الجزء 68

29.1K 568 85
                                    

-
~بـمكان ثاني

نزلت من الدرج بهدوء ، وبين أحضانها بيان ، أبتسمت من شافت أنشغاله باللابتوب ومن إنه ماهو مركز معاها أبد ، تقدمت وهي تنزل بيان بحضنه وهي تتراجع للخلف ؛ بيان بأمانتك بسام لحد ما أخذ شور
عقد حواجبه بذهول من اللي صارت بحضنه ، ورفع نظرة لها ، أو لبقايا وجودها لأنها دخلت غُرفتها ركض ، نزل نظرة لها وأبتسم غصب من إبتسامتها ؛ تبتسمين لمين هاه؟ تبتسمين لميـن !
ضحك من خجلت هي تغطي ملامحها بتيشيرته ؛ وين بتروحين مني ؟ تتخبين مني بصدري؟
سكر اللابتوب وهو يرجع ظهرة للخلف ويسند راسها على صدره وتمتم بعدها بـ إبتسامه ؛ ماشاءالله أمك تعرف تختار الوقت اللي أصير فيه مشغول زين ! لكن ماعليه لجل عينك بس نترك الدنيا مو بس الشغل
عقد حواجبه من سمع صوت رنين جواله ، وأعتدل يسحبه من على الطاولة ؛ هلا مُهند ؟
تنهد مُهند بضيّق وهو يسكر الباب خلفه ؛ مشغول ؟ بكلمك .
هز راسه بالنفي بـ أستغراب ؛ لا ماني مشغول وش فيه؟
رجع يتنهد من جديد ، والواضح بأن تنهيداته ماراح تقل ولا تخف طول أيامه الجاية ؛ تعبت يا بسام تعبت !
آخذ نفسّ وهو مو جاي يفهمه ، ولا يفهم كلامه وسبب تنهيداته الكثيرة ؛ بجيك أنا ، وينك أنت؟
قفل منه بعد ماعرف مكانه ، وتوجه بعدها لغرفتهم يبدل ملابسه ، وملابس بيان ، وتمتم بعدها بصوت مسموع لهتّان ؛ هتّان تراني بطلع وبيان معاي خوذي راحتك
أبتسم من سمع صوتها وخرج بعدها مع بيّان ...
-
~ قبل بوقت ، يوم الحادث
عضت شفتها بغضب من حاول يوقف ، ولسانه ماوقف عِتاب لها ؛ تركتك عند أمي تلحقيني ليش؟ لتين لا تجبريني على شيء ماودي به ! يصير مره تسمعين الكلام؟.
هزت راسها بالنفي وهي تتقدم وتجلس على طرف السرير ؛ مايصير أشتاق للشغل طيب؟ بعدين كيف ماتعرفني؟ ماتعرف أني بجيـ.
قاطعها هو من زفر بغضب وضرب بكفه مفرش السرير ، سرير المستشفى اللي هو الحين متمدد عليه ؛ أدري أدري ! وعشان كذا وديتك لأمي ! وديتك بنفسي كيف لحقتيني ! .
رفعت أكتافها بعدم معرفه وهي تنزل شيلتها على أكتافها ؛ ماعرف سرّ المهنة يمكن؟
رجع يضرب مفرش السرير من جديد ؛ **** على مهنتك .
ماقدرت تمسك ضحكتها قدّام شتيمته وضحكت ماتتمالك نفسها ، وعصب هو بمجرد ماضحكت تبين له بأن غضبه ماهو مهم ؛ لتين!! لتين لتين! .
تنحنحت توقف ضحك وقربت منه تحاوط ملامحه تناظره وسط عيونه ؛ لبيه !! لبيه لبيه! .
ماقدرت حروفه تخرج من صارت قريبة كل هالقرب ، ومن حاوطت وجهه تسمح له يغرق بعُيونها بشكل قريب ، تنهد يرفع يدّه السليمه لملامحها لشعرها يرجعه خلف أذنها وأبتسمت هي ؛ نسيت وش تبغى؟ .
هي أبتسمت لأنها تذكرت أبوها وقت نسى هو وش جاي له ، أبتسمت لأنها تذكرته ، وعضت شفتها من هز راسه بالإيجاب ، هو ماعاد يستوعب شيء بعد ماصارت بحضنه ، ماعاد يستوعب لأن حيلة وقف هِنا ، نزف دمّ كثير ووقوفه لحد هاللحظه قدّام أصابته مُعجزه ، وهي مُعجزته ، لأنه بمجرد ماحسّ وجودها بهالمكان الخطر وقف على حيلّه ينسى أصابته وكل ألم يحسّه ، ولما تطمن وصارت هي بحضنه فقد وعيه ، لأنها بأمان ولأنه هو بأمان معها ، تتذكر أبسط تفصيّل من هاليوم ، الدم الكثير اللي يعبي كامل ملابسه وعبايتها ، كفوفها اللي تلونت بدمّه ، ووقف كونه لحظه ركوبها معاه بسيارة الأسعاف ماتستوعب غير أنهم قفلوا عليه بمكان بعيد عنها ، وظلت تنتطره بالأسياب ساعتين وثلاث ، وخرج الدكتور بعدها يطمنها ، يطمنها بأن الأصابه مايحتاج لها كل هالخوف لكنه فقد دم كثيـر وماقدر يصبر ويبقى بحيله ؛ خفت عليك .
رسّم شبّه أبتسامه لأنها تخاف عليه ، لأن مشاعرها صارت توضح وماكابرت مثل عادتها ، لكن هالأبتسامة ماتتوسع لأن نبرتها وصلّته بشكل مايعجبه من الخوف اللي فيها وتمتم بنبرة همس تشبه نبرتها ؛ هالخوف يعجبني ، لكن أن شاء الله مايتكرر
هزت راسها بـ إيه ، وبعدت بمجرد ماسمعت صوت الباب ، وتنحنح هو من كانت أُمه ومعها زهور ، قربت منه تجلس على السرير تتفحص ملامحه وجرحه ؛ أسم الله عليك ياروحي ، أسم الله عليك ، وين يعورك؟ أقرأ عليك؟
أبتسم هو يحاوط كفها يقبّله وتمتم بهدوء ؛ بخيّر يمّه بخير الحمدلله ، ماهي شيء هذي بسيطة
هزت راسها بالنفي وهي تمسح دموع عينها ؛ ماهي بسيطة وأنت هِنا ماهي بسيطة
تنحنحت لتين من خلفهم وتمتمت بخفوت ؛ عمّه ترى صدق بسيطة هذي ، ولدّك سبّع سبّع مايجيه شيء
ضحك هو يهز راسه بتأييد ، وأبتسمت هي وسط دموعها ؛ مافيه شك ، لكن حتى السبع يمرض ويتصاوب ، الله يحفظك يا حبيبي الله يحفظك
قربت زهور وهي تترك شنطتها على طرف السرير ؛ الحمدلله على سلامتك ، خوفتنا عليك
أبتسم هو ؛ الله يسلمك ، ماله داعي الخوف ماهي أول مره
هزت راسها بالإيجاب ؛ مين يفهم أمي؟ بس كل مره يخف الخوف أكثر من قبل ، أنا عن نفسي صارت عندي مناعة باقي أمي
ضحكت لتين ، ورفعت زهور نظرها لها ؛ وأنتِ ماشاءالله ذايقه من هالجروح عشان كذا مافيك خوف
أبتسم نايف يهز راسه بالإيجاب ؛ إيه بسم الله عليها ماخافت ولاشيء قلبها قوي .
عضت شفتها تناظره بغيض لأنه يلمّح لشيء هي بس تفهمه ، لكنها مثلّت عدم الفهم ؛ ذايقة نفسك مايعور بس أنت دلوع .
رفع حاجبه بذهول وضحكت أمه بمجرد ماشافت ملامحه ؛ فديته دلوعي
توسعت حدقة عيونه بذهول يناظرها ؛ يمه بدال ماتهاوشينها تعززين لكلامها؟
رفعت كتفها بمعنى "مالي دخل" ووقفت تتوجه للكنبه اللي تجلس عليها لتين ؛ بنتي وولدي ماقدر أقول شيء !
أبتسمت لتين وهي تحضنها من جنب ؛ الله يديمك لنا
-
-
~ عند مُهند ، أحد المقاهي الموجودة قدام الفندق
كان جالس على الكنب ، وأنظاره على الشوارع من الشباك ، مايستوعب الناس حوله ولا يحس فيهم ، فِكرة وباله كلّه مع اللي صار له من ساعة ، من كان خارج من الفندق وقابل سليمان بطريقة ، تقدّم له ونيته يسلم عليه لـٰكنه لُجم تمامًا من تجاهلة وكمّل طريقة ، وضحك بذهول يلحقه يوقف بطريقة ؛ ماشفتني شكلك
هز راسه بالنفي وهو يناظره من الأسفل للأعلى ؛ الا شايفك وقررت أطنش
رفع حاجبه بذهول ، ورسم شِبة إبتسامه مايصدق أن الكلام خارج مِنه ؛ ليش؟
زفّر بغضب يوضح له بأنه ملّ من الحكي معاه ؛ عشمت البنت بكلامك وخليتها تبني معاك أحلام وأماني ، وبالأخير؟ ماشافت شيء من كلامك !.
ذهول عظيم صابه ، وخزه مؤلمه حسها بصدره ، كيف وصلّ له كلام بمثل هالشكل؟ كيف قدر يفكر بأنه مُمكن يسوي شيء بهالسوء؟ مُستحيل يفكر بخياله حتى كيف لو صار واقع؟؛ وش قاعد تقول ياعم؟ وش اللي واصلك عشان تهقى فيني هالهقاوي؟ وش مسوي لها ؟ ماخفت من العقاب يوم الحساب؟
رفع حاجبه بذهول وهو يضرب صدره بخفه ؛ ماظنيت فيك هالهقاوي عبث ياولد أبوك ! والله والله ثم والله لو أشوفك قريب منها أني لا أندمك على الساعة اللي فكرت فيها تمر على الشارع اللي هي فيه ! حتى بخيالك لاتجيبها !
رمى قاسي كلامه مثل السم وسحب نفسه من المكان ، يتركه بذهوله وبصدمته ! كان كلام لَدَن مُبشر ولقاءها فيه مبشر وش اللي حصل عشان تنقلب الموازين بهالسوء؟
ماكان مستوعب شيء أبد ولو سأل أبوه وجده بيحصل جواب لكنه مافكر فيهم أبد وفكر بمكان ينثر فيه سوء الشعور ، وعى من خيالاته على جلوس بسام قدّامه ، بسام اللي كانت ملامحه مرعوبه ومُترقبه للكلام اللي بينصب على مسامعه ؛ وش الحاصل يامُهند ؟ وش بك ؟
تنهد مُهند بضيق وهو يحاوط رأسه يبين لبسام حجم المصيبة اللي صايرة ، أكتفى بسام من الأفكار السوداوية اللي فكر فيها وهو جاي ، وتمتم بدون صبر ؛ وش صاير يامهند لاتخوفني ! أنطق وش عندك!!
آخذ نفس علّ الهواء يجدد شعور بداخله ، يخفف من الشعور اللي يحسه وتمتم بخفوت ؛ بدون مقدمات صرت معشمها بالحب وواعدها بالزواج وكذبت عليها ؟ تهقى مني هالشيء يابسام؟
عقد حواجبه بعدم فهم ؛ وش تخربط أنت؟ تكلم بدون الغاز أكتفيت من التفكير وأنا جاي !
تنهد مُهند بضيق ، أساسًا الضيق واضح من ملامحه ومن ذبولها فـ مالها داعي تنهيداته هذي ؛ يقول كذا أبوها يقول كذا ! مليت يابسام مليت وكل مابخطبها يصير شيء ! يا أما أبوي يصير مشغول ولا هي ترفض تعبت والله تعبت !
غمض عيونه ورجع ظهره للخلف من وضحت له كل الأمور ، من عرف بأن الضيق اللي يحسه أخوه ماهو الا بسببها هي ، أصلًا أي شعور هو يحسه لازم هي تدخل فيه ، مشاعره لها أكثر من المشاعر المعتادة لأي أنسان يحب ، هو تعذب بأول حُب له وأيامه اللي يحس فيها بالضيق أكثر من أيام سعادته من عرفوا هم ومن صار مرهون قلبه لها

ياوش بقى بعطيك مني ولا جاك ماباقيٍ الا روحي احيا بها لك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن