الجزء 54

29.1K 517 146
                                    

-
~ مجلس الرجال
تبسّم إيهاب بخُبث ورفع الفنجان ناحيه شفايفه يرتشف منه وسط إبتسامته الخبيثه ، تمتم بهمس لنفسه ؛ ماكنت متوقع يصير كذا لكن هذا خير وبركة احسن بألفين مره من اللي مخطط له..
وتبعها بضحكة خفيفة ، وأكمل بعدها بصوت مسموع ؛ طلعت البنت مخطوبه وأنت تبغاها ! يوه يالقهر لكن ماعليك ازوجك احسن بنات الرياض كلّها !!
لفّ مُحمد بغضب ناحيته ، كيف كانت نظرته بارده و ساخره وكأنه جاي يتشمت فيهم ، طريقه جلوسه وكأنه في بيته ، واخيرًا أبتسامته الأخاذه والساخره ايضًا ، ماكانت حروفه قادره على هالشخص قدّامه اللي حضر ينهي عودتهم لبعض ينهي اي فكرة بالصلح بينهم ، لآن بنظره هم مايجتمعون وهم اللي فرقوه عن ابوه وعُمر أخته ماتكون من رقمين حتى ! ، مايحق لأي احد منهم يفرح وهو وأهله يعانون ألم الفقد ، مايحق لهم وهو يشوف أُمه كل يوم توتِر وتدعي لساعات طويله، مايحق لأي وحده فيهم تعيش حياتها طبيعي وتخرج طبيعي تسمتع بالسفر لأي مكان وأخته محرومه من هالشيء ، بسبب خوفه وعقدته طول سنينه ، اللي مره من غياب ابوه عن حياتهم ماهو عادي ابدًا ، يشيب راسه من الهم ومن الثقل اللي يحمّله على كتافه بدون مايشتكي ، بدون مايحصل له أحد يشكي له جمّرته طول السنين، الجمره اللي تحرق قلبه كل مامرته ذكرى من أبوه وكل ماشاف أخته قدام عينه ، أخته اللي صارت شخص انطوائي بسبب خوفّه اللامعقول ، هو فقد أبوه مرتين ، مره وهو صغير "خالد" ، والمره الثانيه فقد فيها زوج أُمه "فيصل"، زوج أُمه اللي ترك له ثروته كلها تحت رعايته ترك له بنته إيلان وولده وزوجته السابقه يهتم فيهم ، إيلان اللي كانت أخته من الأم فقط ، وأخوه الآخر اللي كان من زوجة "فيصل" السابقه ، ومن بعد وفاة أبوه رجع لأُمه بالرياض ( اذا تتذكرونه هو اللي سجنت لتين واللي طلعه إيهاب بكفاله، ورجع لـ لتين يضايقها)
-
دخل أيهم لحظة انتهاء جُملة إيهاب ، دخل بإبتسامه ووقفت حروفه بلسانه من شاف حال المجلس ، من حس بتوتر الجو ، ومن حس بلهيبه ، وقفت حتى خطاويه قدام الباب يوزع نظره عليهم يرتجي جواب من عينهم ، ووقفت عينه عند الشخص الجديد ، الشخص اللي من لمح أيهم وقف يبتسم ينطق بإبتسامه ؛ أيهم! وش جابك هنا ؟ الله حيه الله حيّه تعال ..
وتوجه له يسلم عليه يسأل عن حاله ؛ وين ارضك انت ! من بعد إيطاليا ماعدت اشوفك ، بس دقيقه ! أنت من هالعائله !
هز رأسه بالإيجاب بأستغراب شديد ، وضحك إيهاب يلف بنظره ناحية عُدي ومُحمد ؛ ولدكم؟ هذا أفضل شخص عرفته ياخساره يكون قريب منكم والله !
ولف بعدها لأيهم ينطق ببتسامه بينما هو يربت على كتفه ؛ والله ان مابك عيب غير انك قريب لهم ، وشلونك ؟
عقد حواجبه لوهله من شاف وقوف سعود ومن شاف تقدمه ناحيتهم يسحب إيهاب من كتفه ويلفه له ، وبلحظه وحدّه...
تعالت الأصوات من وجّه سعود لكمه تهد فكه لكمّه تنزف شفته ، ومن اختل توازن إيهاب ورجع يستقيم بصعوبه بعدها ، لكنه مارحمّه ابدًا ورجع يلكمّه من جديد يلكمه وينزف جبينه ، لكنه بالرغم من كل هذا يبتسم ! يبتسم يستفزهم يستفز هايف اللي من لمّح ابتسامته زاد غَضبه وشدّ على يدّه ، بينما تمتم إيهاب بأستفزاز يوجه كلامّه لسعود ؛ وانت وش مشكلتك؟ لايكون تحب اللي يحبها اخوك بعد !؟ ترى البنت مخطوبـ..
هو ماعاد يتحمّل من نطق بهالكلام ماعاد يقدر يصبر ويسكت عليه ما عاد يقدر يسكت ويطيع أبوه اللي كان يهدده بنظراته طول الجلسه وطول ماكان هالشخص يستفزهم ، ولذلك وقف ، وقف بكل غضب يتوجه له يلكمّه يزيد كدمات وجهه يهد فكه ويلكمّ بطنه يتركة يكح لثواني كثيره كثيرّه جدًا ولا يشبع كان يستلذ بكل مره يوضح الالم على ملامحه ، كان أيهم مذهول مُتصنم بمكانه وماكان قادر يتحرك ناحيتهم يفرق بينهم ، لكن من إنتهى هايف من ضربه ومن سمع صوت كحات إيهاب المتواليه ومن شاف شكله وكيف كان يتراجع للخلف بينما هو يمسح شفته ، توجه له توجه يسنده ويرفعه يتوجه به للباب وقبّل مايخرج وجه نظره لسعود نظره هو مافهم معناها ولو كان حاضر من البداية ماوجه مثل هالنظره لسعود ، نظرة خيبه الامل؟ او نظره معناها هذا الشخص اللي بيكون أب لعيال أختي ؟ بيكون زوج لأختي ؟ ، خرج أيهم مع إيهاب لحد ماخرجوا من الخيّام ، كان يكح تارة وتارة أُخرى يتفل فيها الدم ، ويبتسم كثير يبتسم وكأن هالكدمات مويا بارده تبرد نار قلبّه ، ضحك بأستفزاز يلف لأيهم وينطق وسط ضحكته ؛ ذاك ذاك يدّه والله يا انها تهد الحيل ، نسيبك هو؟ الا الا نسيبك !..
زفّر أيهم بغضب يرميه بالسياره واعتدل بعدها يثبت يدينه على ظِهره ؛ وش الكلام اللي قلته بالمجلس؟..
تنحنح إيهاب لثواني يفك اول ازار ثوبه ؛ اي كلام؟ كلامي كثير وكله له معنى كله بس ماكنت حاضر به كله انت !، الا ماقلت لي وش يقربون لك هالعائله ؟..
أخذ نفس عميّق وزفره ينحني له ويتمتم بغضب وعدم تصديق ؛ إيهاب انت وش طينتك ! سألتك سؤال انت عارف جوابه قل لي وش أنت قاصد ماهو صعب ترى؟؟.
زفّر إيهاب يسحب منديل من قدّام ويرجع بعدها يسند ظهره للخلف ، تمتم بينما هو يمسح جبينه بالمناديل ؛ السالفه طويله يا أيهم وتشيّب الراس اعذرني على اللي قلته لكني ماقدر اقولك شيء ..
مسح أيهم جبينه بغضب وألتفت الانظار بعدها للسائق الخاص بإيهاب من تمتم بتردد ؛ طال عمرك نمشي ؟
هز إيهاب راسه بالايجاب يخرج من سيارة أيهم ويربت على كتفه قبل مايمشي ، ومشى بعدها يترك أيهم يتبعه بنظره لحد ما أختفت السيارة تمامًا عن نظره
-
~قبل ساعتين ، قصر إيهاب
التفتت غيداء للخلف تناظر إيلان اللي كانت تعدل شيلتها الزرقاء بحماس شديد ؛ يالله يا إيلان راح الوقت !!!
تنهدت إيلان تترك الشيله بيأس وتتقدم ناحيتها ؛ سويها لي ماعرفت صعبــــه !
تبسمت غيداء ، تثبت جوالها على الطاوله جنبها وتلف بعدها ناحيتها تعدل لها الشيله بأبتسامه وتنهدت بعدها ترجع خطوه للخلف ؛ ايوا كذا ! اخيرًا يالله تعالي تأخرنا !!
هزت راسها بالايجاب وخرجت تتبعها ، كانت تمسك بيدّها بخوف شديد وكأنها بأي لحظه راح تنكشف ، توجهت معها لحد الباب الكبير ، اللي يحاوطونه أربعة حراس شخصيين
سرعان ماتجمع الدم بعروقها ، من سمعت صوت أحد الحراس من يمينها ينطق بصوت حاد ؛ وقفي !!!
وقفت خطاويها بخوف تشد على يدّ إيلان جنبها ، ولفت له بتردد ، بينما تقدم هو ناحيتها يوقف قدامها تمامًا وينطق بصوت خافت وبينما هو منزل نظره للأرض ؛ إنتبهوا على انفسكم ولاتتأخرون !..
عقدت حواجبها بذهول ترفع نظرها له ، نظر الأستغراب من هالحارس اللي عرفها ! وسمح لها حتى تخرج ؛ مين انتَ!
رسم شبّه إبتسامه على ثِغره وتراجع للخلف يأشر على السياره المركونه قريّب من القصر ؛ هناك السياره نص ساعه وترجعون !.
وجهت نظرها للسياره ورجعت توجه نظرها المُستغرب له ، لكن ضغط إيلان على يدّها يجبرها تتجاهل الموضوع وتتوجه للسيارة ، زفّرت براحة من صارت داخل السياره ، ولفت لإيلان اللي تمتمت بربكه ؛ غيداء خلينا نرجع بديت اخاف !!
هزت راسها بالنفي تربط حزام الأمان ؛ مستحيل وحنا خاطرنا كل هالمخاطره خلينا نطلع وش بيصير يعني !!.
-
~ مجلس الرِجال ، الوقت الحالي
بعد خروجهم صار المجلس هادي تمامًا خالي من أي صوت ، مجرد صوت الحطب اللي يحترق ، الحطب اللي كان يحترق مثل قلبّ مُهند بهاللحظه ، الهدوء اللي مايحبّه ابدًا ، رفع نظره ناحيه سعود اللي كان واقف بمكانه ، وقدّامه كان هايف واقف ، ورافع يدّه اللي كانت ترجف يمسح فيها عُيونه من الغضب بهاللحظه من الشعور السيئ اللي مره ، نزل يدّه ولف بعدها بنظره يدور على مُهند ، ومن طاحت عينه عليه ، كيف كان جالس وأنظاره على الأرض وكأنه يداري دمعته ، ووجه نظره بعدها ناحيه أبوه اللي كانت أنظاره عليه ، زفّر بغضب وخرج من المكان ، كان مُتوجه ناحية المخرج ويدّه كانت بجيب ثوبه يدور على جواله ، ماكان قادر يشوف الارقام ابدًا لشدّه غضبه ، كانت عُيونه شديدة الحُمره وأنفاسه مُتصاعده ، رفع يدّه يمسح عيونه من جديد ، ورجع بعدها يثبت نظره على الجوال ماخذ وقت طويـل عشان يتصل فيها كونه كان مُتصل فيها قبل اربع ساعات ، رفع السماعة لمُستوى سمعه ينتظر الردّ...
-
نرجع للمجلس ، كان يحس بنظرات الكل عليّه ويسمع الهمس الخفيف بين عُدي وسليمان وغازي ، ماكان قادر يتحمّل زياده ويظل عندهم ، ووقف يخرج من المجلس يتوجه لخارجه يبتعد لأبعد مكان يقدّره لأبعد مكان تقدر تخطيه رجوله ، وماحصل نفسه ألا عند " سيارته " كان قلبه يرتجيه يبعد عن المكان اللي هي فيه المكان اللي فيه خطيبها ، يبعد عن الهوى اللي هي فيه وفعلًا ركب سيارته يحرك ولا يدري وين تسوقه رجلّه ، كان مابين اليقضه والخيال ، مابين ذكريات ماضيه معها وذكريات خبر وفاته ، ماكان يحسّ بأي شيء ماكان يحس بالسائل اللي ينزل من عيونه ماحس به الا لما نزل على ثوبه نزل يبقى أثره ، وشد الدركسون بيدّه يوقف السيارة يوقفها بعد ماكانت مُسرعه جدًا يوقفها بنص الطريق ، نزل راسه على السياره لوهله نزلها يستوعب اللي صار توه ، نزل يسترجي الاكسجين يحيي رئته ، رئته اللي بدت تختنق بدت تضيَق عليه وفتح ازرار ثوبه العلويه يسترجي الاكسجين ، وجثى بعدها على ركبه ، كان صدره يعلو تارة ويهبط تارةً اخرى لشدَة عطشه للأكسجين ، صدح بالمكان صوته ، صدح بالمكان صوت صرخته صدحت تطيّر الطيور اللي كانت تُبات في سُبات عميّق تنعم بهالدوء حتى وصلها الصوت المُزعج والعالي صوت الغضب وصوت الأسى اللي يخرج من قلبّه ، يخرج بنفس واحد ...
-
~عند البنات
كان ضجيج أصواتهم عالي جدًا كونهم كانو يلعبون"زوايا" اللعبه اللي جابت فِكرتها تولين لجل تكسر الحواجز بينهم ، وفعلًا قدرت تكسرهم وبشدّه ، اصواتهم تعلى تارة وتهدى تارة أُخرى ، بينما كانت هتّان جالسه على الكرسي وبجنبها ودّ تتأملهم من بعيد وتبتسم معهم كثيّر ، سرعان ماضج بمسامعها صوت رنين الجوال على الطاوله قدّامها ، تقدمت ناحية الجوال اللي يخرج منه الرنين وسحبته تتجهى الاسم لودّ جنبها ؛ اخوي هايف
تبسمت ودّ تلف لهتّان وتمتمت بينما هي تأخذ الجوال من يدّها وتوقف ؛ لَدَن جوالك يدق
وقفت خطاوي لَدَن تلف لها ، سرعان ما أبتسمت من لمحت ودّ تلوح لها وبيدها الجوال وركضت لها تسحب الجوال من يدّها وترد عليه ، توجهت لزاوية بعيده عنهم وبينما هي تمشي ردت تحط يدّها على خِصرها ، وتحاول تنظم نفسها اللي بدا يتصاعد ؛ هلا هايف
عضت شفتها لوهله من سمعت صوته الغاضب ، ينطق بكل حدّه وغضب ؛ البسي عباتك واطلعي لي برى الحيـــن !!
عقدت حواجبها لوهله تبعد الجوال عن أذنها تتفحص الاشعارات من فوق ورجعت تثبت السماعة عند اذنها ؛ ليه وش صاير ؟
تأففت بغضب من اغلق الخط ، يوضح لها غضبه ويوضح لها جدية الموضوع ، ولذلك توجهت لمجلس الحريم تلبس عبايتها وتتوجه بعدها له ، للمكان اللي هو وصفه لها ، زفرت لوهله من الشعور الغريب اللي مرّها شعور عدم الراحة شعور الربكة والخوف من القادم
كيف أنها ثبتت يدّها على قلبّها من لمحته واقف ، بطوله الفارع وسط غضبّه اللي يوضح لها من لغة جسدّه ، وكيف أنه تقدم ناحيتها بكل غضب وأستعجال من لمّحها ، شد على قبضته بغضب من صارت قدّامه ورفع يدّه بكل سرعه ناحية وجهها ومقصده يضربها !!!
لكن وبلحظه وحدّه تبدل كل شيء تمامًا كيف أنها رفعت يدّها تحمي وجهها من يدّه الغاضبه ، وبحركتها هذي هي تركته يحس أو يستوعب هو مين ، يستوعب غضبه وين كان بيوصله ، وشدّ على يدّه شد عليها غضب منه ومنها ونزلها ، كانت جايه له تبتسم ومن رفع يدّه ناحيتها سكنت ملامحها وتبدلت بالخوف وغطت ملامحها بيدّها ، هي من هول صدمتها ماتكلمت مانطقت الحرف ظلت ساكته ، ومن تأخرت يدّه يالوصول لخدها ، هي ابعدت يدها عن مدى نظرها تلف بنظرها ناحيته بدون ماتنطق بالحرف تزيد ندمه تزيد كرهه لذاته ، كيف أنه رفع يدّه يمسح ملامحه يزفّر بغضب شديد ، وجلس بعدها على الارض جلس بقل حيله جلس مهدود حيله ، من يتذكر اللي صار كله ، اخذ نفس عميّق حتى امتلأت رئتيه وزفّره ، بينما جلست هي جنبه ، جلست تجمّع رجولها ناحيه صدرها مثل طريقة جلوسه لكنه كان مبعد رجوله عن صدره بعكسها ، لفت بنظرها له تتأمله لوهله وتمتمت بعدها بهمس وبهدوء ؛ وش فيك؟ ليه كنت بتغلط ؟
ماكان منه الحرف أبدًا وظل ساكت يتأمل الفراغ فقط ، تنهدت هي ترجع تتلبس الصمت مثله ، وسندت راسها على كتفه تظل على حالها لثواني طويلة ، تنتظر فيها لسانه ينطق بالحرف...
-
~ عند مُحمد في أحد زوايا المُخيم
التفت لعُدي اللي كان واقف جنبه ، وتمتم بهدوء ، معاكس لداخله ؛ كم مرّ على وفاة خالد ؟
تنهد عُدي لثواني طويـلة جدًا : ثلاثين سنه يمكن
رسم شِبة إبتسامه على ثِغره ولف ناحيته يقابله وجهًا لوجه ؛ وإيهاب من وين جاء ؟ وش عرفه عنا؟
ميّل عُدي شفايفه لوهله يوزع نظره على المكان ؛ لا تنسى أنه إيهاب ولد خالد صديقك صديق طفولتك تعرفه اكثر من غيرك
هز راسه بـ إيه يرفع حاجبه ؛ صديقي اللي أنت قتلته شغل يدّك !
سرعان ماصدح بالمكان صوت ضحكته الساخره ، وسط صوته المُتحشرج دليّل كبّر سنه ؛ هذي مشكلتك يامحمد طول عمرك تدور الحقايق وهي بعيده عنك بعيده كل البعد ، انا مادري سنين شغلك على سنين دراستك ما فادتك؟ ماعرفت تطلع سبب موته؟
رفع حاجبه لوهله يناظره وسط عينه يدور الحقيقة بعينه ؛ وش سبب موته ؟ ، اصبر اصبر انا اقولك ! أنت حرضت على قتله حرضت على موته حرضته لين مات ! ولا تكذبني كل الأدله تدينك كلها تثبت لي وللقاضي أنك المُتهم الأول بالقضيه !!
هز رأسه بأسى يجمّع كفوفه على عكازته ويوقف بأستقامه بعدها ؛ الله يشهد والملائكة تشهد أن مالي يدّ بهالموضوع ، سنين سجني ظلم ويشهد الله ماني مسامحك فيها ولو بعد حين !!....
رفع حاجبه لوهله ، يسترجع فيها أحداث الماضي أحداث القضيه اللي مشغلته من سنين ، ورجع له صديقه عُدي الشاب ، صديقه اللي اذا حلف يصدق بكلامه ، اذا تردى يتكلم برداه ولا يهمه أطلق شنب ؛ مدام يدّك بعيده عن هالموضوع ليه ما أثبت هالشيء ! ليّه ماقلت أن مالك يدّ بهالموضوع ! ليه ما أنكرت !!!
أخذ نفسّ من أعماقه ، يسترجع لمحات من سنين سجنه ومن العذاب اللي كان يعيشه طول التسع سنين كلها ؛ كلامك يقول اني سكت واني ما أنكرت شيء من الأتهامات اللي جتني ! تذكرني تذكرني جيتك وقلت لك يامحمد عيالي يامحمد لكنك مافكرت تنظر لي حتى ! مافكرت ترحم المساكين اللي ينتظروني مافكرت تشفق عليهم ماحسيت فيني هذا وأنت أب ! بنتِي ماتت بعيده عني بنتي ماتت بسبب ولدك ماتت وانا ما عشت معها زين ماشفت طفولتها ماشفتها تكبر قدام عيني ! لما كانو عيالي جواعا أنت كنت تذبّح الذبايح لعيالك ولأحفادك ! لما كان البرد ينهش عظامهم أنت وعيالك تتدفون تحت سقف واحد ولا بعمرك فكرت تطمن على عيالي ولا عمرك فكرت تتطمن على عيال خالد اللي إنت اتهمتني بقتله ! لو جمعتني وارسلت لي ودّ عشان هالاجتماعات كلها مابغفر لك بقدر ذره من اللي صار لي طول سنيني كلها ! الله ياخذ عمرك انا ماحبيت ود بحياتي !! الله ***** انا ولا مره لاعبتها ولا مره ضحكت لها ! كنت قاسي معها قاسي عليها لأنها شبيهه لها لأنه النسخه الصغيره من شوق ، من بنتي اللي انحرمت منها بسبتك ! بسببك أنت وولدك الله لا يرحمه ولا يرحمك !!!!
-
كانت جالسه مع البنات للحد اللي حست فيه بأختناق عظيم بداخلها من حست بمغص أسفل بطنها ، وماقدرت تتحمله ابدًا ماقدرت ولذلك لبست فروة سعود وخرجت تتمشى بالخارج يمكن مغصها يخفّ ، كانت تمشي بضياع ومو عارفه وجهتها مو عارفه هي وين متوجهه لكن الشعور السيئ اللي تحسّه ينسيها أنها تمشي حتى ، هي تعرف بأن هالافكار السلبيه تضرها تضر جنينها لكن غصب عنها تفكر بهالأفكار ، وقفت خطاويها وتراجعت خطوّه للخلف من شافت الثياب قدّامها من شافت العكاز اللي مع أحدهم ومن شافت أنظاره على الشخص قدّامه ، كانت تقف بزاويه شبّه مظلمه ولذلك أخفت نفسها بالظلام أخفت نفسها بعيده عن نظرهم لكنها تسمّع لهم ، هي ماكانت بتظل بمكانها لو ماسمعت أحدهم ينطق بقوله (الله يشهد والملائكة تشهد أن مالي يدّ بهالموضوع ، سنين سجني ظلم ويشهد الله ماني مسامحك فيها ولو بعد حين )
هي عرفت صوته لكنها ماعرفت عن أيش يتكلم ، ولما هو رجع ينطق بصوت مليان خيبه فائض المشاعر ( يامحمد عيالي يامحمد ) هي أجهشت بكي ، لأنها تدرك مين عياله تعرفهم تعرف كل شخص فيهم ، كانت تعرف لمحات بسيطه عن الفتره اللي راح فيها عُدي قبل لا هي تكون موجوده بالحياة ، لكن عبدالله كان يقولها (كان بمهمه وزمان اول ماكنا نعرف نوصل له غير بالرسائل ) ولأنه عسكري سابق هي ما شككت بكلامه ولو واحد بالميه ، هي عرفت الحين ليه تركهم تسع سنين عرفت السبب الحقيقي ، وعرفت سبب بغضهم لبعض السبب اللي ظنت بأنه من أبوها وأُمها ومن حبهم المُمنوع لكنها الحين عرفت الحقيقه عرفت الخبايا الكثيرة اللي كانت مغيبه عنها ، زاد ألمها شدّه وزاد نبض قلبها ، وزادت دموعها من سمعت جدها ينطق بتحشرج ( بنتي ماتت بعيده عني )
نبره صوته وطريقة نُطقه لهالكلمة يزيد سوء شعورها يزيد مرارة اللي تحس به ، سرعان مارفعت يدّها لشفتها تكتم شهقاتها ومايطلع الصوت لهم تكتمها بداخلها ولا  تسمعهم شيء من صوت شهقاتها ، ظلت على حالها تسمع حِوارهم تسمع عذابها كله من كم كلمة نطق بها ، ماكانت قادره توقف دموعها ولا كانت قادره تستحمل كل هذا ، رفعت يدّها تمسح دموعها تاخذ نفس وتزفره تحاول توقف رغبه دموعها وتوجهت بعدها ناحيتهم ، توجهت بكل غضب توقف قدّامهم تصدمهم وتوجه كامل الأنظار لها ، لدموع عينها للألم اللي يخرج من عينها ؛كان فيه سؤال يرافقني طول سنيني تدري وش كان؟ ماتدري طبعًا ، عشان كذا بقولك ، كنت اتسائل ليه جدي مايحبني مثل مايحب تالا ولدن وملا ووجد ليه مايعاملني زيهم ليه مايضحك معي وليه كل ماجيت اجلس معهم هو يروح؟ ماكنت عندي الجرأه اسال بابا ، كنت خايفه يقولي لأن امك شخص ثاني لأن أمك ماهي ترف امك انسانه ثانيه كان هذا الجواب اللي اخافه ، ما عمري حاولت أكلمك او أكلم بابا بخصوصك ، حتى بابا ماكان يكلمني عنك ولا مره تكلمنا عنك ، طلع هذا السبب ؟ هذا سبب كرهك لي ؟ ليه طيب ؟ مو انا نسخه من ماما ؟ ليه ماتحبني مثل ماتحب ماما ؟ ليه ما تداري زعلي مثل ماتداري ماما ؟ ليه تعيشني أتمنى منك أبتسامه ؟ أنت الحين ماراح تسامح جدي محمد ، وانا الحين ما بسامحك أنت ما بسامحك لأن سببك مايخفف شعوري مايخف ناري ، كان المفروض تراضي ماما عن طريقي إذا أنت ندمان على صدك لها لما جاتك ترتجي منك حُب ، لكن انا فاهمه ماما عارفه هي كانت تظنك بتشرع لها أبوابك كلها لأنك تحبها ما كانت تدري أنك اول من يصدها ، مبروك عليك لا الأم ولا بنتها بيسامحونك !!!
رجفت يدّها بلحظه وحده رجفت تبين قهرها منه تبين غصتها وألم قلبّها ، أنهت عتابها لعُدي أنهته لكن بقلبها كلام كثيــر ودّها تنطق به لكن رجفتها ماتسمح لها تتحرك من مكانها حتى ، رفعت راسها تحاول توقف دمُوع عينها تحاول توقف فيضانها بدون فايده ، زفرت بغضب من نزلت دمعتها ورفعت يدّها تمسحها وترجع تنزل نظرها لهم لملامحهم المذهوله ، لملامح عُدي النادمه لجفن عينه اللي يثقل بهاللحظه ، تقدم ناحيتها خطوه يصير قدّامها تمامًا ، لجمّها تمامًا من ثبت قُبله أعلى راسها ، هي ماتفهم معناها ، لكنه نطق يوضح لها ؛ مانيب قايلن لك آسف على اللي سويته ومانيب طالبً السماح منك عشان اللي سويته انا ما أسامح نفسي عليه ما أسامح شيب راسي ولا اسامح عجزي ، والله اني ما قدرت ياودّ ما قدرت أقرب منك ما قدرت اعتذر منك قبل هالوقت قساوتي كانت تفوق رحمتي تفوق طاقتي لا تسامحين قساوة قلبي ، سامحي محاولاتي أسمحي لي أقضي أخر عُمري محاولات لغفرانك ، أنا طالبً هالوجه !
-
~ نرجع لـ لَدَن وهايف
ظلت على حالها تسند راسها على كتفه لدقائق طويــلة هي ماستوعبتها ، لكنها ما تعودت هالشخصيه منه أبدًا ولا بعمرها شافت هالقساوة منه ، تنهدت لثواني ، تمسك يدّه تخلل أصابعها بأصابعه ، تمتمت بالله بتردد ؛ هايف
عضت شِفتها لثواني من سمعت تنهيدته ورده عليها بالهمهمه ، بلعت ريقها تكمّل كلامها ؛ كنت بتضربني ؟
هز راسه بـ إيه ، بينما عقدت هي حواجبها بأستغراب شديد ؛ ليه ؟ وش السبب اللي يخليك تفكر تمد يدك؟
كانت مستغربته جدًا مستغربه هدوئه الحين مستغربه غضبه قبل دقائق مستغربه الوضع اللي هي فيه ومُستغربه مُناداته لها ، وفجأه بدون مُقدمات مر هو لخيالها "قال لهايف شيء بخصوص عرضه للزواج؟" هزت راسها بالنفي تطرد الفكره من راسها وتبعده عن بالها
؛ فيه شخص نكره تكلم عنك وعن مُهند مديرك ، انا آسف لآني صدقته و ما وثقت فيك
لف لها بعدها يرفع نظرها له يحاوط وجهها بكفوفه ويتمتم بينما هو يناظر وسط عينها ؛ كنتِ تدرين أن مديرك من هالعائله؟
سرعان ماظهر على ثِغره طيف إبتسامه من تمتمت هي بهمس مُتردد ؛ ماكنت ادري وماعرفه اصلًا بس اسمه الاول هو اللي اعرفه والحين لما جينا وشفته عرفته بس ..
أنهت جُملتها ونزلت نظرها بعدها للأسفل ، بينما أبتسم هو بحرج شديد يبعد يدّه عن ملامحها ؛ آسف لأني صدقته
عقدت حواجبها لثواني وبداخلها ألفين سؤال رجعوا يتسطروا من جديد وتمتمت بأول سؤال راود خيالها ؛ مين اللي صدقت مُهند ؟ ووش قايل لك؟
هز راسه بالنفي يلتقط بيدّه العود من على الارض وبدأ يكسره بيده وتمتم بقهر يوضح من صوته ومن عضتّه على شفايفه ومن رصه لأسنانه بين كل كلمة وأُخرى ؛ ماهو مهند شخص ثاني مادري من وين جاينا ، ما يحتاج تعرفين هو وش قايل لنا اللي يحتاج أنك تعرفينه أن جدي مقرر لمستقبلك مع ليث
عقدت حواجبها بأستغراب وسرعان ماشهقت بغضب ممزوج بذهول من أستوعبت هو قرر لأي مستقبل ؛ تمزح صح؟
هزّ رأسه بالنفي وتمتم بهدوء ؛ للأسف ما أمزح تبغينه ؟
رمشت لثواني تحاول تستوعب واعتدلت يصير بأكمله قدامها ؛ طيب وش رد أبوي ؟ اساسًا ليه قال كذا بالمجلس !! اشرح لي كويس
أخذ نفس من أعماقه ولف لها يجلس بنفس طريقتها عشان تصير مُقابله له ؛ السالفه و مافيها أن فيه احد تكلم عنك وعن مديرك وجدي أنهى الموضوع بجملته اللي تعرفينها و ماحد تكلم
عقدت حواجبها لوهله ترتب كلامه براسها ، ثواني بسيطه أستوعبت فيها الكلامه اللي يخصها هي ومُهند ومن أستوعبت السبب اللي بيترك جدها يقرر بهالقرار ويحكي به وسط رِجال وبمجلسً كبير ، أُصيبت بخيبة آمل قليلة من ادركت اللي صار ، واساسًا ماكانت قادره تسأل هايّف عن نوع الكلام اللي قاله وماقدرت تسأله عن ردّ مُهند على هالموضوع وخصوصًا أنها مُحرجه وجدًا منه ، وبداخلها خوف كبيّر بأنها تفضح نفسها ، هي ماتعرف ليه مرها هالشعور؟ شعور أنها بموضع الفضيحه وهي ماسوت شيء ، تأففت بضيق وجمعت رجولها تحاوطهم وتركي راسها على عضدها وأنظارها كانت على الجهة المُعاكسه للجهة اللي يجلس فيها هايّف ، ماودّها تقابل عينه ابدًا
؛ بنجن !! بنجن يالَدَن ليه يطلع عنك هالكلام ؟ ليه يقول عنك كذا ! والحمار الثاني خطبك يأكد كلامه لنا !! طيب صح ما قصر قال أنك بنت رجال وأن الغلط ما يطلع منك ! لكن ليه يخطبك ! ليه يوافق كلامه !
رمشت بذهول تحاول تستوعب كلامه ، مُهند خطبها؟ وقال عنها بنت رجال؟ والغلط مايطلع منها ؟ كانت مُحترقه وتسمح زياده تموت وتسمع باقي كلامه عنها ، خطبها؟ ولآنه خطبها عُدي قرر يزوجها ليّث؟ ظلت على حالها تستوعب كلامّه لثواني طويّله ثواني طويله هي ظلت ساكته فيها ؛ طيب وش كان ردّ مهند على موضوع خطبتي لـ ليث؟
تنهد هو لثواني يسترجع فيها اللي صار ، وسرعان ما زفر بغضب يضرب الارض جنبه ؛ ماشفت وجهه ولا كان لي القدره اشوفه ، لكني كنت بهد فكه لو ما منعني أبوي
توسعت حدقه عيونها بذهول ترفع راسها وتلف له ؛ كان الوضع أكشن عندكم؟ كنت بتضربه وأبوي ردك قدامهم كذا؟
أبتسم هو على تفيكرها وهز راسه بالنفي يرفع يدّه ناحية شِعرها ويبعثره برِقه ؛ لا يا الأكشن أنتِ كان يرسلي سهام نظراته تعرفين أبوي والله ان يهد فكي لو قربت صوبه
ظلت أنظارها مُعلقه عليه تتخيل المشهد قدّامها ، بينمام كمل هو ؛ بس هديّت فك الثاني ايهاب مدري شهاب ، هدينا فكه انا وسعود ، رهيب زوج ودّ وقوي ضربه وحده منه أدمت شفايف الكلب
عضت لَدَن شِفتها تمنع ضحكتها لا يخرج صوتها بالمكان ؛ يالله تمنيت اني معاكم صدق احس أكشن و حركات ليش مايصير عندنا مثلكم؟
ميّل شفايفه لثواني ورفع كتفه بعدم مَعرفه ؛ آخ يالقهر لو ما جاء أخُ ودّ وظل غايب كان كملت عليه مُستفز مُستفز ماعرف ليه أيهم يصادق هالأشكال
؛ و ليث ؟ ليث وافق؟
كانت مشُغوله البال تمامًا مشغوله فيه مشغوله بجوابه ومن ردّة فعله على موضوع خُطبتها ، كانت تتوقع منه المحاوله تتوقع أنه بيمنع هالخُطوبه من أساسها لَكنها كانت مُحطمه تمامًا من جواب هايف الجواب اللي ماتتمناه ، بما أنه ما شاف ملامحه يعني أنه ما حاول ماردّهم ابدًا ، وظل ساكت ظل يراقب ولا حاولهم ابدًا ، كانت تسأل عن ليث ، وهي متوقعه جوابين منه ، اذا كان جوابه "إيه" مابتقدر هي ترفضه أبدًا وبتوافق مثله ، ولو كان الجواب "لا" بتظل ساكته وكُل مُناها أنه يرفض
؛ ما قال شيء ليث كان ساكت حتى ما اعطى ردة فعل.
ماكان هذا الجواب اللي تنتظره ابدًا ، ماكان هالجواب من خياراتها أساسًا !! ليه مارد؟ ليه مارفض ؟؟؟ بلعت ريقها لوهله من مرتها فكره أنه " هو اللي طالبها؟" ، سرعان ماهزت راسها بالنفي تطرد هالفكره من بالها تمامًا...
-
~وسط أحد سيارات الرياض
كان جالسّ بالمقعد الخلفي الخاص بسيارته ، اللي كانت مركونه بجانب أحد المقابر الموجوده بالرياض ، مُغلق شبابيك السياره ، وسيجارته تعانق شفايفه ، يشكل غيوّم كثيره من الدُخان حوله ولا يضايقه هالشيء ، كان فاتح على مقطع باليوتيوب للرقيه الشرعية
يصغي له بتركيز تام ، هالشيء كان المُتنفس الوحيد له هالشيء كان و اللي يطمن قلبّه هو اللي ينسيه كلام أبوه كلّه ينسيه دموع أُمه ، وينسيه وفاتها ، تنهد لثواني من اختفى صوت القارئ وتبدّل بصوت رنين مُزعج جدًا رنين ما فارق جوّاله طول اليومين اللي مرو ، زفّر بضيّق يفتح الشبابيك ويسحب جواله من على التكايه يمينه ، سرعان ماعقد حواجبه بذهول وصدمه من الرقم اللي يطلع له ، مسح عيونه يتأكد من اللي يشوفه ، ورجع بعدها يثبت نظره على الجوال من جديد  وكان فعلًا نفس الرقم ( ملأ ) تبسّم بذهول يحاوّل يستوعب يحاول يتأكد وردّ بكل سرعه يثبت الجوال عند مسامعه ؛ غيث ليش ماجيت معهم كنت انتظرك !..
-
"عطوه حقه🤍"

ياوش بقى بعطيك مني ولا جاك ماباقيٍ الا روحي احيا بها لك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن