الجزء 70

33.6K 652 201
                                    


-
~ بعد أسبوعين .
رجعوا من أسبوعين وهاليوم هو بداية أسبوعهم الثالث بالرياض ، كانت أحلى أسبوعين تعيشهم بعد مدّة طويـلة من العذاب الداخليي اللي تستشعرة بقلبها ، والحين كل الماضي صار وراء ظهرها ، خصوصًا بأنها بأخر أسبوعين ماتحصل وقت للتفكير ولا تحصل وقت لمشاعرها لأن سعود وتالا وأيهم جنبها ، خصوصًا بأنها صارت تروح عند جدتها "بدرية" كثير ومايسمح لها سعود تقعد بالبيت لحالها لأنه يعرف وش يولدّ بداخلها هالفراغ ، تبسمت وأرتفعت أنظارها لباب الحمام اللي خرج منه سعود ، كان ينشف شعره ويدندن ، هي أبتسمت لأنه يغني أغنية من راسه ، والكلمات ماهي مفهومة لا له ولا لها ؛ سعود
نزل نظرة لها ولتمددها وسط السرير ، كانت متمددة على بطنها وقدامها اللابتوب وبمجرد ما خرج من الحمام أرتفعت أنظارها عليه وتركت تركيزها له بدال مايكون على اللابتوب ؛ لبّيه ياكوني لبّيه
زاد مبسمها توسّع ونزلت راسها تخفيّ ملامحها بشعرها بهالطريقة ، وضحك هو يتمدد جنبها على السرير وملامحه تقابل ملامحها ؛ تبغين نطلع؟ نتمشى شوي ؟
هزت راسها بالإيجاب وهي ترفع نظرها له ؛ إيه ، حيل أشتقت للكوفي نروح هناك؟ وناخذ تولين ؟
هز راسه بالإيجاب وهو يوقف ؛ تجهزي وأنا بتصل على تولين
-
~ عِند عبدالرحمٰن
من ساعة رجوعة للبيت ماتكلم مع مُهند أبدًا ولا شافه حتى ، وهذا اللي هو يبغاه أساسًا لأنه مايعرف شيء ، مايعرف كيف بيصلح خطاه كيف بيوافق على موضوعه مايعرف كيف يبدأ معاه بأي حديث ، خصوصًا بأنه يعرف ومتأكد بأن أيّ حديث يبدأ معاه بينتهي بمشكلة أكبر وأعظم من مُشكلته ، أرتفع بطوله عن على الكنبة وتوجه للأعلى لغُرفته ، ودخل بدون ماينبهها بوجودة ، رمى تنهيداته وجلس على طرف السرير ، وكانت هي متمددة بالجهة المُقابلة للجهة اللي هو جالس عليها وماتشوف منه غير ظهرة كونه صاب كامل نظرة للباب ، لأنه حاليًا ماوده يشوف ملامحها بعد اللي بيحكي به ؛ كلامك....سلمى
كانت تحس التردد بصوته ، وكان واضح عليه أنه يبغى يحكي شيء ، ولسانه يردّه ، رفعت طرف اللحاف عنها وقربت منه ، تسند راسها على ظهرة وحاوطت وسطّه بكفوفها ، وتردده أنتقل لها والدليل من توقفت حروفها بعد أول جُملة نطقتها ؛ أنا .....
رجعت تتنهد من جديد وهي تهيئ نفسها بهالطريقة وسكرت عيونها بعدها ، سكرتها لأن يمكن بهالطريقة تنسى وجودة وتتخيل بأن الكلام يراود ذهنها مثل الأيام الماضية عشان تحكي به بسهولة ؛ آسفه لأني مديّت يدي ، بس هذا كان لازم يصير ، عبدالرحمٰن هم عيالك مثل ماهم عيالي ، ماودي والله ماودي أتحسر على عيالي بعد سنين لأني ماوقفت معاهم بعز حاجتي لهم ، وأنت تدري حنا وش بالنسبة لهم ، تدري عن ولدك ، وما كان غايب عليّ أنك تشغل نفسك عشان ماتخطبها له ، البنت مابها عيب ولا بأهلها عيب ، وأكبر دليل وِدّ وحنان ود ، تربيتها وأخلاقها ، واضح للأعمى أن اللي رباها مارباها كـ تغطيه للفقد اللي هي فيه ، رباها مثل قطعه منه ومن روحه ، ماشفنا من واحد منهم العيب ، أنت أولى بقلب عيالك وبحب عيالك ، وبـ برّ عيالك ، حنا نخطي صح ، بس وش فايده الخطأ أذا ماتعلمنا منه؟ وش الفايدة؟
عجزت حروفه تزيد على حروفها ، عجزت مو لقلّ الحكي بلسانه ، عجزت لأن ماعنده ردّ لكلامها لا بقول ولا بحركة ، وهو فعلًا مهما فكر وفكر هذي النقطه اللي ينتهي عندها ، أرتفعت يدّه لكفوفها اللي محاوطة وسطه وثبت يدّه فوق يدها وربت بخفّه عليها ، خفّه توضح هلاكه بعد كلامها ؛ أنا جاي عندك لهالسبب ، أنتِ تدرين بعيالك أكثر مني ، أبيك ... أبيك تبلغينه أني موافق
سكت بمجرد ماتمتم بالغرض الأصلي من جيته لها بهالطريقة وبهالهدوء ، تبسَمت بسرور عظيم ، لأنها تعرف مهما كان يمثل القساوة قلبّه يحن ، يحن ويندم أسرع من أي شخص ثاني وهذا أكبر دليّل لصحة كلامها ، ترددت وكثير بأنها تحكي له ، ترددت بأي طريقة بتبلغه بأنه أخذها ؟ أخذها وأنتهى لكنها تعرف أن الحكي لو ماوصل منها بيوصل من شخص ثاني ، وهي ماودها يوصل من شخص غيرها خصوصًا بأنها تعرفه وتعرف أي طريقة المفروض تتكلم بها ؛ أبشر بـ بلغه ، وقبل هذا ودّي أبلغك بشيء ثاني ، بتفهمنا وبتفهمني أذا حكيته لك ، أعرفك أنا
آخذت نفسّ تستعد للجاي ، ورمّت بكلامها بمجرد ماتخلصت من ترددها ؛ أنا قلت له ، قلت روح للبنت وتزوجها ، إذا أنت تحبها وتبيها روح ، وهو سمعني ، وشفت هالقرار بعيونه لكنه كان محتاج أحد يوقف معاه ، ولما وقفت معاه هو راح أصلًا ماكان متردد وكان ناويه لكنه كان يحتاج داعم ولو بكلمة ، وملّك عليها ، كان خايف تروح من يدّه يا أبوه ، خايف عشان كذا ملّك عليها ، عبدالرحمٰن كان ودّي نكون معاه وأشوف فرحته بعيوني ما أسمعها وبس ، أتصل عليّ بهذيك الليلة يبكيّ ، مبسوط يا عبدالرحمٰن مبسوط أنها صارت نصيبه وحلاله
كان صوتها يرتجف خصوصًا لما وصلت لجزئيه بكاه لشدّة فرحه وسروره ، وتعرف وش تعني "دموع الفرح" لأنها حاليًا قاعدة تعيش شعورها بحذافيرة ، دموع السرور أمتزجت مع دموع الحزن ، ماهو حزن لوضعه كثر ما أنه حزن لأنها ماعاشت فرحته ، لكن شعورها كلّه صار خلفها من فك هو قيدّ يدينها عن وسطه ، ومن لف لها ، لأنه حسّ سكوتها بسبب دموعها ، حاوط بكفّه يدّها ، وبالكفّ الثاني كان يمسح فيه أثر الدموع اللي تتجدد عن خدها ، تبسّم لثواني وهو يسند راسها على كتفه ؛ بتعيشين هالشعور وعدّ مني وعهد عليّ ، بتشوفين الفرحة بعيونك ، وأنا بنفسي بكون مسؤول عنها
كانت تعرف بأنه جبّل ومايهزه شيء ، لحد مايوصل الموضوع للدموع ، دموعها هي أو دموع بنتهم ، كان يقسى لحد مايوصل الموضوع لدموعهم ، وهذا أكثر شيء تحبّه فيه ، تعرف البيئه اللي تربى هو فيها ، تعرف بالقسوة اللي كان يتربى عليها وماتلوم طباعة لأنه تربى عليها ، لكنها تحاول وقد ماتقدر تحننّ قلبه عليهم ، وفعلًا نجحت ، خصوصًا بأنها تعرف دموعها وش عنده ، ماكانت تبكي لأنها تعرف بتأثير دموعها ، كانت تبكي من شعورها فعلًا تبكي لأن هي ماتحملت وكانت تحتاج تبكي فعلًا ، وهو والوقت كانوا الخيّار المناسب لدموعها وهلّتها ماتنتظر .
-
~ عِند لتين ، الليل
كانت انظارها على الشنطتين الكبيرة الموجودة بزاوية بغُرفتها ، الشنطتين اللي بتاخذها معها لبيتها الجديد ، ولحياتها الجديدة ، بتتغير كامل الموازين وكامل الروتين ، بتكون تحت سقف واحد معاه لحالهم ، مابتكون مع أمها وأبوها نفس أول ، وهذا أكثر شيء يضايقها ، بقد ماكانت مبسوطة ، كان هالشعور يشارك سرورها ، تبسّمت غصب وهي تمسح رحيّق عيونها عن خدها بمجرد ما سمعت صوت الطرّق على الباب ، أعتدلت بجلوسها بدال ماتكون متكيه بظهرها على طرف السرير تكون جالسة ، وأنظارها على باسل اللي دخل بـ أبتسامة عندها ؛ ماقدرتي تنامين؟
هزت راسها بالإيجاب وهي تسند راسها على كتفه بمجرد ماجلسّ يمينها ؛ تبغين اقرأ عليك لين تنامين؟ مثل أول؟
ضحكت هي تهز راسها بالإيجاب وأعتدلت بجلوسها ، يصير راسها على فخذه مثل أيام طفولتها ومراهقتها ، يدّه على شعرها واليدّ الثانية كانت هي تشد فيها على أبهامة ، ماكانت تنام الا لما يكون هو معاها ، لما تشد أبهامه وهو يلعب بشعرها ويقرأ عليها ، وكانت تنام ، تنام نومه مُريـحة ، بعيدة عن الكوابيس ، تبسمت من بدأ يقرأ أذكار النوم ذاته صوته من سنوات ماتغير ولا أختلف ، ذاتها السكيّنه بصوته ، كان صوته حنووون حنون خصوصًا وقت يقرأ عليها ، وهي ماعادت تفرق صوته حنون لأنها يقرأ عليها ؟ ولا هو من حنيته حتى صوته صار يشابهه؟ ماكانت تعرف جواب لسؤالها اللي يكان يلازمها من صِغرها ، كانت تستشعر نعمة صوته وهو يرتل القرآن بهدوء وماودها تنام ويختفي صوته ، وبوسط مُحاولاتها نامت ، تترك على ثِغرة أبتسامة ، أنتظرها لحد ماتعمّقت بنومتها وتبسّم وهو يرفع راسها عن فخذة ويسحب المخدة ويثبتها تحت راسها ، وغطاها بعدها باللحاف ووقف من على السرير ، يجلس على ركبته عند سريرها ، وأنظارة على ملامحها ، أبتسم لأن طريقة نومها وشكلها وقت تنام يشبه ملامحها وهي صغيرة ، لكنها صارت حاده أكثر ، كان يتأملها بحنان الكون كلّه ، ويحاول بقد مايقدر يشبّع ذاكرته وعيونه بملامحها لأنها بتغيب بتعيش حياة جديدة بعيدة عنهم .
-
~ عند شخص ثاني
كان مسرور بقد سرورها ، وبذات الوقت متوتر وبشدّه ، بكره زواجهم ، يعني بكره بتكون عنده ماكان ثغره يوقف أبتسامات ، وماكان قادر ينام مثلها هي ، لكن هي عندها من ينومها أما هو؟ ماكان عنده أحد خصوصًا بأنه بـ بيته الخاص وماعنده أحد أبدًا ، كان يفكر بحياته والجاي معاها ، يفكر بشكل وملامح عيالهم ، يفكر بيشبهونه ولا بيشبهونها هي؟ يفكر وبكل مره ينتهي تفكيره بأن الطباع بتكون طباعها والملامح ملامحها ، وش أحلى من وجود نسخه مُصغره منها؟ مافيه أبدًا وهو يعرف ، تنهد وهو يتمدد على سريره وأنظاره على السقف يغرق بتفكيره لحد مانام
-
~ الكوفي
نزل من السيارة ووقف ينتظرها ، لحد ماصارت جنبه وخطواتها توازيّ خطواته ، شدّ على يدّها بمجرد ماقربّوا من الكوفي ، دخلت وهي توازي خطواته وتوجه لنفس الطاولة اللي كانت تطلّ على الخارج ، الطاولة اللي تعودت عليه ، وجلس وهي مُقابله له ، حنيّنه لهالمكان وشوّقه لهالطاولة بالذات فاق كل شيء ، كان بكل مره يدخل لهالمكان يتذكرها يتذكر كامل تفاصيل ذيك الليلة ، من بدايتها لنهايتها والنهاية اللي تنتهي فيها ، كانت قدّامه مجمعة كفوفها على الطاولة ، وأنظارها عليه ، على تأملاته للمكان والأبتسامات الخفيفة اللي تظهر على ثِغره على حسب كل زاوية تتجه عينه لها بهالمكان ؛ البداية هِنا
مانزلت عيونها عنه أبدًا ، حتى بعد ماتمتم بجُملته الأخيرة ، كانت تسترجع مثله الأحداث لكن الفرق الوحيد أن هي مانزلت عيونها عنه من وقت ماصار قدامها ، وكانت تسترجع كل شيء بدون ماتناظر للمكان ، نزلت نظرها ليدّه اللي كانت تنزل المفتاح على الطاولة وقربت هي يدّها يتخالط سماره مع بياض يدها ، هو من بعد حركتها لف بنظرة لها ، لعيونها المتردده ، واللي كان فيها لمعة غريبة عليه ، خصوصًا بأن له مُدة ماشاف هاللمعة بعيونها ، وكان بداخله أحساس غريب ، غريب جدًا ..لأنه خايف وماينكر هالشيء ، بالرغم من إن عيونها ماكانت تلمع دلاله على الحزن إلا أن الربكة والتوتر أستقروا بداخله ، يشاركونه شعور السعادة اللي عاشه بمجرد ماتذكر الماضي ، كان يحاول يقرأ عيونها يحاول يخمن حكيها قبل تنطق به ، لكن ماكان يوضح له شيء ، وأحترق داخله ملهوف يعرف هي وش بخاطرها وش بتقول؟، وماحصل نفسه غير يرتبّ سؤاله ؛ عيونك بها شيء؟ وش اللي بها؟
تبسمت وهي تنزل نظرها لكفّها وكفّه ، كان ودها وبخاطرها تشوف عيونه خصوصًا وقت تبلّغه باللي بخاطرها ، لكنها عجزت ، ومابتقدر تحكي وهو يناظرها بهالشكل ، شدّت على يدّه بمجرد ماتمتمت بأول كلامها ، لأنها هي كذا تاخذ طاقتها وقوتها مِنه ، تشدّ عليه كأنه بيحتاج هالشيء وقت يسمع خبرها ؛ سعود أنت..
وقفت حروفها بلسانها لأن هالشعور كبير جدًا عليها ، وضاق نفسها بمجرد ماحسّت بتجمّع دموعها بمحاجرها ، هي بعيد عنها الحزن تمامًا ليه دموعها تتجمع؟ ماكان هذا المفروض أبدًا ؛ أنت بتصير أب من جديد
ماستوعب كلامها أبدًا ومايعرف هو ماسمعها زين أو هو يتخيل من كثر مايتمنى؟ ، رجع كرر سؤاله لكن هالمره بصوت عالي ومسموع لها هي ؛ وش اللي أسمعه؟ تقولينه صادقه؟ ودّ أنتِ حامل؟
هزت راسها بالإيجاب وهي تعدل جلوسها ، تقرب منه أكثر ، ورفعت نظرها له لعيونه اللي كانت تحكي شعوره الداخلي ، تعكس الفرحة العظيمه اللي بداخله ؛ إيه ، حللت رحت أنا وتالا وحللت سعود أنا حامل ، صار لي أسبـــوع!!
كانت تحكي له الخبر اللي هي ماصدقته ، ماصدقته الا لما حللت بالمستشفى ، ماصدقت لين تأكدت من الدكتورة بنفسها ، ماكأنها تبلغه بخبر هي تعرف فيه ، لأن فرحتها تشابه فرحته بشكل مجنون ، تشابهه بكل شيء كأنها تو تعرف بهالخبر ، رعشة يدها أنتقلت له ، ودموعها أنتقلت له ، يحترق داخله ، نار يحسها بداخله بمجرد فكرة وجود طفل صغير يعبي قلوبهم ، يملاهم فرحة ويحيي مشاعرهم من جديد ، كان يتمنى كثيـر وهالمُنى صار ، صار بأكثر وقت هو متشفق فيه لهالموضوع ، خصوصًا وقت يشوف سُلطان مع أيهم، وقت يسمع ضحكاته مع أيهم ، ووقت يشوف بيان ، يحترق لكنه مايوضح هالشيء ، والحين هو يشوف دعواته تُستجاب ، أولها سلامتها وسلامة قلبها ، وثانيها طفل منها ، كان يضحك لثانية وبالثانية اللي بعدها تسكن ملامحه ، كأنه يحاول يستوعب ولما يستوعب يضحك ، كانت مركزة بنظرها عليه ، وماحست أبد بيده اللي تشد على يدها ماحست لأنها الحين غرقانه بتأمل فرحته وتبدل حاله ؛ مشينا؟
ما أزاحت عيونها عنه ، وضحكت بمجرد ماوقف هو وقف وهو باقي ماسك يدها ، وقف وتمتم بجُملته وهي تدري وين بيروح ، وتدري ليه هو وقف هالوقفه وبهالطريقة بالذات ، هزت راسها بالإيجاب وهي تسحب شنطتها من الكرسي اللي جنبها ويدها باقي تمسك يده ، لمحته وهو يدفع حِساب الطلب قبل ما يوصلهم حتى ، وكيف تمتم للموظف اللي حسّ فرحته وأبتسم له بمجرد ماتمتم بـ أبتسامه ؛ قهوتك على حسابي ، ولا تدري شلون؟ بدفع حساب كل اللي يتقهوون هنا اليوم
ضحكت هي خلفه ، ماتصدقه أبد ، والواضح حتى الموظف ماصدق والدليّل من ناظر زميلة اللي ترك اللي بيده وصبّ كامل تركيزة لسعود ، وكيف رجع نظرة لسعود ونطق بعدم تصديق ؛ صادق أنت؟
هز راسه بالإيجاب وهو يفتح البوك ويطلع بطاقته ؛ كم أحط؟ عشر آلاف؟ ولا عشرين؟
ماخف ذهوله ألا زاد وزاد أكثر من شاف بطاقته وكيف سحب الجهاز من يد الموظف دفع بدون مايعطي أهتمام لا للموظفين المذهولين ولا لودّ الواقفة خلفه ، وبمجرد ما تأكد بأن المبلغ أندفع ألتف ناحيتها ومسك يدها وخرج معها ، يتركون الموظفين مذهولين خلفه ، وشخص واحد تحديدًا ، وهو اللي أبتسم بعدم تصديق ؛ أعرفهم ذولي ، كيف صارت زوجته؟
رفع حاجبه بأستغراب لكلام زميلة اللي مثبت نظرة على الباب اللي خرجوا منه ورتّب سؤاله ؛ كيف تعرفهم؟
تبسم هالموظف وهو ياخذ رشفّه من كوب القهوة اللي كان مفروض يكون لهم ؛ بداية قصتهم هنا ، ودي أعرف باقي الحلقات ووش صار بعد ما أخذت رقمه ، ماهي بسيطة ولاهو بسيط , بس تصدق من يوم ماشفتها تبكي وهو طلع من هنا عشان يشوفها بزاوية أوضح عرفت أن بينهم شيء كبير ، حتى لما راقبها وهي بالدور الثاني ، ولما نزل يركض بعد ما أنتبهت له ، كان عندي بعد نظر والله ، الله يوفقهم
-
~ ظهر اليوم الثاني ، بيت باسل
نزلت مجفف الشعر على طاولة التسريحة قدامها وهي تلف بنظرها لهتّان خلفها ، هتّان اللي كانت تشاركها الغُرفة وتجيهزات زواجها ؛ كم الساعة؟
نزلت نظرها لساعة يدّها تتأملها لثواني ، ورفعت نظرها بعدها لـ لتين وتمتمت بهدوء يشبهها ؛ ثنتين ونص
هزت راسها بـ زين وهي ترجع نظرها للمرايه ، تتأمل شعرها القصير بتملل ؛ وش التسريحه اللي بتناسب فستاني؟ ... طيب كيف الميكب يكون؟ .. خفيف ولا ثقيل؟ ماحب الثقيل ابغاه يكون طبيعي تفاهمي مع المصففه مالي خلق للنقاشات انا ..
كانت بين كل سؤال والثاني تتأمل شكلها ، هي تعرف بأنها من توترها تسأل هالأسئله لكن هذي عادة فيها ومابيخفف توترها الا لما تتكلم بهالكثرة ، وكانت هتّان فاهمتها وتحاول تسيارها والدليل من ردت على أسئلتها بهدوء ؛ وقت تجي المصففه نتفاهم ، تبغين بابونج؟ يهدي الأعصاب ويخليك هادية
رفعت نظرها لأنعكاس هتان بالمرايه ، تأملتها لثواني وسرعان ماتنهدت وهي تلف بكامل جسدها لها وخللت يدها بشعرها تبعثره ؛ باين علي؟
ضحكت هتان وهي تهز راسها بالإيجاب ووقفت ؛ باين وبس؟ مكتوب على جبينك "أنا متوتره" بسوي لك ثواني بس
تبعتها بنظرها لحد ماخرجت من الغرفة ، وثبّت نظرها على الباب لأنها سرحت بتفكيرها ،هي أكتشفت بأن الموضوع يوتر ويلعب بالأعصاب ، هي صح تحب اللعب بالأعصاب والتوتر لكن ماهو بهالشكل ، ماهو من هالنوع بالذات النوع اللي يدغدغ مشاعرها حتى ، وقفت بصعوبـة بسبب ضيّق نفسها ، ونتيجة ضيّق نفسها هي توجهت للشباك تفتحه بوِسعه ورفعت راسها بعدها وهي تسحب أكبر قدر من الأكسجين لرئتها ، وتركته شوي يمتزج مع سموم داخلها وزفرته بعدها ، وكررت حركتها لحد ماحسّت بأن نفسّها أنتظم وصارت تتنفس بشكل طبيعي ، تركت الشباك مفتوح ودخلت للداخل ، لأن هي ماهي مستعدة يضيّق نفسها من جديد ، وعلى دخولها كانت هتّان داخله وخلفها مُصففة الشعر والميِكب أرتست.
-
~ بأحد الأماكن
قفل باب سيارته وهو يسحب من بكت الدِخان سيجارة ، وأحرق طرفها بالولاعة وتوجه لمقدمة سيارته يرتكي عليها يتأمل الطريّق اللي كان شِبه فاضي ، لأن الوقت الحين قريّب العصر وهالطريق طريّق سفر معزول عن الأماكن والمباني اللي مُمكن أحد يحتاجها ، مايعرف هذي المره كم اللي طلبها فيها ، ولا عنده أستعداد يحسبّ الأعداد لأن هو هقاويه كبيرة وواثق بأن الله بيفرج همه وبيفرح بموافقته ، كان توه راجع من عِنده ، توه راجع عند أكثر مكان يتمنى يتركه يتمنى يطلع منه بمشاعر غير مشاعر الخذلان اللي يصيبه بكل مره يخرج فيها من البيت ، كان يعرف أنه مقتنع ومن زمان بأنه طاهر من الأتهامات ، لكن اللي مايعرفه ليه كل هالرفض؟ ليه يرفضه بكل مره يجي فيها ويطلب يدها قدام الكل؟ ليه هو بالذات ينرفض بالرغم من إن ولا سبب من الأسباب تجبره على الرفض ، ضاق نفسه وضاقت عليه الدنيا ، مثل كل مره يخرج فيها من بيته ، يعرف يعرف أن هذي ماهي المره الرابعة ولا الخامسة ولا السابعة اللي يطلب يدها فيها ، لكنه راضي بكل شيء يصير راضي بكل الأنهزامات الداخلية اللي يعيشها لأنه يهين نفسه ويتقدم لأكثر من مره والنتيجة نفسها بكل مره وماتتغير ، راضي بكل شعور لأنه يدري كل هذا بيختفي من الوجود بمجرد ماتصير هي بـ بيته وزوجته ؛ يارب أنت أعلم بقلبّ عبادك ، يارب حتى لو زواجي فيها به مضره لي أنا راضي راضي ومستسلم والله يارب
تنهد لثواني وهو يحس بضيّق ثوبه عليه ، ماقلت تنهيداته من لحظة وقوفه هالوقفه وبهالمكان ، غلبّت عليه مشاعرة لدرجة تجمعت دموعه ، تجمعت تهزّ آخر نفس فيه ، ماعاد يتحمل ولا عاد يصبر ، الصبر بذات نفسه ملّ منه ، تراجعت خطواته للخلف لسيارته وفتح الباب يرمي البكت وجواله بالمقعد الخلفي وحرك يحرق كفرات السيارة من سرعته
-
كانت تسمعه تسمع الحوارات اللي يتحاور فيها مع أبوها ، تسمع رجاه وكلامه كله ويتقطع بداخلها آلف شعور ، ويزيد همّها لأن مابيدها شيء ، ماتقدر تسوي أي شيء أقلها توضح له أنها تبغاه وأن قلبها وعقلها وكلّ شيء فيها تملّكه وصار مشغول فيه ، قفلت باب غُرفتها وجرّت خطواتها ناحية غُرفة أمها ، هي الأمل الوحيد وهي الوصل الوحيد والشخص الوحيد اللي مُمكن يقنع أبوها ، فتحت الباب بدون شعور ، دخلت تداهم المكان وهي ماحست على دخولها وأنها مانبهت اللي داخل الغرفة بدخولها إلا مِن جُمله أمها لها ، اللي ما نزلت عيونها عنها لأستغرابها ملامحها والذبول الواضح بطريقة مشيها ؛ بسم الله عليك داخله غرفتك ؟ طقي الباب أول؟ وش فيه وجهك ليه كذا ؟
ماكانت تسمع أستفساراتها لأن هي أستيعابها وقف عند أول سؤال ، ومادققت بالباقي لأن هي جايه لسبب ، وهالسبب مايترك مكان بعلقها ، مايترك مكان عشان تفكر بمواضيع ثانية ، أرتكت على الجدار بنصف جسدها ، وأنظارها على أنفال اللي كانت تبرد أظافرها قبل ماتدخل هي ويصير كل التركيز على غرابتها ، تنهدت للمره الآلف وتمتمت بدون شعور وبنفس واحد ماينقطع ؛ هو بريئ من كل شيء تتهمونه فيه حاولي فيه أقنعيه ، لايتركني كذا ولا يعاند كذا ، هذي المره كم يرفضه فيها؟ماما تكفين واللي يخليك أقنعيه ، كلمته وهو كلمه بعد ما وافق ما أقتنع بكلامي ماصدقني!
كانت مذهوله منها للحد اللي تشكل هالذهول بملامحها ، كيف أعتدلت وتوجهت ناحيتها لأنها هي تشوف آثر الدموع بعيونها ، تشوف كيف كانت تمحي آثرهم قبل ما تنزل الدمعه الثانية ، تشوف كيف هي بائسة والدليل أرتكاءها بهالشكل على الجدار وكيف هي متكتفه تمثل الثبات وهي بعيدة كل البعد عنه ، رجفة صوتها اللي توضح أنقطاع نفسها ، وتبريراتها اللي هي تعرف جزء بسيط منها ، سحبتها لحضنها بدون مُقاومة أو قبول من حنين ، كانت تحضنها وهي ساكنه ماتحركت ولا أبدت أي ردة فعل لدرجة حستها جثّه بحضنها ، وكيف أنتقل شعور حنين لأنفال وصارت هي تتكلم برجفة صارت هي اللي تمسح دموعها وهي اللي تربت على ظهرها وشعرها ؛ ياماما والله كلمته والله بس هو عنيد عنيد ، الله يسامحه
وكيف بعدتها عن حضنها وحاوطت أكتافها وثبتت نظرها بوسط عينها ؛ وبرجع أحاول ماراح أعدي هالموضوع أنا أمك ولي القرار مثل ماهو أبوك ! أمسحي دموعك الحين وروحي تجهزي أنبسطي ياحنين لأني قد كلامي .
كانت تتكلم بثقة كبيرة ثقة هي ماعهدتها بنفسها أبدًا لكن تعرف مثل ما الكل يعرف أن الأم تسوي المستحيل لخاطر عيالها ، رسمت شِبة أبتسامه ذبلانة على ثَغرها وبهدوء الكون كلّه أرتفعت تقبّل راسها وخرجت من الغرفة ، لكن بحال بعيد عن حالها أول دخولها ، الحين صار بداخلها أمل قليل جدًا ، رفعت يدها لشعرها تبعثره بتفكير لأن الجاي ماهو سهل وهي تدري ، ما أكتمل ضجيج أفكارها بمجرد مالاح طيّفه قدامها من انفتح الباب يدخل هو ، وآخذت هي نفسّ وتقدمت ناحيته ؛ أبو سعد بكلمك بموضوع يخص بنتي أنا !
-
~ بعد ساعتين ، بيّت سعود
كان واقف قدّام المرايه يعدل غترته ، وكان تركيزة بأكملة للي خلفّه ، اللي كانت محتاره بين فُستانين ، وكل واحد يهلك أكثر من الثاني ، أبتسم لثواني وهو يلف لها يوقف خلفها ، وثبّت يدّه على ذقنه بتفكير ؛ اليمين ساتر وضيق ، واللي يسار بيهلك قلبي ، أن شاء الله أكون سهّلت عليك الأختيار؟
رجفت لوهلة من سمعت صوته ، كان بعيد كيف صار خلفها؟ أبتسمت بمجرد مانطق بسؤاله الأخير ؛ سهلت عليّ واجد ، ولأني أحبك بختار اللي يهلك قلبك
توسّع مبسمّة أكثر وأكثر لأنها أختارت اللي هو يبغاه ، تنحنح بمجرد ما أختفت هي عن نظرة ، وجلس على الكنبة اللي تتوسط غُرفتهم ، لحد ما أزعج هدوئه صوت جواله بجيب ثوبه ، رفع الجوال لمسامعه وتمتم بهدوء ؛ مرحبًا ؟
هو تكلم بنبرة جامدة ، لكن بمجرد ماسمع المحتوى لهالمحادثة تبدل كل شيء ، أبتسم ووقف ، وأنظارة صارت تدور عليها هي ، وقف كونه ونسى أصلًا موضوعه من خرجت هي ، تهلّك قلبه مثل ماوصفها وأكثر ، تشتت جمودة أكثر من ماهو متشتت ، كانت مرتبكة بسبب نظراته ومن إنه كان ساكن للحد اللي وترها تمامًا ، أنظاره اللي تنساب على طلّتها من أسفل للأعلى ، وإبتسامته اللي تزيّن ثغره وكامل ملامحه ، نزل جواله بعيد عن مسامعه ، لأنه هو ضاع والشخص اللي على الخط ماوقف نداءه له ، قفل الإتصال ورفع يدّه لملامحه ، يتحسس جبينه ، وصدّ بهاللحظه صد يطلب الله الثبات ، بصعوبة قدر يزيح عيونه ومن أزاحها ماطول أساسًا ورجع ثبتها عليها من جديد ، والإختلاف هِنا إن هلاكه صار أقرب ، لأنها هي تقدمت له ، ورنين الكعب يدويّ مسامعه ، آخذ نفسّ بمجرد ماصارت هي قدّامه ، وزاد هلاكه من صار الأكسجين عطرها ؛ يعني أحصلها منك ولا من عطرك ؟
ضحكت غصب ، وأبتسم هو يحاوط خِصرها ، وأبتسمت هي بالمثل تحاوط عنقه ؛ مين كان يكلمك؟
عقد حواجبه لثواني ، لأنه نسى تمامًا الإتصال ، وأبتسمت هي لأنها فهمت هو ليه عقد حواجبه؟
رجع يبتسم من جديد لأنه تذكر ؛ أيهم ، وصل الألبوم
شهقت هي برِقه ، وضحك هو لأن ملامحها تتفجر حماس وهالشيء يشبّ ضلوعه مايمسك نفسه أبد ، وقبّل جبينها ؛ تبغين نشوفها أول ولا نروح لهم ؟
ميّلت شفايفها لثواني ، مايعجبّها أبدًا أنها هي اللي تختار ؛ أختار أنت ماعرف
أبتسم هو يهز راسه بـ زين ؛ مدام الموضوع بأختياري البسي عباتك أنتظرك تحت !
هزت راسها بالإيجاب وهي تنفذ كلامه
-
~ قبل أيام ، أمل
كان بداخلها ألفين شعور وماتكذب لو تقول بحياتها مامرها ضجيج المشاعر بهالشكل ، هي من ثواني وقعت العقد ، عقد زواجهم اللي يربط أسمها وأسمه ، وقعته بنفس القلم اللي كان جوابه ، نفس القلم اللي هو خيرها فيه ، والحين هي قيّد شعورها بقُربه ، كانت تشدّ يدّها توتر ، توحي صوت أبوها لكن ماتعرف هو وش يقول ، من الخجل اللي لأول مره يصيبها خصوصًا إنها قريبة منه قريبة بشكل يعودّها ماتخجل بقربه مهما كان الموضوع ، حسّت فيه يقبّل جبينها وهي هِنا ردّ لها السمع ، وصارت تسمع حكيه من تمتم بـ إبتسامة ؛ الله يحميك
رفعت نظرها له ، لأبتسامته ولدموع عينه ؛ تمنيت أمك تشوف خجلك هذا !
أبتسمت تشتت نظرها من تجمعت دموعها ، أختلطت دموعها مع أبتسامتها ، وآخذ هو نفس يحضنها يطبطب عليها ويغرقها قُبل ؛ ماودّي ينمحي طاريها بيوم مثل هذا ، وماودّي أشوف دموعك بعد !
أجهشت بكيّ غصب عنها ، تدري إنه مايقصد وبنفس الوقت ماودّه حسّها يغيب وهو متأكد مابيغيب لكنه يخاف تنساها لأنها ماشافتها ولا عاشت معها بسبب موتها بعمر صغير ، كان يكفيها ضجيج مشاعرها يكفي وزود ، ماتحتاج شعور زيادة للحظة حسّت الدنيا والمكان تغيّر ، كل شيء تغير ، ونبض قلبها ، لمحته ، لمحت وقوفه خلف أبوها وهي وسط حضنه ، كيف وقف لما شافها بحضنه ودموعها تعبيّ شماغة ، وشدّت هي كتف أبوها تغطي ملامحها عِنه ، وتنحنح هو ينبههم بوجودة وفعلًا أنتبه له يبعدها عن حضنه وألتف بعدها له يبتسم ويدّه على ظهرها ؛ أتركم ، عن أذنكم
-
ماقدر باله يتطمن على تأخيره بهالشكل ، وماقدرت قواه تصبّر وهو ينتظر هاليوم له مُدة ، ووقف بدون وعيّ منه يخرج من المجلس يجرّ خطواته لداخل البيت وماكان يحتاج وقت طويّل عشان يدري بمكانها لأنه هو لمحها وهي غارقه بحضنه ، أساسًا ماكان واضح له غير معصمها اللي يحاوط كتف أبوها من الخلف وراسها اللي يوضّح من أستنادها على كتفه وكيف أخفت ملامحها من لمحته ونزلت راسها تخفي دموعها بكتفه وشماغه ، ولما تنحنح ينبههم وكيف ألتفت أنظاره له ، أبتسامته وكيف رجع نظره لأمل ومن أستأذن يتركهم ، كان واضح بعيونها أنها ماتبغى روحته ، واضح حتى من نظرتها اللي صارت تتبعه لحد ما أختفى تمامًا عن نظرها ، وهو هنا تمتم بهدوء ؛ راح ، الحين يصير التركيز علي طيب ؟
رجعت نظرها له ، ورجف داخلها من صارت عيونها تقابل عيونه ، ومن أنتشر السكات بينهم لأن عيونهم حاليًا تحكي ، تلعب دور لسانه ولسانها ، ماودّه يزيح نظرة لأي جزء بهالحديقة ودّه كل التركيز معها هي ، هو لو بيسكت الحين لسبب واحد ، سبب متأكد منه بعد ، ضياع حروفه بيتلعثم لو تكلم وهو أساسًا ماوده يتكلم لأن الجو بيتوتر لو أحد منهم قاطع سيّل نظراتهم بكلمه أو بحركة ، وكان لها رأي ثاني تمامًا ، من شتتت نظرها ومن شدّت طرف فُستانها توضح له أنها بتُخرج اللي بجوفها ، وصح قوله من تمتمت بهمّس مسموع ؛ طوّلت
أبتسم هو غصب لأن أول حكيها عتاب ، مثل كلّ مرة يتقابلون ، أولها كانت لحظة غضبّه اللامبرر على أبوها ، وثانيها وقت خرج من غرفته بعد العملية ، وخِتامها مِسك ؛ آسف وماتكفيّ ، حليّت الأشكاليات وجيتك ، الوقت يصير كلّه لك
تبسمت يزيد خجلها لأنها فهمت قصده ، وجرّ هو خطواته مايتحمل المسافة بينهم ؛ أول اللقاء عتِاب ، والحين عِتاب ، عاتبي العمر كلّه راضي
رفعت نظرها له بدون قصد ، لأن وقّع الكلام كثيير على قلبها " عاتبي العمر كله راضي " ماهي هيّنه مثلها مثل باقي كلامه مايجي سهّل ولا يجي مفهوم ؛ أعاتبك عُمري كلّه تقدر تصبر ؟
هو ماجاوب سؤالها بقوّل ، جاوبها فعل ، من شدّ يدها له ، يغرقّ بياض ثوبه مع لون فُستانها ، وتغرق هي كلّها وسطّه ، رفعت نظرها له ، ونزل هو نظره لها مايفصل بينهم شيء ، ورفع يده يبعد خُصلات شعرها اللي أنسابت على ملامحها آثر سحبّه لها ، وقبّل أعلى جبينها ؛ بكل مره تعاتبين بيكون مِني هالردّ ، عاد إذا أنتِ مليتي من هالرد ندور رد غيره ، أنا ما أمّل منه
-

ياوش بقى بعطيك مني ولا جاك ماباقيٍ الا روحي احيا بها لك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن