي صح؟
رفع حاجبه لثواني ووجه نظرته لـ لتين ينطق بتساؤل ؛ وين بتروحين؟ عندك شيء مُهم ؟
هزت راسها بـ إيه ؛ ايه يابابا مُهم .. المطعم صار لي كم مازرته مايصير كذّا الموظفين يضيعون بدون مُدير يشرف عليهم
تبسم أصيل يلف نظره لملاذ ويتمتم بينما هو يثبت يدّه على ظهرها ؛ اي بالله ما يصير ! روحي ولا تتأخرين انا اخذت لك الأذن من ملاذ وهي ماترد كلمتي صح ياملاذ؟
ظلت لثواني أنظارها مُعلقة على ملاذ تنتظر منها جواب ورد يريحها وتقدر بعده تروح بدون خوف ، وسرعان ماتبدل حالها للإبتسام من هزت ملاذ راسها بإيه توافق كلامة توافق على خُروجها ، ورفعت لتين يدّها تُرسل قُبلة لـ باسل قبل ماتنزل  الدرج ، غطت راسها بالشيلة بينما هي تفتح الباب اللي يوديها للخارج وأحكمت أغلاقه بعدها ، تبسمت بأتساع كونها قدرت تخرج من البيت وتمتمت بينما هي تبحث عن مفتاح سيارتها اللي كان بين أغراضها الكثيرة اللي بشنطتها ، زفرت بارتياح شديد من صار المفتاح بيدّها ، ضغطت زرّ فتح القفل الخاص بالسيارة وتوجهت ناحيتها بذات اللحظه اللي توقفت فيها سيارة سعود اللي كان جاي ومعاه ودّ ، فتحت شباك السيارة تسلّم عليهم من بعيد وتنطق بصوتها الجهوري ؛ يا أهلًا ودّ!
تبسمت بأتساع بينما كانت نازله من السياره ورافعه طرف عبايتها بيدها لجل مايعيق عليها السيّر ؛ يا أهلًا فيك ! رايحة واحنا تو جينا ؟
تبسمت لتين تهز راسها بـ إيه وتنزل من السيارة ؛ وقتكم يعاكس وقتِ وش اسوي؟
رسمت شبّه أبتسامه على ثِغرها وتقدمت بخطواتها ناحيتها تحتضنها وتنطق وسط مبسمها ؛ علميني بأوقاتك عشان اجي فيها
هزت راسها بـ زين وتمتمت بينما هي تعدل شيلتها اللي تحركت من حضنت ودّ ؛ ابشري ابشري ! بالمُخيم بنشب لك انتظريني !
ضحكت ودّ برقة ؛ احلى نشبة صدقيني ... يالله لا أأخرك عن شغلك
هزت لتين راسها بالايجاب واستدارت ناحية سيارتها تحرك وتشدّ نظر ودّ لها ، ودّ اللي من لحظة أبتعاد لتين ، استدارت ناحية سعود اللي كان متكي على السيارة ينتظرها وماهي الا ثواني بسيطه وصارت قدّامه ، تحاوط يدّه وتنطق بعد ما ثبتت نظرها على ملامحه ؛ سعود .. خاطرك بـ بنت ولا ولد ؟
رفع حاجبه بأستغراب شديد ، وتمتم وسط إستغرابه ؛ اللي يجي من الله حياه الله ..
ميّلت شفايفها لثواني وتمتمت بينما هي تعدّل شعره اللي تبعثر من نسمات هواء الخريّف ؛ ماهو الجواب اللي انتظره سعود لا تقول كِذا علمني !
ابتسم بخفة وهو فعليًا تخدر من يدّها اللي تلاعب شعره بهاللحظه ؛ وش ودّك انتِ ؟ انا ودّي باللي ودّك
عقدت حواجبها بغضب من سؤاله اللي كان متوجه له كيف تبدّل لها ؟ تمتمت بغيض بعد ماسحبت يدّها ؛ انا سألت آول ! مايصير كذا ليه الجواب صعب ؟
ضحك بخفّه ونطق بينما هو يوقف ويأخذ كفوفها بكفوفه ؛ ماهو صعب ياحبيبتي لكنّي احب كل اللي يجي منك وش يفرق بنت ولا ولد ؟ المُهم مني ومنك ...
-
~ تسريعًا للأحداث ، بعد مرورّ ٣ ساعات
أمام المزرعة الخاصة بـ مُحمد ، ضجيج السيارات ينتشر سيارة قادّمه وأُخرى ذاهبّه ، تضاحيك كثيرة وسعادة عاليّة
بين عائلة مُحمد ، كان الجميّع يتوزعون بالـسيارات ، ودّ وسعود ، هتّان وبسام وبيّان وتولين ، عبدالرحمٰن وسلمٰى ومُحمد  ، أصيل وانفال وحنين ورولا ، سعد ومُهند ، باسل وملاذّ
وسطّ سيارة باسل ، لفت ملاذ لباسل جنبها تنطق بغضبّ ؛ شفت ؟....سمحت لها تروح وللحين مارجعت ! كيف نروح بدونها يعني ؟
تبّسم لثواني ونسد راسه على الدركسون ولف نظره لها ينطق بينما هو يتأمل عيِنيها ؛ ياملاذي..البنت كبيرة وتعرف مصلحة نفسها خليّها تروح تعتمد على نفسها وعادي لو جت لحالها مابها شيء المهم انا وأنتِ مع بعض ..
عضت شِفتها لثواني وشتت نظرها عنه لأنها فعليًا " تاهت " بسيطة جدًا بوجودة ، او هو يمتص غضبها ماتعرف ، لكن اللي تتأكد منه بأنها بنعمة عظيمة ، قصة عِشقهم اللي لازالت موجودة بالرغم من تقدم عُمرهم وهالشيء يثبت بآن " الحُب يبقى موجود لو بعد عُمر كامل إذا كان مع الشخص الصح ، الشخص اللي يؤنسك اللي يفهمك ويحترمك وأخرها يحبك " لا وجود للحُب دون وجود الإحترام ودون الموُده..
-
~وسطّ سيارة سعود
كانت هي جالسة فاتحة شباكها وتتأمله من بعيّد كيف كان يضحك كثير مع مُهند بينما هم يحملون الأغراض داخل صندوق السيارة ، ضحكتة اللي أشتقات وجدًا تشوفها كيف كان يضحك براحة وبدون وجودّ شيء بداخله شيء يضايقه كانت تشوف بريّق عُيونه اللي ما انطفى من عرفته كيف كان رافع ثوبه ورابطة على خِصره ، وشعره اللي كان قصير جدًا يناسب ملامحة الحادّه شديد السواد كـ رموشة الطويلة اللي تُزين عينيه الواسعة ، عضت شِفتها لوهله من سرق نظره لها  بينما هو يحمّل بين يديّه العزبة اللي كانت كبيرة وواضح جدًا بأنها ثقيلة ، وكأنه يتباها أمامها بعرض أكتافه وبقوته ، تمتمت وسط مبسمها ؛ مايترك هالحركات !
سرعان ماشهقت بخوف من سمعت صوت صرخة رقيقة جنبها صرخة تولين اللي من لمحتها فاتحها شباكها توجهت عندها ؛ تتأملين اخوي ؟ عيب عيب عليك قدام ابوي وجدي واخواني تتأملينه وتبتسمين بعد قلة حياء الصدق!!
رفعت حواجبها بذهول من تولين اللي كانت تحكي كذّا والواضح بأنها تمزّح ؛ خليني أتامل أخوك من حقيّ أتامل الحلو براحتي وخصوصًا لو كان من مُمتلكاتي !
سرعان ماعضت شفتها لوهله من سمعت صوت تضاحيك تولين جنبها ، تولين اللي بعد ما ضحكت بشكل كافي تنحنحت تتمتم وسط تحشرج صوتها دليّل ضحكها ؛ ياعيني هالكلام يطلع منك ! ما بصدق صراحةً لازم نعلم سعود لـ
ما قدرت تكمّل كلمتها من حست بيدّها تنشد ومن صوت ودّ المرعوب ؛ تخسيــن تقولين له !
عضت تولين شفتها واخيرًا بتغيضها ، وتمتمت تستفزها ؛ ما اقول ؟ تبشرين
لفت بنظرها لسعود وتمتمت بصوت عالي بعد ما اللقت عليه نظره ؛ سعــود !
شهقت ودّ بخوف ولفت لسعود اللي وجّة نظره لهم من سمع مُناداتها بأسمه ؛ هلا تولين ؟
نزلت نظرها لشباك ودّ اللي كانت تخبي وجهها بكفوفها ، وتمتمت وسط مبسمها الخبيث ؛ ودّ اقول ؟
رفعت راسها لها وهزته بـ النفي بكل سرعة تقدرها ؛ انتِ جربي بس وشوفِ ودّ وش تسوي فيك وقتها !
تبسمت تولين بغير مُبالاه ولفت لسعود تنطق بخُبث ؛ اقول الله يقويكم ياحلوين !
وجهت ودّ نظرها ناحية سعود اللي أبتسم من سمعها تنطق بهالكلام ونفض الغبّار عن يدّه وسط همسه الخافت ؛ آمين آمين
داهم مسامعه صوت مُهند جنبه ، مُهند اللي نطق بهمس ؛ عُيونك زايغه اشتغل زين ولا روح لها مايصير كذا !
عقد حواجبه لوهله ورفع نظره لمُهند اللي من لمّح حاد نظراته صد منه يدّخل للداخل ؛ الله يخلف عليك يامُهند !
ما ان انهى جُملته حتى وجه نظره أخيره للأغراض قدّامه وسط أبتسامته الخفيفة اللي كان يحاول يخفيها عن مُهند زفّر بتعبّ بعد ما تأكد من أكتمال كل شيء ولف بعدها يتوجه ناحيه سيارته اللي كانت واقفة عندها تولين اللي كان واضح من ميلانها على السيارة بآن فيه موضوع مُهم جدًا يدور بينهم ، لحد مالاحظوا وجوده أختلف كل شيء كيف انها اعتدلت بطولها تنطق وسط مبسمها العابث ؛ مع السلامة ! اشوفكم بالمُخيم !
مسح على شنبه ينطق بتساؤل ؛ بتروحين مع مين إنتِ ؟
تمتمت تولين بينما هي تتراجع للخلف وانظارها عليه ؛ مع بسام بوقف هِنا ! كنت بوقف لك أنت وودّ بس خفت منك !
كانت تأشر على حلقّها من نطقت بـ" بوقف هِنا " ومقصدها بأنها بتنشب لهم ومابياخذون راحتهم بوجودها ..
هز راسه بأسى وتوجه بعدها للسيارة يركب بمقد السائق وأول شيء سواه لف لها ، يولقي عليها نظر طويل ، هي تستغربه ؛ وش فيك؟
رسم أبتسامه على ثِغرة وتمتم بينما هو يهز راسه بالنفي ؛ مافيه شيء اربطي الحزام ..
هزت راسها بالإيجاب ورفعت يدّها تربط الحزام بذات اللحظه اللي شغل هو فيها السيارة يحرك بدون ماينتطر الباقي ..
كان بداخلها مبسوط جدًا كون هذي اول سفرة لهم مع بعض
واول مشوار طويل بتقضيه معاه ..
-
~ عند لتين
وقفت سيارتها أمام مركز الُشرطة ، تهدي شوقها لشغلها القدّيم ، كيف هان عليها تقدم أستقالتها بعد تعبها كله عشان تكون بمنصب أكبر من اللي هي فيه كيف سمحت لنفسها تكون بموضع شك ؟ وكيف وافقت تقدم أستقالتها وما حاولت وما بذلت مجهود؟ كيف وهي بكل موقف يصير تحاول تختار القرار الصحيح عشان ماتندم مُستقبلًا ؟ واخيرًا تغلب عليها الندم لأنها بكل بساطة "ماحاولت " ماحاولت تكلّم أُمها تغير رأيها تناقشها بمجرد ما أن الخوف دب بقلبها وافقتها وافقت على إنهاء حلمها اللي لطالما حلمّت فيّه ، سرحت بخيالها لبداياتها لما ألتحقت بالجامعة بتخصص هي ماترغب فيّه ولا بعمرها حبته كيف انها بذيك السنه أجتهدت بشكل مهوّل عشان تقدر تغير تخصصها لحلمها تقدر تبدا مشوارها بأتم رضا ، وعت من خيالها على الشخص الواقف قدّامها ، الشخص اللي كان ببدلته شديدة السواد ، كان التيشرت نصف كمّ توضح لها عضلاته وعرض أكتافه وبنطلونه المُشابة للون التيشرت واللي كان تزينه شِعار عند عضده ، كان ذو ملامح بشوشة بالرغم من صرامة ملامحه ، ملامحه اللي تدل بأنه شخص شديد وجدًا شخص عصبي وصارم ، لكنه الحين مُبتسم؟ عينه تضحك؟ الواضح مو بس عينه اللي تضحك حتى قلبه ، قلبه اللي نسمع نبضه من بُعد مسافات ، كيف رفع يمينه ينزل نظارته الشمسيه عن عينه والقى نظره خاطفه عليها نظره تبعتها إبتسامه ماينفهم مغزاها ، وتقدم بعدها يرتكي على الكبوت جنبها وكفوفه بجيبه ، كانت أنظاره على المبنى قدّامه ، أما هي فكانت مذهوله نتيجة وجودّة كيف أن إبتسامته أحيّت شيء بداخلها شيء تجهله تمامًا كانت تتبعه بنظراتها المذهوله لحد ما ارتكى جنبها ، مانطقت بالحرف ابدًا مجرد أنها شتت نظرها ماتعيّر وجوده إهتمام ، ظلت على حالها لدقائق تتأمل المبنى قدّامها وكأنها تحلله لكنها كانت عكس كذا كل همها كان المرتكي جنبها الشخص اللي كان هادي جدًا بعكس شخصيته ، كانت تسرق نظره له بكل مره تحس بأنه ماهو مركز معها ، الا انه مركز وتمامًا ويحس بنظراتها ولذلك تركها تسرق له نظر براحتها ، قُطع الهدوء تمامًا من تمتم هو يبعد توتر الجو الهادي عندهم ؛حنيتِ للشغل ولا لي ؟
كان يسألها ساخر تمامًا وماكان متوقع منها ردّ غير السُخرية التامة منه ولأنه يعرفها يعرف أنها مُستحيل تجامله بمواضيع مثل كذا ؛ حنيت لك
ابتسم لوهله لأنه يعرف بانها بهاللحظه "تسخر منه " ولذلك أبتسم فقط ، بينما لفت هي له تناظر وسط عينه وتنطق بجدية تامه ؛ حنيت لك..
عقد حواجبه لوهله من شاف التفاتها وكيف رجعت تنطق بنفس الكلمة تأكدها له تمامًا ، هو من ذهوله اعتدل بوقفته يصير واقف قدّامها وملامحة مذهوله تمامًا تمتم بينما هو يأشر على نفسه ؛ حنيتِ لي؟ انا نايف !!!! لتين بك شيء؟
هزت راسها بالنفي ووقفت بدال ماتكون متكيه على الكبوت تكون واقفه قدّامه ، تكتفت لثواني وتمتمت بعدها بخفوت ؛ انا مافيني شيء بس انت واضح فيك شيء لما صدقتني ! .
سرعان ما ضحك بسخرية ، ضحك على نفسه لآنه لوهله صدقها لوهله حس أنها مُمكن تكون صادقه بشعورها تصارحة بدون تعب منه ؛ صح كان المفروض اتذكر أنك" لتين " بس تدرين شلون ؟
هزت راسها بالنفي تنتظر جوابه ، وفعلًا كمّل هو بعد مارجع يلبس نظاراته ؛ بخليك تحنين لي صدق !
بعد ما أنهى جُملته رسم إبتسامه واسعه على ثِغره وتوجه بعدها للداخل يسمح لها تتابع خطاويه وتتأمله من الخلف ، كان ذو طول فارع ، عريض الاكتاف ويمشي بكُل ثِقه ؛ بس تراني هالمره صادقه !حنيت لك ... وحنيت للشغل معَك .
-
~ وسط أحدى الحدائق القريبة من المُستشفى
كان جالس على الكراسي الخشبية العامة والمُنتشرة بكل زاوية قدّامة ، كان جالس وبيدّه فنجان قهوة ، فنجان فارغ تمامًا وماحولة اي ترمس او دلة قهوه توضح للأخرين بأنه يشرب ، اي احد بيلقي عليه نظره من بعيد بيِصفه بالمجنون كونه على حاله لساعات طويلة
جالس ونظره على فنجان القهوة اللي كان بطرفه لون بُني يوضح بأن هالفنجان خاص بفتاة وهالفتاة كانت تزيّن ثُغرها بمُستحضرات التجميل ، كان محاوط الفنجان بيدّه وكأنه خايّف من فقده خايف يُسرق منه ولذلك يشدّه بهالشكل ، اخذ نفس عميّق من اخره وزفره بعدها زفره من مرّته ذكرى هالفنجان مرّته معها هي لما طلع معها بهالحديقة بالذات طلع يغير جوها يمتعها ويستمتع معها كانت اول طلعه لهم كـ زوجين ومو كـ عدوين ، كانت اجمل لياليه من بعد ليلة أعترافها ليلة اعترافها اللي تبعها موتها وماللحق يفرح بأول اعتراف منها حتى فارقته وكآنها حاسه بأنها بتتركة وكآن احساسها جبرها للأعتراف ، يتذكر ذيك الليلة اكثر من أي ليله بكل تفاصيلها وبكل صغيرة وكبيرة ، لما كان يمدّ لها الفنجان وسط تضاحيكها الكثيرة على كل سوالفه ، هو عرفها كثير بعد هالطلعة وعرفته هي بالمثل لما سندت راسها على كتفه ومسكت يدّه وسولفت عليه عن اشياء كثيـرة ، يتذكر بآنه وقتها ماكان قادر يسيطر على نبضه يتذكر بآنه يسمعه ويحس بآن قلبه بيخرج من مكانه لشدّة نبضه ، تنهد بضيق شديد ورفع نظره للسماء بعدها يتأمل لونها الأزرق الفاتح والطيور اللي تطيّر فوقه الطيور اللي كانت تطير بحُرية وكأنها هربت لتوها من قفص ضيّق مايسمح لها تطير وكأنها تعوض الايام اللي ماطارت فيها ، تنهيدة عميّقة خرجت من جوفة ؛ ليه رحتِ ؟ هاين عليك انا ؟ هاين عليك تتركيني بهالشكل ؟ تتركيني لحالي ؟وين اروح بعدك؟ مافيه مكان بهالدنيا يضمني بدونك حتى أوسع مكان بهالدنيا مايضمني
أبتسم بسخرية وسط غصته وأكمّل بقوله ؛ اصلًا كل مكان يذكرني بك غُرفتي ، بيتنا ، بيت جدي ، والشوارع ، المقاهي ، وحتى الحديقة هذي تذكرني بك .. بعد ماتركتِ بصمتك بكل مكان تركتيني ؟.. ليتني اخذت المرض منك ! ....ليتني اخذته ولا هو ياخذك مني .. ليتني مت قبل ما أدفنك ...
ماكان وضعه عادي ابدًا ماكان قادر يتناساها وهي تحضر بكل مكان وهي تحيي كل مكان ، حتى بأحلامه تحضر وماتغيب ابدًا عن باله ، ماكانت عنده القُدرة على مواساة نفسه حتى ، كيف بيواسي نفسه وهو يلومها ؟ كيف بيطبطب على نفسه بعدها ؟ ، نسمة هواء مرته بهاللحظه نسمه تُرعش جسده من برودتها ، شدّ على الفنجان بيدّه ولا حاول يدفي نفسه ، شد عليه وكأنه يحتضن كفّها يدفي يدّه بيدها رسم إبتسامة ساخرة على ثِغره إبتسامته اللي أخرجت دموعه بعدها ، نزل راسه يخفي دمع عينه عن الاشجار حوله وعن الثيّل وعن الكراسي وحتى عن الطيور اللي تطير فوق ، يخفي دمعة عينه عنهم
كانت دموعه تنزل بدون إرادة منه ، ماكان قادر أنه يوقفها وبكل مره يمسح دمعة تسبقها أُخرى ، كان يستشعر هزة جواله اللي كان بجيب بنطلونه واللي يدّل بأن يوردة إتصال بهاللحظه لكنه ما يهتم ولا حتى فكر بأنه يشوف مين المُتصل ، غمض عيونه بهاللحظه كأنه يسترجيها توقف ، ماكان يدري ابدًا بأنه بهالطريقه سمح لها تفيض تفيض تمامًا ، ماكفت دموعه طول هالأيام اللي مرت؟ مانشفت ليه ! ليه مانشفت وهو يبكيها كل يوم؟ يسترجي شوفتها ، ماكان ينام زيّن كله خوف أن ذاك الحلم يرجع يتردد عليه ، حتى الاكل ماعاد تشتهيه نفسه ، عاف كل شيء بعدها حتى بيتهم ماعاد يدخله ودوامه ؟ ماعاد يداوم ماعاد يهتم لشيء ماعاد يفرح بشيء ، استنشق أُكسجين حتى امتلأت رئتيه وأخرجه بعدها ،
-
~ قبل شهرين ونصف ، المُستشفى
كانت جالسة على السرير وأنظارها على غيث ، اللي كان يزين لها غُرفتها يزينها بشكل يحسسها بأنها ببيته مو بغُرفة مُستشفى ، كان فارش سجاد كبير وفوقه كان فيه مُسندتين ، ومركى ، وبوسطة طاولة صغيرة فوقها ترامس قهوه وشاي وتمرة ، كان مُهتم بأدق التفاصيل حتى سريرها غير مفرشه وأستبدله بمفرش حرير ، كانت مبسوطة جدًا بهالتغيير الكبير اللي صاير مبسوطة وجدًا وهي تتأمله وهو يزيّن لها غُرفتها ، كان بين كل حركة وأخرى يلف لها يتأمل ملامحها هل هي راضية عن مكان هالقطعه؟ هل عجبها التنسيق؟ وكأنه يحدد الجواب بملامح وجهها ، رسمت إبتسامه واسعه على ثِغرها ووقفت تنتشله من أنغماسه بالترتيب وتسحبه معها بعيد عن الكركبه ، تمسك يده وترفع نظرها بعدها لوسط عينه ، تتأمل بريّق عينه لوقت طويّـــل وتمتمت بعدها بتساؤل ؛ انا وش لك ؟
رمّت عليه السؤال اللي كان يتردد في بالها السؤال اللي كل مالمحت فيه ملامحه يمرها ، كيف هو يهتم فيها لهالدرجة؟ شفقة ؟ ولا حُب؟ رحمة من الله ؟ وتعويض لها عن اللي مرّ لها ؟ ، كانت تناظر وسط عينه تنتظر جوابه ، كيف أنه سرح بخياله من فكر هي وش تعني له ؟
ما اخذ وقت طويل عشان يفكر ، نزل نظره لها ورسم إبتسامة واسعة على ثِغره إبتسم وبعدها سكنت ملامحه وتبدلت بجدية من جهز نطقه ؛ أنتِ لي الحياة ، أنتِ ملأ قلبي والله ، تدرين ؟ أحيانًا أحس اني ابيك ومتولع قربك بس يردني عنك ذاك اليوم ،انا احبك وأبيك ، واذا ضحكتِي أحس الدنيا تضحك لي ، واذا بكيتِي احس الدنيا تتسكر بوجهي ، ملأ قلبي.. انا ماقربتك ماتعديت حدودي وأنتِ ماتبين ، اللي ودّك به أنا ودّي به ، اللي تحبينه انا أحبه حتى لو أني ابغضه لعيونك يهون كل شيء يهون عندك ، تدرين أنك انتِ سماي ؟ تمطرين على قلبي وتشكليّن غيوم على عيوني غيوم تردني عن غيرك ، تنورين حياتي بشمسك وتطيريني فوق سماك  ، لاتسأليني أنتِ وش لي وأنتِ تتوسطين ثنايا روحي وقلبي لاتسألين ..
عض شِفته لثواني لأنها الآن "تبكي" من شعورها تبكي من اللي عرفته ، حاوط وجهها بكفوفه ورفعه له يمسح دموعها بإبهامه ؛ تسكرين الدنيا بوجهي ؟
هزت راسها بالنفي ودفنت راسها بصدره تخفي دمع عينها عنه ، كانت تغطي راسها بقبوع البلوفر الخاص فيها تخفيه عنه طول هالمّده لأنها صارت تهتم له تهتم بشكلها قدّامه وبكل قطعه بتلبسها اول من يخطر لها هو ( بيعجب غيث؟ ، بيكون حلو على جسمي؟ ، كيف بيكون شكلي بهالفستان؟) ، كانت مشاعرها تفيّض داخلها تفيّض وتضيّق عليها تبغى تتكلم ترد لكنها ماتعرف وش تقول وش الرد اللي بيكون مُناسب له ؟ وش الرد اللي بيرضي ضميرها ؟ صح أنها كرهته بذاك اليوم اللي فكرت بأنه اعتدى عليها فيه لكن الحين؟ كل حمّل كانت تشيله بقلبها عليه بح وتبدل بحُب شديد شديد جدًا ، همست بصوتها الخافت ؛ كنت أحسب زواجي منك إبتلاء لي كنت أفكر زواجي منك نهاية لحياتي كلها ، ماكنت مبسوطه وانا اتجهز لزواجي منك ، تدري وش أكثر شيء اندم عليه؟أني أحبك ومادريت ، تدري ؟؟ قلبي ينبض لك وماكنت أدري كنت الوم قلبي واقول هذا خوف منه انا خايفه عشان كذا ينبض بهالشكل ، ماكنت اعرف أن قلبي يناديك تستغيثه
غيث أنت عوض من ربي لي ، انا مو زعلانه لأني مريضة سرطان لأن المرض خلاني اعرف مين اللي يحبني صدق ومين اللي انا اخاف اخسره ! .. المرض خيره كان خيره عشان اعرفك زين اعرفك وتتغير نظرتي عنك ، غيث أنت قلت لي أنك تخليت عن حلمك عشاني بس انا أبيك تحقق حلمك ولو كان بخاطرك للحين نفذه لو كان بخاطرك تطير بالسماء طير يمكن وقتها تكون قريب لي تشوف سماك براحتك وقتها بكون انا تشافيت ان شاء الله واسافر معك نمر العالم سوا نطير مع بعض وقلوبنا على بعض ، بس لاتتخلى عن حلمك عشاني مهما كانت ظروفي وظروفك صدقني وقتها بكون أسعد وحده ولو كان بعد سنين وسنين ...
-
~ بيت غازي
زفر بغضب ووقف بعدها ينطق بحدّه ؛ وين ولدك هذا وينه !! انهبل على اخر عمري ! انهبل بعد هالبــنـت !! ماهي اول من يموت بكرا نزوجه غيرها بنات الناس واجد وكل وحده تقول الزيّن عنـ..
بُترت حروفه بأكملها من سمع صوت التكسير خلفه ، الصوت اللي ارعبه وأرعب هيفاء مثله ، كان يحمي راسه بيدينه بحركه أراديه منه عشان يحمي نفسه من الخطر ، لف بنظره لمصدر الصوت وذهوله كان هِنا ، كان قدّامه غيث ملامحه غاضبه جدًا ويدّه ترتجف غضب ، عروقه برزت بأكملها ، كان صدره يعلو ويهبط يحاول ينضم نفسه اللي ضاق عليه من اللي سمعه من اللي ازعج مسامعه تمامًا كان ناوي يبدأ حياة جديدة تمامًا هذي بداية حياته؟ كذا تكون ؟
زفر بقوه يمسح على ملامحة يحاول يهدي لو قليل من غضبه لأن أحتمال كبير يخرج ياقاتل أو مقتول ، تقدم ناحيته بغضب وكلّه يرتجف بهاللحظه ومنظره مُرعب جدًا
تقدم ناحية أبوه ونيته واضحه لهيفاء ، اللي كانت تغطي فمها من ذهولها ، قطعت عليه طريقه تمنعه عن اللي بيسويه تمنع بالرغم من عدم أستطاعتها ، كانت تستنجد بـ ليث وتالا وتطلب من غيث يهدى ماكانت قادره تمنعه لوحدها أبدًا وغازي ماتحرك من مكانه ، كان بيفلت من يدها ويهجم عليه لولا الله ثم ليث اللي دخل البيت بالوقت المُنساب يرده يبعده عن المكان وسط ضجيج صوت غيث بهاللحظه غيث اللي كان يسب ويهاوش ؛ بنت اخوك !!! بـــنت اخـــــوك قـــبــل تكـوون زوجــتي !!! حتى وهي بقبرها ماترحمها !! ماتترحم عليها !! انت ماكنت تزورها حتى !! الله لا يسامحك الله لايسامــــحـــك ولا يسامــحــنـــي ان سامـــحـتـك وان نـظـرت بـوجـهـك !! الله ياخذني ان غفرت لك !
كان ليث يحاول يهديه يحاول يمسكة ويردة عن أبوه ، كان مثل المجنون ماكان قادر عليه أبدًا ، بصعوبة وبشق الأنفس قدر يطلعه برى ، دفعه للبعيد لحد ما اختل توازن غيث وتساوى بالارض وبينما كان يحاول يوقف صرخ فيه ليث بصوت عالي صوت يتفجر منه الغصب ، مجنون أنت !!! غــيــث ! ابوك ابوك تتجرأ عليه !!
يزيده غضب بهالكلام يزيد نار جوفه وضرب الارض بكفه بكل قوه ضربها ولف بعدها لـ لـيث ينطق بكل غضب وسط إحمرار عِيونه ووسط رجفّه نربته ويدّه وسط تفجر عروقه ؛ ماتــــدريي !! ماتدرييي عن شيء !! ماتدري وأسكت ياليث أسكتتت !!!! ..
بالداخل عند غازي ، كان واقف بمكانه مذهول ومصدوم وكأنه شُل تمامًا ، مرعوب تمامًا والمشهد يتكرر قدّامه كيف زل لسانه ؟ حتى هو غاضب حتى هو فقد أمه ، بس ليه نطق بهالكلام؟ ندم وبسرعة ندم بداخله آسف وكثير آسف
رجفت يدّه ولاحظت هالرجفه تالا اللي كانت واقفه على الدرج مذهوله مثل ليث وأنظارها تستفسر من الكل كانت نايمه وصحت على الصوت المُرعب اللي أرعبها تمامًا ، تقدمت ناحية أبوها تسنده وتنطق بخفوت ؛ يبّه تعال اجلس هِنا
تراجعت خطاويه وخطاويها للخلف تجلسة على الكنبه المُنفرده القريبه منه واعتدلت بعدها تناظر أمها اللي كانت جالسه على الكنبه ويدّه على خدها وأنظارها مهزومه ، تناظرها تسألها بعيونها ولكنها ماتحصل منها جواب لأنها كانت ضايعه مثل أبوها بهاللحظه ، تنهدت بخفّه وربتت على كتف أبوها لوهله ، وجلست بعدها على رُكبه عند رجوله ؛ وش صاير يبه ؟ وش فيه غيث ؟ ليه معصب كذا ؟
كانت تسأله وماكان يرد عليها ماكان يرد لها الصوت ولا كان يسمعها فقط انظاره عليها أنظار هي ماقدرت تحللها ، رجعت تعيد السؤال يمكن ماسمع ؛ يبّه غيث وش فيه ؟ ليه معصب وكسر الدنيا كذا ؟
ماحصلت منه ردّ ابدًا وكأنه حالف مايحكي لها شيء مايقول لها شيء ابدًا ووقفت تعدل شعرها وتوزع نظرها على المكان بضياع ولا هي فاهمه كل هذا ليه ؟ ..
-

"عطوة حقّه 🤍"

ياوش بقى بعطيك مني ولا جاك ماباقيٍ الا روحي احيا بها لك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن