الجزء 49

38.2K 650 212
                                    

-
~عند ودّ
بعدت عن حضنه وابتسمت غصبّ من صارت عينها بعينه من شافت إحمرار عيونه ومن شافت مبسمه وأنظاره اللي عليها واللي متأكده وجدًا بأنه ما أزاحها عنها ولو للحظه ، اخذت نفس عميّق من آخرها قبّل ماتمسك يدّه وتثبتها على بطنها تبتسم له وتنطق بعدها بهدوء عالي ، هدوء كانت ناسيته بأخر فتره ، كانت بعيده عنه فيها ؛ هنا .. هنا فيه روح ، فيه طفل بياخذ مني ومنك كثير بيشابهنا بيكون هو البداية الجديدة لنا
أخرجت نفسها بأكمله ما أن أنهت جُملتها هذي الجُمله اللي أختارتها بهالشكل توضح له بدون مايعاني وهو يدور جواب توضح له نيتها بأنها تكمل حياتها معاه تكمّلها معه ومع الفرد الجديد اللي بعايلتها وتعرف شديد المعرفه بأنه مُرحب فيه بينهم ولأنها ماتبي تعيش نفس حياة أُمها اللي ماتعرف عنها شيء ماتعرف غير أن ملامحها تشابه ملامح أُمها تمتمت بهالكلام ، وماتدري عن الكم الهائل من الراحه اللي اسكنتها صدره أسكنتها بشكل كبير
وأبتسم هو ينحني لمستوى بطنها ينحني يقبّله لثواني طويــله .. وأعتدل بعدها اعتدل يصير واقف قدّامها بشكل مُستقيم عكسه من ثواني اعتدل يقبّلها هي يصدمها بهالقبله اللي ماتوقعتها أبدًا ماتوقعتها لا هي ولا أيهم اللي من لمّح أقتراب سعود منها صدّ صدّ وسكر الباب بهدوء بحيث مايحسسهم بالحرج من وجوده .. بينما أعتدل سعود يبعد عنها يسمح لها تاخذ نفس عميّق وتستوعبه بعدها تستوعب الكم الهائل من الهيّام اللي تشوفه بعيونه تستوعب اللهفه والشوق والحماس للقادم الواضح من عيونه ومن لُغة جسده..كيف أنه رجع يثبت يدينه على أكتافها ويرجعها معاه للخلف وللسرير بالتحديد يجلسّها ويجلس جنبها ، مايعرف شيء غير الأستمتاع بهاللحظه يستمتع بشعوره بعيد عن أخطا الماضي بعيد تمامًا عنها وقريب من الفرح والسعاده بقُربها ومن القطعه الصغيره اللي يتشاركونها أثنينهم تصير سعادته أضعاف السعاده الطبيعية للأنسان ؛ متى صار ؟
كان هذّا السؤال اللي رماه عليها بعد سيل نظراته
وردًا على جوابه هي ميلت شفايفها بتفكير بالاجابة وألقت نظره خافته على جنينها ورفعتها بعدها تناظر وسط عينه وتنطق بعدها بنبرة هادئة ؛ قبل أربع شهور يمكن ؟
لُجم بِردها للدرجه اللي داهمه شعور الغضب الغضب اللي يعكر مزاجه من فكره أنها كانت تعرف وماقالت له ؛ كنتِ تدرين ؟ تدرين وماقلتِ لي !
هزت راسها بالنفي وسندت راسها على كتفه بعدها تسمّح لغضبه يروح بعيد ومايرجع ولو كان جوابها يُشعل غضبه ؛ ماعرفت ماكنت أدري تو قالي أيهم ..
قطع عليهم حديثهم صوت الطرق على الباب اللي كان مردود وماهو مُغلق الأحكام ، تنهد سعود لثواني يوّضح غيضه من الشخص اللي يُعتبر داهمه وأقلق راحته تمامًا
ووقف بعدها وقف يتوجه للباب يتأكد من هوية هالشخص واللي كان هالشخص " دكتوره" الدكتوره اللي كان واضح عليها أنها عصبيه من غير شيء والدليل على هذا ملامحها كونها كانت مُحجبه وزادت عصبيتها تمامًا من هالأم اللي سمحت لها بأنها تأخذ عنها فكره سيئه جدًا وتصفها بقولها " أُم مُهمله " .. تنهدت تنهيده توضح مدّى سوء تفكيرها بهاللحظه وتقدمت بخطواتها الهاديه ناحيه المُغذي اللي كان بيمين ودّ واللقت نظره خاطفه على ودّ قبل ماتنطق بهدوء وبينما هي تتفحص المُغذي بيدها ؛ مِين هذا ؟
رفعت ودّ حواجبها بأستنكار لهالسؤال اللي ما المفروض تنطق به وللحظه كانت بتنطق لو ما أستوقفها صوت سعود اللي كان عارف بأنها بترد بـ رد بعيدّ تمامًا عن الجواب الفعلي لسؤالها ؛ زوجها انا زوجها
غضب عظيم أستقر بداخلها غضب هي ماعرفت معناه وهالغضب وضح عليها من عقدت حواجبها ولفت له ترسل له سِهام غضبها وحاد نظراتها ، بينما ابتسمت الدكتوره تنطق بسخريه ؛ ماشاءالله متزوجه أثنين ؟
عضت ودّ شفتها بغضب شديد ونطقت بعدها بسخرية مُشابهة لسخريتها ؛ ايوه متزوجه أثنين عندك مانع !
سرعان ما عض سعود شفته يحاول يمنع نفسه عن الإبتسام لأنه يعرف وش بيصير لو ابتسم وفعلًا حصل من رفعت ودّ يدّها تضربه على كتفه وتنطق بعدها بهمسها الغاضب من أنه ضحك بهاللحظه ؛ سعود !!!
رفع نظره ناحيتها بذهول وتمتم بينما هو يحاول يمثل الجديّه ؛ وش سويت أنا ؟
تجاهلته وصدت عنه تلف للدكتوره اللي تمتمت تنهي دورها ؛ لازم تنتبهين لصحتك وتتغذين كويس ! وزنك ناقص كثير بالنسبه لأم بالشهر الرابع ! احتمال تخسرون ولدكم اذا أستمرت زوجتك بهالروتين انتبه لها أنت على الاقل ! وزنها قلــيــل !! الحمدلله المره ذي كان نزيف خفيف المره الجايه بتكون أصعب رجاءً انتبهي لصحتك !!
هزت ودّ راسها بالايجاب وسط تغيّر ملامحها الملحوظ كون فكرة فقدانها لطفلها الأول صعب جدًا وهي مُدركه تمامًا بأنها مقصره وكثيّر مو شوي تاهت بدوامه تفكيرها لثواني طويّله ، وما أستوعبت شيء غير يدّ سعود اللي انمدت تمّسح دمعتها ، واصلًا هي ماتعرف متى نزلت دموعها لأنها ماحست فيها ماحست أبدًا ! ، ثبتت نظرها بعدها على سَعودّ اللي تبدلت ملامحه مثلها هي وتمتم وسط نظراته الموجهة عليها ؛ تبين نمشي ؟
هزت راسها بالايجاب ومُناها تترك هالمكان اللي يرجّع لها ذكريات كثــير سيئه جدًا ..
-
~ عند بندر
كان وسط أحد سيارات الإسعاف المنتشره بموقعه كون الأصابات كانت بليغه وكثيره ، ولسوء حظه كان من أحد المُصابين أنصاب بأسفل بطنه ، كان متمدد على السرير الخاص بسيارات الإسعاف ومِعصمه يغطي فيه عيونه عيونه اللي زاد إحمرارها ولا يعرف سببها من رغبته بتنزيل دموعه؟ ولا من الغبار الكثير اللي كان منتشر بالجو قبل نصف ساعه وسط الاشتباك العظيم اللي صار ؟ ، كانو يحاولون يوقفون نزيفه وسط إستغرابهم التام من تبلده كون إصابته ماكانت عاديه أبدًا ولا كانت خفيفه بالرغم من أنه انصاب قبل ربع ساعه والألم لازال متجدد الا انه مايتألم ولا يخرج منه أنين يدل على تعبه كان هادئ جدًا وكآن مشاعره بأكملها تبدلت بالبرود العظيم ، كان يحس بنظرات الاستغراب من هالمُسعف لكن ماله خُلق يرفع عينه له او حتى يتحاور معاه ، بعد دقائق بسيطه أستشعر توقف السياره دليّل وصولهم وفعلًا هذا الحاصل من أنفتح الباب ومن ظهر له نور المدخل الخاص بالمشفى واللي كان عالي وجدًا ، كان يستشعر الإستعجال العظيم اللي يحصل من الدكاترة اللي كانو منتشرين واحد من جهة راسه وآخر من أيمنه وكان رافع بيدّه كيس المُغذي وآخر كان عند يساره ووجهتهم كانت غُرفة العمليات وسط أحاديثهم الكثيره اللي توضح خطورة إصابته لكنه مايهتم لها أبدًا ولا استشعر الخوف ، اخذ نفس عميّق من توقف سريره بداخل غُرفة العمليات مُعلن قربّ موعد عمليته وفعلًا هذا الحاصل من وقفت عند راسه مُمرضه تنطق بهدوء ؛ بعطيك إبره مُخدر الآن
هز راسه بالايجاب يسمح لها بالبدء وسط همسه الخافت ؛ أشهد أن لا آله إلا الله وأن مُحمدًا عبدّهُ ورسوُله ...
-
~ وسط أحد اكبر المُستشفيات
زفرت براحة كبيره كونها خرجت من غُرفة العمليات اللي استنزفت كامل طاقتها فيها ، العمليه اللي كانت تحت إشراف والدّها وهالشيء سبب لها ضغط كبير كونها كانت تخاف وجدًا من الخطأ قدّامه وتخاف تنهي حياة الشخص المُلقى على السرير وكأنه جثه هامده بالرغم من سهوله العملية لوالدها كونه كان جراح ويستأصل بُقع السرطان من أجساد الناس الا أنه يفضل بأنها تتعلم وتتدرب وكون سنوات خبرتها وسنوات دراستها كانت كثيره الا ان الخوف متملكها بالرغم من أنها أجتازت كل الاختبارات وكانت دقيقه جدًا الا انها ماتقدر تبعد هالخوف ولو للحظه ، رفعت يدّها تمسح عَرق جبينها واللي كان سببه التوتر العظيم اللي صابها بالداخل وبينما كان المشرط بيدّها ، وما أن نزعت قُبعتها الخاصه بِغُرفة العمليات دليّل خلاصها من هالعمليه اللي ماكان باقي غير خياطة الجرح وبأستطاعة باقي الاطباء خياطته حتى أتجهت للغُرفة الصغيره اللي كانت تبدل ملابسها فيها ، دقائق بسيطه قضتها بداخل هذه الغُرفة حتى خرجت منها وهي ترتدي بنطالها الواسع واللي كان باللون الاسود وفوقه كانت ترتدي تيشرت خفيف باللون الابيض وفوقه كان مِعطفها الابيض والي يدّل بأنها دكتوره من شارة التعريف المُعلقه على جيب المعطف من جهة صِدرها وفوقه كانت تخفي ملامحها داخل النّقاب ولايظهر سوى عينيها
خرجت من الغُرفة لتتوجه للمصعد واللي كان على غير العاده لايوجد فيه أية أحد فقط هي ولا غيرها ، سحبت نفس عميّق من أعماقها حتى أمتلأت رئيتها وزفرته بعدها تضغط على زِر المصعد وعلى الدور الـ رابع واللي كان فيه مكتبها ، ما ان توقف المصعد وانفتحت أبوابه حتى خرجت هي خرجت وكآن هُنالك مُكافأة بأنتظارها وفعلًا أعظم مُكافأة من المُمكن ان تتلقاها الآن هو النوم ومكتبها هو المكان المطلوب لذلك كونه كان يحتوي على كنبه طويله تكفيها للنوم اعلاها وفعلًا هذا اللي حصل من نزعت نقابها وأرتمت بعدها على الكنبه ونامت وكآن لها دهر مانامت..
-
~ في أحد السيارات الفارهة ، الشرقيه الساعه ٤ عصرًا
كان هو جالس وسط إنغماسه بالأشغال اللي ينهيها بالآيباد اللي كان ماسكه بيدّه اليمين ويدّه اليسار كان يمرر فيها قلم الآيباد على شاشته إلى ان قَطع عليه هالانغماس صوت الأشعار اللي وصل جواله اللي كان مُثبّته على المِرتبه جنبّه رفع حاجبه لثواني ولف للجوال يسحبه بيساره ، سرعان ماعبى ثِغره أبتسامه عظيمه من الـ pdf
اللي وصلّه واللي كان بأكمله بخصوص شخص واحد وعائلته شخص يبحث عنّه وله مُدة أدق التفاصيل اللي تخصه وتخص أحفاده كان يعرفها تفاصيل حتى الأهل مايعرفونها ومثال عليها "لتين" واللي كان يوضّح له بأنها إستخباراتيه وقدّمت أستقالتها من شهرين يوضّح عنده الموعد وبدّقه عاليّه جدًا ، تغير كامّل مودّه من الانغماس بالشغل إلى الانغماس بـ العائله اللي يبحث عنها ، تبسّم بخفّه من وقفت سيارته دليّل وصوله وفعلًا هذا الحاصل من أنفتح بابه تحت يدّ السائق الخاص به نزل من السياره بهدوء يشابه شخصيته الهاديه ووقفت خطوته بعدها قدّام مدّخل بيته أو بالاحرى قَصره ، القصر اللي كان يتشارك فيه مَع أُمه وأخته فقط بالرغم من كبّر حجم القصر الا ان ضجيجه كان عالي بهاللحظه مّن الأصوات الكثيره اللي يسمعها واللي كانت توصلّ للخارج ، الأصوات اللي صار يتعودّ عليها كون أخته كانت بأغلب أيامها تعزّم بنات عمها وبنات خالاتها وكانت حجتها قدّام أخوها " مليّت لحالي وبنات عماتي ماراح ينفذون الخطط المجنونة اللي براسك !!" ماكانت تعطيه أية أحترام والسبب في هذا بأنه ماكان يعطيها راحتها بالخروج من البيت ولو خرجت يرافقونها ٣ حراس شخصيين وكلّه كان حرص وخوف مّنه عليها ، أخذ نفس عميّق يهيئ فيه نفسه للأزعاج اللي بيصير ما أن يدّخل للداخل ، ومشى بعدها بخطواته المُتوازنه واللي كانت سريعه بطبعه من وهو صغير ، ما أن تثبتت أقدامه على عتبه الباب أمامه حتى أنفتح وكان خلّفه فتاه فارعة الطوّل وبالرغم من طولها اللي يميزها عن غيرها الا ان رأسها كان يصل إلى صدره ، كانت ترتدي فُستان باللون البيج ، كان هادئ جدًا يناسب عزيمّه مثل هذي العزيمه يصل إلى نصف ساقها ومن الاعلى يتزين بلؤلؤ صغير مُرصع على الشيفون الخاص فيه ، الشيفون اللي كان يغطي اكتافها وصدرها بأكمله وصولًا إلى عِنقها وشعرها اللي كان قصيّر جدًا يصل ألى نهايه نحرها ومُزين بـطريقه جذابّه كان "ويفي "
تأملها وصولًا إلى ملامحها الملامح اللي ماكانت تدّل على شيء غير الشر والكره والبغض وهذا اللي كان يشوفه بملامحها اللي رغم حلاوتها وجاذبيتها الا أنها ماتخلى أبدًا من الكره لهالشخص أمامها الشخص اللي بظنها بأنه مُعقد وجدًا كونه ماكان يسّمح لأخته بالخروج من هالمكان اللي صار يُعد بمثابة السجن ، السجن اللي بالرغم من رفاهيته الا أنه كان يكتمّها وجدًا ، مايعرف كيف كان مُغيب تمامًا عن هالملاك اللي يظهر أمامه الملاك اللي صارت زوجّه له قبّل شهر تمامًا لكنها تبغضه لهالسبب لأنه ماكان يجي ويسأل عنها أبدًا وموكل مُهمه الإهتمام بِها لـ أُمه اللي كان يرسل لها رساله نصيّه يسأل فيها عن حالة زوجته إللي تزوجها لسبب والسبب أنها كانت مُحيره له من سنين وهالسنين كثرت ولهالسبب قرر الزواج منها وأخيرًا ،
لكن للأسف هالفتاة ماكانت تملك رفاهية الرفض لأن بقول أُمها "حياتك بتكون أفضل لو تزوجتيه " ، كان ناسيها تمامًا والواضح بأن أُمه كانت تكذب على "غيداء"زوجته بقولها أنه سأل بعكس اللي حاصل تمامًا ماسأل ولا فكر حتى ، لازالوا واقفين قدام الباب أنظارهم على بعض وكلٍ يحمّل مشاعر للآخر منها مشاعر النفور والأشمئزاز اللي كانت تتوجه له وآخرى كانت مشاعر الفضول والأعجاب اللي كانت تظهر منه لها ، هو شافها مرّه وحده وكانت ليلة زواجهم اللي ماقضاها معها من أنشغاله وأهتمامه بأمور أخرى ومارجع شافها بعدها أبدًا ، قطّع هالصمت كلّه اللي كان وسط صجيج أفكارهم صوته من تمتم بهدوء ؛ زوجك رجّع مابتسلمين عليه؟
نظراتها القاتله كانت تتوجه له النظرات اللي توضح له معناها وهو " السخرية منه ومن كلامه " وفعلًا صح قوله من تمتمت هي بسخرية تامّه ؛ زوجي؟.. زوجي اللي حتى رقمه ماهو بجوالي ! ولا زوجي اللي ماكان يسأل علي ! ولا زوجي اللي تركني بليلة العمر ؟ عن أي زوج تتكلم ؟
أبتسم هو غصب من الكمّ الهائل من الحقد اللي بنظراتها ولذلك تمتم بهدوء بينما هو يبعدها عن طريقه بهدوء ؛ أعلمك أي زوج بعدين
تبعته بنظراتها حتى توجه للأعلى وهي هِنا أستوعبت الكمّ الهائل من الجمال اللي ينتظره فوق ولذلك صرخت بصوتها الأنثوي والعالي ؛ إيهــاب !!! وقـــف..
توقفت حركته عند أعلى الدرج ولف بأستغراب لها كانت رجلّه اليمين على درجه والرجل الأخرى كانت على الدرجه الأخرى كفوفه كان مثبتها بجيب بنطلونه ولاف بجزئه العلوي ناحيتها كان مثبت نظره عليها كيف كانت تمسك طرف فُستانها وتركض بالكعب الخاص فيها واللي كان لونه يتشابه مع لون فُستانها ويزيده جمالًا تبعها بنظراته لحد ماوقفت عندّه وتمتمت بينما هي تحاول تنظم أنفاسها ؛ لا تروح ، فوق... البنات كلهم هِناك
تبدلت ملامحه تمامًا من الاستغراب إلى الإبتسام مُجرد فكرة أنها قطعت هالمسافة ركض وهي بكعبها كفيّله بأنها تخليه يبتسم طول يومه ؛ طيب شوفي لي درب
رمشت بالايجاب وصعدت الدرج قبّله ، ثواني بسيطه تأكدت فيها أن المكان فاضي تمامًا ونزلت بعدها درجتين وأبتدت تنادي بأسمه من فوق ، بينما تبسّم هو بأتساع من نطقها لأسمه وتنهد لثواني قبل مايصعد الدرجات
توقفت خطوته من صارت هي أمامه وصار يشوفها وبوضح تمامًا ؛ توديني للغرفة بعد ؟
هزت راسها بالايجاب ومابتغامر أبدًا بأنها تسمّح له يروح للغرفة لوحده ولأن غصب عنه بيمر الغُرفة اللي يجتمعون فيها البنات كانت تسبقه بخطواتها ونظراتها المُتفحصه حتى وصلّت الغُرفة ، تنهدت براحه من مّر الموضوع بدون أي حوادث ولفت له تأشر له بالدخول بأنظارها ، بينما تقدم هو يفتح الباب بيدّ واليدّ الثانيه سحبها فيها للداخل وسط شهقتها الرقيقه اللي خرجت من تفاجئها على حركتهُ ، سحبها حتى صاروا بالداخل وقفّل الباب وراه جلسّها على الكنبه المُنفرده اللي كانت وسط جناحهم وتمتم بينما هو يتوجه للحمام - يكرم القارئ- ؛ لاتطلعين من هِنا خلك
كانت تحت تأثير صدمتها وللآن ماتحركت ولا حتى رمشت من الذهول العظيم اللي صابها لحظتها ...
-
~ صباح اليوم الثاني ، بيت عبدالرحمٰن الساعه ٧ صباحًا
ميّلت شفايفها لثواني ورفعت نظرها بعدها للشباك للمنظر قدّامها وللجو اللي كان غائم وياخذ العقل ، اخذت نفس عميّق وزفرته بذات اللحظه اللي رفعت فيها كُوب الشاي اللي بيدها لشفايفها ترتشف منه القليل قبّل مايداهم مسامعها صوت سَعودّ من نطق بصوته الرجولي والمبحوح ؛ ياصباح الخير
رسمت شبّه أبتسامته على ثِغرها ولفت له تنطق بينما هي تتقدم ناحيه السرير وتجلس على طرفه ؛ ياصباح النور يا أهلًا !
تبسّم سعودّ بأتساع ووسع بعدها مكان لها تجي جنبه تحت اللحاف ؛ تعالي
عضت شفتها لثواني تداري شفتها اللي كان عندها نيّه ترتجف ونزلت كوبها بعدها على الكومدينه ، بينما هو ما أزاح أنظاره عنها ولو لثانية وكأنه يعوض عن الثلاثة أشهُر اللي قضاها بعيدًا عنها ، تمددت جنبه وقريّب منه بذات الوقت اللي قبّل هو راسها فيه ؛ توني شفت رسالة من جدّي مخطط نروح للمخيم جميّع
عقدت ودّ حواجبها لوهله ولفت له يصير هو مقابلها بدال مايكون خلفها ؛ وبابا بيجي ؟ وخوالي ؟ ولا بس آل سائد ؟
ميل شفايفه لثواني يستنتج فيها إذا كان من المُمكن آن جدّه يعزمهم وماطال تفكيره من تمتم بهدوء ؛ مَدري بس ماتوقع جدّي يتواضع
سرعان ماعبى ثِغرة إبتسامة عريضة من سمّع صوت تضاحيكها اللي تُسكره وكأنها خمرٌا يرتشفه الآن ، بينما تنحنحت ودّ من وقفت ضحكاتها وتمتمت بتحدي وسط نظراتها له ؛ بجمعهم ! كلهم معاي إنت؟
هز راسه بالايجاب بدون تفكير ؛ معك على الحلوه والمُره
عض شفته بهيّام من دفنت هي راسها بحِضنه تُخفي خجلها داخل صَدره بعيدًا عن أنظاره اللي ماتكون طبيعيه من تكون هي المشهد اللي يتصور قدّامه...
-
~ وسط بيّت فِراس قبل ساعتين
تنهدت مَها بضيق من لمّحت أخوها الصغير من شبّاك غُرفتها ، كان بالحديقه جالس على المُرجيحه المصنوعه من خشبّ وقدّامه اوراق كثيره ولابتوبه وكوبين قهوه ، وفورًا هي عرفت بأنه ماجاء هِنا الصباح بّل كان هِنا من امس والدليل سرحانه بهاللحظه وكوبين القهوه اللي ماكان يخرج منهم أية دُخان يدّل على أنه من دقائق أخذها ؛ الله يشرح صدّرك يا فِراس
بالاسفل عِنده كان مثبت كفوفه داخل جيّب بلوفره اللي لبسه الفجر من راح يتوضى بالرغم من أنهم بالصيف الا ان الجو كان بارد بالنسبه له وكونه كان من الليّل بالخارج طبيعي بيحس ببرودة الجو بعكس اللي يكون بداخله ، كان تفكيره بأكمّله محصور بإنسانه وحدّه ولا غيرها ذاتها الأنسانه اللي سلبّت كامل تركيزه وتفكيره ماكان قادّر يشيلها من باله ولا كان قادّر يحط حدّ لهالتفكير ، تزفيّره عميّقه خرجت منه بذات الوقت اللي أستشعر فيه وجود شخص أخر بالمكان ، وفعلًا صح توقعه من ألتفت خلّفه وكانت أخته بالمكان وبيدّها كان فيه لحاف متوسط الحجم تغطيه فيه ثبتت اللحاف على أكتافه وسط مبسمها وتقدمت بعدها تجلس بنفس الجلسه لكن على الكرسي اللي كان يمينه واللي كان بمثل هالأرجوحه اللي هو جالس عليها ؛ مانمت ؟
هز راسه بالنفي وسط تنهيدته اللي تبعها صوتها الهادئ من نطقت بهدوء ؛ ليه يا فِراس ؟ الشغل يتعبك ؟ ولا خاطرك ضايق ؟ علمني وآنا أختك..
كانت هذي الجُمله الوحيده اللي بتكون كفيّله بأنها تسمح له يغرد عن كل اللي بداخله من صغيره وكبيرة لكن لأنه فِراس ماحكى لها شيء لأنه يستصعب هالشيء ماحكى لها عن اللي يكدر خاطره وهو متأكد لو صارت هي عنده بتسكنه راحة عظيمه جدًا راحة كانت موجودة بحياته ، بهاللحظه بالذات انتشر رنين الهاتف بمسامعهم وانجذبت كامل الأنظار للجوال اللي كان مُثبت على الطاوله وبجانبه أوراق كثيرة ، ماله خلق أبد يسمع صوت أحد ولا له خُلق يجاوب لكن غصبً عنه سحب الجوال يثبته عند مسامعه بدون مايتأكد من الأسم ؛ السلام عليكم
كانت جُمله بسيطه لكنها تسببت برجفّه عظيمه بداخله رجفة كانت بسبب صوته اللي كان عادي مع مزيّج من النغم الرجولي كان صوت " ألباسل " ربكه عظيمه زارته بهاللحظه وبسببها اعتدل بطوله  يتوجه للداخل بعد ما أشر لمها بأنه بيمشي وكان ردّها حركة بسيطه بيدّها وضحت له بأنها موافقة يتركها ، وفعلًا هذا اللي سواه من توجه لداخل البيت ولغُرفته تحديدًا ، كان يصعد الدرجات وسط تركيزه التام مع هالمُكالمه اللي كانت بدايتها سؤال عن الأحوال وبوسطها كانت دعوة بسيطه له ولعائلته ؛ والله يافِراس أنّنا ناوين على مُخيم كل العائلة لو حبيّت تجي فوالله أنها ترحّب أنت وأهلك
ماكان يغيب مبسمه اساسًا عشان يرجع يزيد ، تمتم بينما هو يصعد الدرجات بهدوء ؛ والله أني مابردك ياعمّي ودعوتك مقبولة أن شاء الله أنّا جايين
استشعر فِراس أنه يبتسم من صوته لمّا نطق ؛ والله أنها ترحّب ياهلا ومسهلًا تنورونا ياهلا أجل تراني برسلك كل التفاصيل برساله وهاه لاتكلف على نفسك بشيءٍ كلش جاهز وينتظرنا زين ؟
هزّ راسه بالايجاب بينمّا هو يقفل باب غُرفته بيدّه الثانيه ؛ زين .. أبشر
كانت هَذي أخر جُملة نطق فيها فِراس واللي تبعتها جُملة ألباسل من نطق ؛ أجل يالله فمّان الله الله يحفظكم ...
وانتهت المُكالمه هِنا لكن ما أنتهت ربكته أبدًا وكأنه بلغه بخَبر تحريره من سِجنه المؤبد ، كيف تبدّلت كامل أحواله من ذبول وضيقه إلى حمّاس وفرح ، مبسوط بشكل فضيع وهالانبساط فاجئ مها اللي كانت بالمطبخ من سمعت صوته خلفّها ؛ مها معزومين على المُخيم عند آل سائد تجهزي إنتِ وباسل وجود ماشين بعد العَصر ..
ماكانت قادّره تنطق بالكلمه من أنذهالها بهاللحظه كيف بتروح معاه للمُخيم وهي ماتعرف أحد فيهم ؟ وهالسؤال اللي كان يتردد بخيالها صار على لسانها من نطقت بتساؤل ؛ بس كيف بنروح وانا ماعرفهم ولا بعُمري شفتهم؟ مابقدر اروح معاك .
كانت تشوف بريّق عينه اللي يدّل على حماسه الشديد بخصوص هالمُخيم لكن بداخلها شيء يمنعها من هالروحه وخصوصًا أنها ماتعرفهم أبدًا مُجرد معرفته هو برجال هالعائله ، صابها بعض من الفضول ناحية حُبه لهم وماقدرت ماتسأل وتستفسر عن سبب حُبه لهم وفعلًا وجدت نفسها تنطق بهدوء ؛ فِراس عادي تعلمني عن سبب حبك لهم؟ ماعندي مشكله لو الموضوع مُهم بالنسبه لك بس لاتحطني بموقف صعب معهم قولي وش غايتك ؟..
بالرغم من وجود بعضًا من الشكوك بداخلها من هَذاك اليوم اللي جاء فيه ومَعاه بنتها جود ، التغيّير الكبير اللي كان فيه وطبيعي اي أحد قريب ولا بعيد منه بيلاحظ هالتغيّير لأنه تغيّير جذريًا من آخر سنتين كان هذاك اليوم أول يوم تلمحه فيه يتبسم من قلبّه يتبّسم بدون كلافه ورجعت له طاقته ونشاطه وحتى شَغفه بالكتابة رجع بأضعافه ؛ من هَذا اليوم يافراس وأنت حالك حال صرت شخص ثاني شخص جديد بعيد عن فراس قبّل سنتين قولي وش اللي حصلّ بالمدرسه ليه تغيرت ؟.
كان صعبّ جدًا له يصارحها خصوصًا مع شخصيته هذّي فما كان قادر يقولها بصريّح العبارة بأنه وقع لأُنثى تصغره بـ ٧ سنوات ؟ كيف بيرمي هالخبّر عليها بهالسهولة ؟ ماكان قادّر يصرّح بأسمها بأوراقه كيف بلسانه ؟ كيف بواقعه ؟ ماكان يحبّ يشارك أسمها أحد مايحب يكتب أسمها على ورقة مُمكن تطيح بيدين أي شخص ورقه مُمكن تنرمي للبعيد وهي تحمّل معاها أسم قلبّه أسم "حنين" أسمها اللي كان يوصف شعوره لها شعور الحنين والشوق لها اللي ماله آخر عنده ، شعور غريّب بداخله شوّق ولهفه ! وهي حتى ماتحل له مايقربها بشيء ولا عاش معها ذيك الأيام اللي تخليه يتعلّق فيها ! لكنه مُتعلق فيها بشكّل مجنون ، بدون إدراك منه بدون إدراك وبينما هو غارّق بتفكيره ، تمتم بهدوء ؛ قلبّي تعلّق بين واقع وخيال كيف بوصل وانا مابديت؟ كيف باخذها وانا اتردد كل مره ؟ كيف وانا كل ماشوّف أبوها يمرني طيفها؟ الله يصبّر قلبّي على كل هذّا الله يصبرني وياها ..
كان هذّا همسه اللي تمتم فيه بهدوء واللي كانت زلّه لسان منه ولو مازّل لسانه بهاللحظه قدّامها ماكانت عرفت باللي بداخله ماكانت عرفت عن مشاعره والواضح أن له مُده ماهي هيّنه مانام فيه والدليّل عدم سيطرته على نفسه وكلامه والواضح انه كتم حُبه إلى ماله نهاية ، ماتدري تفرح ولا تحزن؟ تبارك ولا تدعي له بالعوض؟ تكلمّه ولا تسكت ؟ . أخذت نفس عميّق قبّل ماتنطق بهدوئها اللي تعودت عليه من صِغرها ؛ ابشر لاتشيّل همّ انت روح نام وريّح شوي وحنّا بهالوقت بنتجهز زين ؟
رمش بالايجاب بينمّا هي حاوطت عضدّه وأكملت بقولها ؛ بس أهم شيء إنت تنام مايصير تروح عند الجماعه وإنت ميّت نوم !!.
هز راسه بالايجاب ولف بعدها بنظره لها يثبت نظره لثواني على ملامحها وعيونها اللي كانت تشابه فيها أُمه ؛ بنام بس لاتنسين صحيني بدري اخاف ما اصحى .
هزت رأسها بالايجاب ولفت جسدّه ناحيه الباب وهي تتمتم بقولها ؛ ماعليك يارجال أنت رح نم بس !!...
-
~ عند ودّ
شدّت على عبايتها تستعد للدخول لبيته اللي كانت ابوابه مُشرعه تسمح للجميع بالدخول ، وفعلًا تقدمت بخطواتها لحد ماصارت وسط بيته وبالصاله الكبيره اللي كانت ببيته واللي كان هو جالس فيها وبيدّه أيباده يتابع فيه الأخبار ، تبسمت غصبًا عنها لأن هالمشهد شافته كثيّر عند جدّها اللي كان يجلس بمثل جلسة مُحمد اليوم يدّه على ذقنه ويدّه الثانيه يمسك فيها الايباد ونظاراته على عُيونه وقدّامه على الطاوله اللي كان لونها يتناسب مع لون المجلس ترمس حليّب وبيالة بجانبه ، رفع نظره ناحيه المدخل اللي كانت هي واقفه عنده واقفه وأنظارها عليه وسط مبسمها اللي غصب عنه جبره يعتدل ، يثبت أيباده على الطاوله الزُجاجيه قدّامه ويوقف بعدها يتمتم وسط مبسمه بحضورها ؛ يامرحبًا وياهلا بودّ القلب ياهلا بك تعالي وانا جدّك تعالي صبّحي علي
زاد مبسمها أتساع على ترحيبّه اللي كان يلامّس شيء بداخلها شيء لأول مره يطلع لشخص مثله ؛ الله يبقيك ياجدّي وصباح الخير .
كانت هذّي جُملتها الوحيدّه الجُمله اللي ايقضت شيء بداخله بالرغم من أعتيادة على هالكلمه الا أنها كانت غيّر غيّر تمامًا من لسانها هي ، كان يحسّها تنطق بالحياة وماتُلقي له كلمة عاديه ، الكلمة تمناها كثيّر أكثر من ماتتصورون وأخيرًا تحقق مُناه وصار اللي يبيه ونطقت فيها ؛ ادخلي ياجدّك ادخلي نور البيت بوجودك والله
أبتسامة واسعه عبت ثِغرها بهاللحظه كون كلامّه يوضح لها بأن نصف خُطتها بتنجح ، تقدمت ناحيته تسلّم عليّه وتقبّل راسه وسط ترحيبّه المُستمر لها ، ثواني بسيطه وجلست فيها بالكنبه عنده كانت يمينه وأنظاره مُعلقه عليها ولاهو قادر أساسًا يزيح نظره عنها ولا يعرف هل السبب من هيبه حضورها ؟ ولا لأنها تعني له الشيء الكبير ؟ الكبير جدًا ؟ مايعرف ولو دور جواب ماهو لاقي ولذلك تمتم بهدوء وسط ربكته الخفيفه ؛ ايه يابعدهم محتاجه شيء تبين شيء ؟
رمشت بالايجاب واعتدلت بجلستها تستعد للبّوح بسبب وجودّها عنده السبب اللي تركها تجيه بهاللحظه بالرغم من أنها ماتتقبل وجودّه ابدًا
-

" عطوه حقّه 🤍"

ياوش بقى بعطيك مني ولا جاك ماباقيٍ الا روحي احيا بها لك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن